على المحك صلاح يوسف [email protected] اجتازت قناة الخرطوم الفضائية مرحلة البث التجريبي ورفرفت بجناحيها في فضاء الله الواسع وهي تعلم تماماً أن لمثيلاتها السودانيات كالقناة القومية والنيل الأزرق والشروق وأم درمان مشاهدين ثابتين مما يجعلها أمام تحد كبير، خاصة وأن المشاهد يتنقل بسهولة بحثاً عن التميز والجديد0 فإذا قيض للمشاهد أن يلجأ إلى قناة وضعت نفسها في نطاق المنافسة، لا بد أن يجد لديها ما يجبره على التوقف وإلا انصرف عنها غير نادم0 وهنا يتوجب على قناة الخرطوم أن تميط اللثام عما تضمره من برمجة لتحافظ على المشاهدين الذين تابعوها من قبل عندما كانت بجلباب المحلية ولكي تستقطب مشاهدين من الخارج يتوقعون منها أن تكون إضافة حقيقية0 لكن عموماً فإن كل القنوات الفضائية لا تبرح مجالات الأخبار والنقل الحي لفعاليات المجتمع وبرامج الترفية والمعرفة واللقاءات الحوارية والسهرات الغنائية التي استهلكت فيها صفوة مألوفة تجدها هنا وهناك تكرر ذات القول وتردد ذات النغم0 لم تسمح لي الظروف بالجلوس أمام شاشة الخرطوم أسبوعاً كاملاً لرصد مخرجاتها والجديد الذي أتتنا به غير أنني خلال المتابعة المتقطعة خرجت بما يدل على أنها إضافة في بحر لا يأبى الزيادة للمشاهد الملول بطبعه ويمكن القول في عجالة إنها بحاجة إلى وقت أطول لترسيخ أقدامها وانتقاء طاقم الوجوه الثابتة والمتعاونين حتى تقدر على جذب المشاهدين0 فالمصابين بداء المسلسلات مثلاً قد لا يجدون إشباعاً لنهمهم لديها بيد أن العزاء في الفضائيات الأخرى إلى أن تفلح القناة في جذبهم إلى حظيرتها0 وربما لغياب المادة الدرامية السودانية المتكاملة في أغلب الفضائيات التفتت قناة الخرطوم إلى ذلك وحرصت على تقديم برنامج يعني بالدراما والمسرح السوداني بعنوان (دنيا الدراما) وهو من إعداد الأستاذ عبد الله الميري الذي يحرص على تقديم ما يميز القناة في هذا الإطار ويمزج بين المشاهد الدرامية والمسرحية المقرونة بالإفادات النظرية عبر الحوارات والتحليلات العلمية التي يوفر لها عناصر من الناشطين في الساحة0 وقد شهدت حلقات حول دور المرأة في المسرح وأثر الحركة النقدية ومدلول المؤثرات الفنية وفعاليات مهرجان الخرطوم المسرحي وهي حلقات مزجت بين المعرفة والإمتاع0 ومن الملاحظ أن القناة تعتمد على وجوه جديدة من المذيعين والمذيعات أو المتعاونين والمتعاونات ممن لهم فعالية في نوافذ إعلامية أخرى كالصحافة وأذكر منهم الأستاذة أم وضاح التي تقدم برنامج رفع الستار وتستضيف فيه أحد المسئولين أو بعض المختصين في مجال معين لتدير حواراً إيضاحياً حول قضايا الساعة أو ظواهر المجتمع وتتخلله بعض الاستطلاعات والتنويعات وهو برنامج يقرب الصورة للمشاهد من خلال الأسلوب المباشر دون تقعر أو استعلاء مما أكسبها نجاحا يذكرنا بنجاح الطاهر حسن التوم وخالد ساتي في قنوات أخرى ولكن هذا لا يعني التقليد والدفع بكل من يرفع راية الكلام المباح لأن هناك مواصفات للمذيع قد لا تتوفر لديهم0 أما في مجال السهرات فلا فرق بين جميع سهرات القنوات لأنها لا تخرج عن بعض الحوار والاستماع لمختارات غنائية سواء كانت حية أو مسجلة وهنا يتوقف قياس جودة السهرة أو عدمها على شخصية مقدم السهرة وملكاته ومكانة الضيوف وتأثيرهم في ساحة الخلق والإبداع0 فمنذ أن لفتت الأنظار سابقاً برامج السهرات المتتنوعة كبرنامج بيت الجاك الذي كان يقدمه مالك الزاكي وبرامج حسين خوجلي وآخرها تواشيح النهر الخالد صار عصياً على كل من يتجرأ لتقديم برامج السهرات الحوارية أن يتجاوز تلك القدرات أو يخرج عن مضمونها0