بسم الله الرحمن الرحيم صحيفة الانتباهة فقدان البوصلة السياسية – دراسة حالة صحيفة 28فبراير 2012م • صحيفة الانتباهة صيحة وطنية فى المشهد السياسي السودانى لعبت ادواراً سياسية هامة فى الوعى الجماهيرى بمآلات الحرب والسلام فى جنوب البلاد الذى اصبح اليوم احدى دول الجوار للسودان . • الانتباهة لسان حال حزب منبر السلام العادل • الانتباهة صوت المسكوت عنه عند الاغلبية الصامته من الشعب السودانى . • وقفة معها بعد ما يقارب العام من الاطلاع ناقداً ومطلعاً ومثمناً وغاضباً ومستبشراً لمسيرتها الصحفية تجئ هذه الوقفة لتجيب وتطرح وتعرض جملة من الاراء حولها وقطعاً هى اراء يتفق حولها ويختلف لكنها قطعاً ستكون فيها رسالة ليتبصر اهل الانتباهة إنتباهتهم واهل منبر السلام العادل لسان حالهم .. • ماهى القضية المركزية التى سعت الانتباهة كصوت لحزب منبر السلام العادل تحقيقها على المستوى السياسي ؟ • ما هو الخط الفكرى للصحيفة وهل فقدت الانتباهة بوصلتها الفكرية ؟ • هل المغزى الرئيسى لصحيفة الانتباهة تحقيق الربحية ؟ • ما هى العلاقة الضابطة لتسيير منبر السلام العادل لصحيفته فى ظل تواجد اخرين من العاملين فى الصحيفة ولا ينتمون الى حزب منبر السلام العادل ؟ وجاءت القراءة وفقاً للاتى : • الاهتمام بالقضايا الكبرى للبلاد وعلى رأسها القضايا المتعلقة بدولة جنوب السودان مع الاغفال شبه الكامل لجملة من قضايا السودان مثل قضية الحرب والسلام فى دارفور وقضية مياه حوض النيل ومشروع الجزيرة والمناصير والتوحد الوطنى والتصالح بين اهل القبلة . • لم يكن للصحيفة الاكثر توزيعاً دوراً يذكر فى قضايا الفساد كأحد اهم القضايا التى تشغل بال الجمهور السودانى لما يترتب عليه من اضرار تطال كل مكونات الشعب السودانى .إذ لم يتعدى دورها غير نشر تحقيق متعلق بقضية فساد احدى الشركات ثم الاعتذار عنها لاحقاً فى ظل تبارى الصحف السياسية لحشد الرأى العام وقيادته لتصبح قضية الفساد هى قضيته الرئيسية . • الاهتمام المتزايد بالقضايا المعززة للفتنة بين اهل القبلة الصوفية والسلفيين والانحياز الى صف السلفيين بصورة واضحة . • دخول الصحيفة فى بعض قضايا القطاع الصحى لصالح طرف من اطراف الصراع دون ان تدرى مثل إستضافتها لدكتور كمال عبد القادر وكيل وزارة الصحة . • احتفاء الصحيفة بمذكرة الاسلاميين من اعضاء الحركة الاسلامية هل هو رسالة من منبر السلام العادل الى تأجيج الصراع داخل حزب المؤتمر الوطنى فى علاقته بعضوية الحركة الاسلامية . صحافة وصحفيون .. • الاعتماد الكامل على مردود الاعمدة الثابته وكتابها من كبار الصحفيين د. الطيب مصطفى واسحاق احمد فضل الله والصادق الرزيقى لتسويق وتوجيه الرأى العام فى الصحيفة . • الصفحات الموجهة الى فئات بعينها لا يوجد ما يستدعى ان يكون لها وجود ثابت فى صحيفة يومية سياسية مثل إتكاءة محارب التى جاءت بعد دخول الفريق ابراهيم الرشيد الى الهيكل الادارى للصحيفة فى ظل تساؤل هل تجئ هذه الاتكاءة فى اطار توجه حزب منبر السلام العادل ام فى اطار منحى شخصى للفريق إبراهيم الرشيد للتعاطى مع قدامى المحاربين من قواتنا المسلحة . • التناول المتكرر لموضوعات هامشية لا ترقى ان تشكل محور اهتمام صحيفة يومية سياسية تعتبر الاعلى توزيعاً بمعدل 100 ألف عدد يومياً خاصة بعض الاعمدة. • التقلص الكبير لمساحات الاخبار لصالح الاعلان اذ تمددت الاعلانات واصبحت واجهة لصحيفة ووصلت فى بعض الاحيان الى ما بين ( 6 -8 ) صفحات يومياً على حساب المساحات المخصصة لبقية ابواب وموضوعات الصحيفة وطالت حتى الصفحة الاخيرة والاولى فى صحيفة حزب سياسي تشكل