كشف دكتور الوليد السيد، رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطني السوداني بمصر، أن علاقات حزبه مع مختلف القوى السياسية المصرية، قبل الثورة، بخلاف الحزب الوطني وبعض رموزه، كانت قد شهدت تدهورا مريعا، كما أنها لم تكن علاقات مرحب بها من قبل النظام المصري السابق، إلا في إطار محدود ومحصور ، وان مبادرة القيادة السودانية، بمباركة هذه الثورة، تبين بوضوح أن المستفيد الثاني من الثورة المصرية في المنطقة هو الشعب السوداني ، كما تدعم هذا القول الخطوات الايجابية للقوى السياسية المصرية بعد ثورة يناير، وحراكها الايجابي نحو تقوية العلاقات مع السودان.
وقال دكتور الوليد: أن المواقف المعلنة لمجمل القوى السياسية في مصر، اليوم تجافى مواقف النظام المصري السابق من القضايا السودانية ، حيث شهدت الفترة المنصرمة اجتماع لقيادات أكثر من 30 حزبا مصريا، بدار حزب المؤتمر الوطني بالقاهرة، وأعلنت مواقفها الوطنية الواضحة نحو وقف الحرب بجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وضد التدخل الإسرائيلي في جنوب السودان ، واستنزاف موارده، ودعوتها للحوار والسلام وحل قضايا السودان العالقة والدعوة لمنظومة ثلاثية في وادي النيل، تضم مصر السودان ودولة الجنوب، بعيدا عن التآمر ومن أجل مصلحة شعب وادي النيل.
وأشار دكتور الوليد إلى مواكبتهم وجهودهم للارتقاء بهذه العلاقات، حيث كان من ضمن برامجهم في هذا التوجه، مبادرة حزب المؤتمر الوطني، بدعوة شباب الثورة المصرية إلى السودان في ابريل 2011، عقب اندلاع الثورة ،التي جاءت من أجل النهوض بالعلاقات السودانية المصرية في العهد الجديد، لمستويات لم تشهدها من قبل من أجل مصلحة الشعبين. وقال بان تلك المبادرة أعقبتها مبادرة أخرى بدعوة وفد الدبلوماسية الشعبية للخرطوم، الذي شاركت فيه العديد من الأحزاب المصرية منها حزب الوفد وحزب التجمع والحزب الناصري وحزب الغد ، في وفد تجاوز الخمسين عضوا. وأضاف الوليد: بان تلك الزيارة أثبتت مدى متانة وقوة العلاقات التي رسخها حزب المؤتمر الوطني، مع مجمل القوى السياسية المصرية وقوى الثورة ، رغم تحفظ بعض تلك القوى في علاقاتها مع حزب المؤتمر الوطني ، إلا أنها صححت كثير من تلك المفاهيم خلال الزيارة ، كما أن المؤتمر الوطني لم يعمل على احتكار المدعوين او احتكار العمل في إطار تقوية العلاقات المصرية السودانية ، بل اختار ان يتيح الفرصة لمجمل القوى السياسية السودانية لمد حبال تواصلها مع القوى السياسية المصرية وتفعيل وتعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأضاف رئيس مكتب المؤتمر الوطني بمصر، أنه استمرارا لجهود حزبه في مجال المؤازرة اللصيقة لمسيرة الثورة المصرية، جاءت زيارة الدكتور نافع على ناع ، على رأس وفد عالي المستوى إلى مصر في أغسطس 2011 ، ونظم مكتب الحزب في مصر، من جملة نشاطات أخرى، نظم للوفد لقاءات مع معظم أحزاب الساحة السياسية المصرية، مثل الوفد والتجمع والناصري والحرية والعدالة والجبهة الديمقراطية.. ألخ، مما أثمر الاتفاق على: بلورة علاقات سودانية مصرية متينة بعيدة عن النظم الحاكمة، والمحافظة على هذه العلاقات بمنأى عن التدخل الخارجي وحث الحكومات على تحويل ما تبلور عن هذه العلاقات إلى واقع. وقال دكتور وليد، بان زيارة وفد البرلمان السوداني مؤخرا تصب في هذا المسار الذي لن يتوقف إنشاء الله.
إلى هذا رأى دكتور الوليد السيد، في مبادرة حزب المؤتمر الوطني، بدعوة رئيس حزب النور المصري عماد عبد الغفور، لزيارة السودان، في نوفمبر 2011 ، استقراء ومتابعة جيدة لمستقبل الحزب وشانه الكبير، بحصوله على المركز الثاني في الانتخابات المصرية ، وقال بان وفد الحزب قد التقى بالرئيس السوداني في الخرطوم ، وخرجت المباحثات بتوقيع ورقة تفاهم بين الجانبين ستخرج إلى حيز التنفيذ في ابريل 2012 .
كما لم يستبعد دكتور وليد السيد، أن تنتهج القوى السياسية المصرية، التجربة السودانية في إدارة شئون مصر في الفترة المقبلة ، مثل تجربة التوصل للوفاق الوطني بالسودان عن طريق حكومات ائتلافية، وحل مشكلة دارفور .. الخ، ورأى في ما يجرى في ساحة العلاقات السودانية المصرية إقبالا من مصر على السودان، وناشد كل الأحزاب السياسية السودانية مواجهة هذا الإقبال بالايجابية المطلوبة.
أما عن آخر جهود مكتب حزب لمؤتمر الوطني بمصر، لتفعيل العلاقات المصرية السودانية، فقد ذكر الوليد، أنهم قد شرعوا في التواصل مع مجموعة من 15 حزبا مصريا التفت حول مبادرة سميت ب( في حب وادي النيل) تدعو لقيام ملتقى سوداني مصري للأحزاب السياسية في البلدين، وأوضح أنهم في المؤتمر الوطني بمصر سيقومون برفع هذه المبادرة للقيادة السودانية ، وناشد كل الأحزاب السودانية الانضمام لهذه المبادرة، حتى تلزم الحكومات لقيادة هذا التكتل .
كما رأى الدكتور الوليد السيد في التواجد الكبير لحزب المؤتمر الوطني بمصر ، واختيار الوزير كمال حسن على، سفيرا للسودان بمصر ، رأى فى هذا تكريما من حكومته لمصر ودورها المحوري في الإقليم والعلاقات الوثيقة المتطورة بين البلدين.