أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] سألت محافظ بنك السودان المركزي د.محمد خير الزبير في لقاء عابر عقب الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري لمشاريع استقرار الشباب الذي يتبع لرئاسة الجمهورية الاسبوع المنصرم، عن الاجراءات التي يمكن ان يتخذها البنك بشأن انخفاض قيمة الجنيه مقابل العملات الاجنبية، بعد فشل كل الاجراءات التي اتخذها البنك في الفترة الماضية حتى صار الدولار يعادل اكثر من خمسة جنيهات سودانية؟ فرد علي بمسح فمه بظهر كفة يده ثم بباطنها، ثم مضى مفسراً لتلك الاشارة الى القول (تاني ما في كلام بس بيان بالعمل، وان شاء الله سترون ذلك قريباً). رفض السيد المحافظ الحديث عن الموضوع لكنه قال لي انه من قراء هذه الزاوية (أحداث ومؤشرات) الملازمين وانها تعينهم في فهم بعض الظواهر والاحداث، الامر الذي جعلني افسر رده بتلك الاشارات بالرد العملي لما كتبته في هذه المساحة بعنوان (تصريحات معتدلة ومقلوبة) والتي قلت فيها ان جل تصريحات المسئولين عن الشأن الاقتصادي هي بمجرد اطفاء حرائق، أو صب الزيت لاحراق ما تبقى ... وتصنف في سجل التصريحات الكاذبة الخاطئة، لتبدأ سلسلة التصريحات من هذا الصنف مرة أخرى، فيما لا يدرون ان هذه التصريحات هي مضرة بالانشطة الاقتصادية ومضرة بالمواطن، والذي بات غير آبه بما يصدره المسئولون من تصريحاتهم (المعدولة أوالمعكوسة). ولكن قبل ان تمضي من ذلك اللقاء يومان حتى خرج وزير المالية علي محمود بتصريح ل(السوداني) بذات اللغة القديمة والمبررات المكرورة والممجوجة وقال إن إسباب ارتفاع الدولار غير منطقية وهي نتيجة لمضاربات وحالة نفسية للتجار، وأن 80% من النقد الأجنبي في يد الحكومة، لكنه اتفق مع محافظ بنك السودان المركزي عندما توعد بإجراءات مالية تفاجئ المضاربين وتؤدي الى حدوث تخفيضات كبيرة في سعر النقد في القريب العاجل... وغداً لناظره قريب!. الجديد في تصريح وزير المالية هو أن 80% من النقد الأجنبي في البلاد هو في يد الحكومة، اي في داخل خزائن البنك المركزي، وان الذي يتم تداوله في السوق الموازي أو السوق السوداء هو فقط (20%) لكنه مبلغ محترم، وان كانت سياسة التحرير الاقتصادي لا تعرف سوقا اسود، وانما تعرف سوقاً حراً..واذا كانت تلك النسبة الكبيرة من النقد الاجنبي كلها في يد الحكومة وهي تعادل مبلغاً أكثر ضخامة، واسعار النقد الاجنبي تطير بهذه الطريقة، فان الامر خطير وخطير جداً، وان توحيد الرسالة الاقتصادية باتت ضرورة، نسأل الله السلامة من كل شر.