رسالة جديرة بالقراءة الواعية والبحث من خلال المحللين السياسيين حول دور الصحافة الحزبية وعلاقة لحزب السياسي بلاستثمار بصورة اكثر تفصيلاً. • الحوارات العامة التى تجريها الصحيفة دائماً تكون مع شخصيات غير رئيسة ومؤثرة فى المشهد السياسي ولم تشكل الحوارات شهرة للصحيفة بل استفاد من تلك الحوارات الاشخاص المتحاور معهم . • عدد كبير من المواد الصحفية ضعيفة فى ظاهرها قوية فى مضمونها الامر الذى يقود الى تساؤل هل تفتقد الانتباهة الى من يروج لموادها ام فقدانها للقدرة على ابراز موادها من صحفيين . • عدم التنوع فى اخبار الرياضة وتركيزهم على اخبار فريق الهلال بشكل واضح مما يقدح فى صحيفة تصف نفسها بأنها صحيفة كل السودانيين فى ظاهرة اقلها عدم الاتصاف بالمهنية . العلاقات الدولية .. • فى علاقات السودان الخارجية ظلت الانتباهة تتبنى خط سياسي متقارب مع السعودية ولاغبار فى ذلك الا انه يأتى فى اطار العداء السافر لايران الدولة الاكثر وقوفاً مع السودان فى المحافل الدولية فشلت الصحيفة فى ان تتبع مصالح السودان فى الابقاء على العلاقات الجيدة مع الدولتين . • غياب المشهد الاقليمى والدولى ذى الصلة بالسودان الا من نقل من صحف / إنترنت لبعض التقارير والتحقيقات والاخبار واستعراض الكتب العالمية . • وتظل التغطية الصحفية للحراك الجماهيرى للربيع العربى فى كل من مصر .. ليبيا .. تونس هى قلادة لتغطية مهنية راقية تقاصرت معها التغطيات الصحفية الاخرى . منبر السلام العادل .. • لم يظهر بتاتاً اى تعاطى او إنتقاد لممارسة وحراك حزب منبر السلام العادل من الصحفيين المنتمين للمنبر وغير المنتمين من العاملين فى الصحيفة ومن القراء او اعضاء الحزب .. بيطرح سؤال هل هناك فيتو ادارى ان لا يتم التعامل بشفافية او حياد مع اخبار حزب منبر السلام العادل بل يتم التعمل معها بصورة منحازة لصالح ابراز مقدرات الحزب ونشاطاته . • غموض علاقة صحيفة الانتباهة بحزب منبر السلام العادل الذى يخصص صفحة اسبوعية لنشاطات حزبه وعدم ظهور هذه العلاقة فى التغطيات والتحقيقات والخط السياسي الا فى قضية الاستفتاء بصورة واضحة وهل الكلمة النهائية فى تحديد كل ذلك هو د. الطيب مصطفى ام آليات منبر السلام العادل التنظيمية وماهى هذه الآلية ؟ • واخيراً الصحفيين العاملين بالصحيفة منهم من المنتمين الى حزب منبر السلام العادل وهذا وضع طبيعى اما غير الطبيعى هو هم الصحفيين من غير المنتمين لحزب منبر السلام العادل ويعملون فى صحيفة تمثل لسان حال حزب سياسي فكيف يتم التعاطى مع هذا التباين . الوفاء الوطنى .. • وشكلت صحيفة الانتباهة سند متصل فى كل الاوقات للقوات المسلحة السودانية فى وفاء وطنى لا يجاريه فى ذلك احد حتى صحيفة القوات المسلحة الناطق الرسمى بإسم القوات المسلحة . • وظلت الصحيفة تقف بالمرصاد لكل مفتئ ومتطاول على السودان كائن من كان فى اطار الزود عن حياض الوطن فى رسائل وطرق ووسائل يختلف حولها الكثيرون لكنها ادوات الانتباهة . • وتظل الصرخات والاهات المكتومة لاعمدة د. الطيب مصطفى وإسحاق احمد فضل الله صوت وطنى يبحث عن عزة هذا السودان برؤية يتفق ويختلف معها . • قراءة توفرت لها فترة تقارب العام من الاطلاع على صحيفة سياسية يومية يعشقها الكثيرون ويبغضها الكثيرون لكنها تظل الصحيفة الاكثر توزيعاً فى الصحف السودانية الامر الذى يجعلها تستحق الثناء من حيث قدرتها على استقطاب القراء والاحتفاظ بهم وتطوير عدد قرائها . • شكراً الانتباهة .. شكراً الصحافة السودانية .. شكراً العاملين بالانتباهة فقد جعلتم ذلك العطاء ممكناً . بدر الدين اسحاق احمد – شمبات