كلام الناس *المشكلات المعقدة العالقة التي تحاصر محيطنا السياسي والاقتصادي والعدلي والأمني لا ينبغي أن تصرفنا عن المعضلات التي خلفتها عملية انفصال الجنوب وما ترتب عليها من تداعيات لصيقة الصلة بكل هذه المشكلات، وجميعها يستوجب الحذر وحسن التعامل معها. *ظللنا ننبه وندعو لحلحلة المسائل العالقة بين دولتي السودان التي للأسف لم يتم الاتفاق على تنفيذها قبل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وفي مقدمتها قضية النفط التي تفاقمت لتلقي بظلالها السالبة على كل أهل السودان في الشمال والجنوب. *إننا نرحب بأية مبادرة تسهم في تنقية الأجواء سواء جاءت من حزب الأمة القومي أم تلك التي يقودها وزير الخارجية علي كرتي بالصين إبان زيارته الحالية. *إن علاقاتنا مع الصين قديمة وعميقة الجذور، تعمقت أكثر في السنوات الأخيرة وأثمرت مشروعات كبرى من بينها المساهمة في استخراج وإنتاج النفط، وتجذرت وتعززت العلاقات السودانية الصينية في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية. * زيارة وزير الخارجية للصين في هذه الأيام لها أهمية خاصة، وهي الأولى لمسؤول سوداني يزور الصين عقب انفصال الجنوب، تكتسب أهميتها من المخاطر التي أصبحت تهدد إنتاج وتصدير النفظ جراء الخلافات بين دولتي السودان وهو أمر يهدد مصالح الصين في هذا الجانب الحيوي. *إننا نتطلع للمباحثات السودانية الصينية وكلنا ترقب وأمل أن تحدث اختراقا إيجابيا لصالح اتفاق مفاوضي دولتي السودان على القضايا العالقة بينهما وفي مقدمتها الاتفاق على صيغة تضمن انسياب تصدير النفط بما لا يضر بمصالح أي طرف. *هذا يستوجب محاصرة التوترات والنزاعات الداخلية بدلا من تأجيجها وسط تصاعد الخلافات بين الدولتين، وهذا يتطلب مرونة لازمة للاتفاق بين أهل السودان الباقي خاصة في دارفور وجنوب كرفان والنيل الأزرق وأبيي ضمن تسوية سياسية لا بد من دفع الجهود لإنجازها. * من أجل تحقيق هذه التسوية السياسية الشاملة التي نرى أنها المخرج الوحيد من كل الأزمات والاختناقات القائمة والكامنة، لا بد من تعزيز الحريات وعدم التضييق على الرأي الآخر على الصعيدين السياسي والصحفي.