قام الجيش الشعبي بدولة الجنوب بشن هجومً علي الأراضي السودانية يوم الاحد الماضي تحت ستار ما يسمى بالجبهة الثورية وقال المتحدث بإسم الجيش السودان فى بيان بهذا الصدد إن الوحدات التابعة للجيش الشعبي توغلت لمسافة تزيد عن 6 كلم داخل الأراضي السودانية فى منطقة (بحر أبيض) مسندة ظهرها لدولة جنوب السودان. وبدا واضحا لكل المراقبين أن الهجوم يهدف فتح خطوط الامداد لقوات الحركة الشعبية التي تحارب في جنوب كردفان ، وهو ماسبق أن حذر منه أبناء المنطقة من ان تكون ولايتهم ارضا لحروب بالوكالة خاصة أن هذه المواجهة الجديدة تعتبر الأخطر والأكثر إثارة للمخاوف بإحتمال اندلاع مواجهة شاملة ظل المراقبون يحذرون ويتوجسون منها منذ انفصال دولة جنوب السودان، فى ظل الخلافات المتصاعدة بين الدولتين بشأن قضايا عديدة عالقة بينهما . ما يجري على حدود السودان وجنوب السودان هو شرارة حرب قادمة لا محالة أطلقت جوبا طلقتها الأولي وهى حرب وكالة من نوع فريد، حيث يحارب جنوب السودان وكالة عن واشنطن وإسرائيل، وتحارب ما يسمي الجبهة الثورية وكالة عن حكومة جنوب السودان، وارض المعركة ووقودها من ابناء منطقة جبال النوبة والمدهش في الأمر أن تحالف الجبهة الثورية يضم حركات دارفور و النيل الازرق وهي حركات اعلنت انها تحارب من أجل التهميش في مناطقها ، و لكنها الان تحارب بالوكالة في غير أراضيها في مثال صارخ لأستغلال حكومة الجنوب لهذه الحركات من أجل تحقيق اجندتها بزعزعة الاستقرار في السودان الشمالي ، وهو حلم بعيد المنال بعد محاربتها له على مدى عقود متواصله دون التمكن من احتلال مدينة واحدة ، و لعل الأخطر في الأمر الآن أن صبر الخرطوم آخذ فى النفاذ وبدأ يتضاءل ويتلاشي، ويدفع بحكومة السودان إلى أن تلجأ الى خياراتها التى من المحتم انها ستضع العديد من الأمور فى نصابها! فقد أطلقت جوبا من قبل عشرات الطلقات التى احتملتها الخرطوم واحتوتها، ولكن هذه المرة تبدو الطلقات الجنوبية مختلفة حيث لا مجال الا رد الصاع صاعين أو أكثر ومن الجانب الآخر تعتبر هذه المواجهة أول خرق علني وسافر من جانب حكومة جنوب السودان لاتفاقية عدم الاعتداء التى وقعها الجانبان قبل نحوٍ من شهر من الآن بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا ضمن جولات التفاوض الجارية بين الطرفين والتي هدفت فيما يبدو لتقليل ومحاصرة حدة النزاع بينهما والعمل على خلق مناخ مواتي للوصول الى اتفاق بشأن القضايا العالقة. ان مؤشرات اندلاع حرب شاملة في المنطقة تتطلب من ابناء جنوب كردفان توحيد رؤيتهم ومساعيهم لنبذ الحرب في هذه المنطقة التي عانت طويلا من قبل و يراد لها ان تعيد التاريخ مرة أخرى بأن تكون ارض معركة لحرب لاناقة لهم فيها و لا جمل . إن الحركة الشعبية قطاع الشمال و بقية الحركات الدارفورية المستجلبة الى المنطقة لا تهمها المنطقة و لا ابناءها و لا تنمية و لا استقرار ، فالمهم دفع الثمن السخي لحكومة الجنوب لأستضافتها بعدما تقطعت بها السبل و تمكنت الدولة السودانية من تجاوزها وزرع الاستقرار في المنطقة وشرعت في إرساء دعائم التنمية المستدامة و اعادة النازحين الى قراهم و اعادة اعمار مادمرته الحرب ، وهم يأبون الان الا ان يدمروا جنوب كردفان و يشردون اهلها لخلق معسكرات جديدة للنازحين واحراق الارض في حرب بالوكالة . لقد حان الوقت لوقف هذه المؤامرة وتجنيب ولايتنا شر ما يحاك لها ، و الله خير حافظا