أولاً التحية لك ولكل الرفاق المناضلين الشرفاء فى المناطق تحت سيطرة الحكومة وهم يعانون من المضايقات وبطش نظام المؤتمر الوطنى المتهالك والآيل إلى السقوط فى القريب العاجل , أشكر لكم إهتمامكم بشأن الحركة الشعبية لتحرير السودان والدفاع عنها , ولكن أرجو أن لا تقودكم العواطف الجياشة إلى درجة (السذاجة) , فالمؤتمر الوطنى وأجهزته الأمنية وصحف آخر لحظة والإنتباهة وغيرها من الصحف الأمنية ليسوا فى حوجة إلينا لنعطيهم بيانات عن من قاموا هم بأنفسهم بزرعهم داخل مؤسسات الحركة الشعبية فهم يعرفونهم جيداً وبالتفصيل : من هو المزروع داخل الحركة الشعبية , من من الكوادر قاموا بإهدائه للحركة الشعبية لتقوم هى بدورها بمنحه منصباً دستورياً مرموقاً , من هم الإنتهازيون الذين دخلوا الحركة الشعبية للمصلحة المادية وإستفادوا من إنفتاح الحركة الشعبية على كافة القومايات والإثنيات وهو المبدأ الذى لن نتخلى عنه , ولكنه يجب أن لا يكون بوابة مرة أخرى لمثل هؤلاء. فهؤلاء يعرفونهم جيداً أكثر منا بل ان لجهاز الأمن والمخابرات شعبة كاملة داخل الدائرة السياسية تسمى (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) فهذه ليست معلومات جديدة عليهم بقدر ما إننا قمنا بفضح كوادرهم والكوادر الإنتهازية الأخرى حتى لا نرى أسمائهم مرة أخرى فى مؤسساتنا على الأقل فى هذه الأيام , لأننا لم نجد منبراً لإيصال رأينا بعد حل جميع المؤسسات وإستمرار القيادة فى إصدار القرارات والتعيينات ورأينا إننا نمضى نحو طريق قد يكون مظلماً ولا ندرى كيف ستكون نهايته , ووفاة الحركة الشعبية لا يمكن تحريرها بمقال , ونحمد للقيادة إتخاذها للقرارات الأخيرة والتى نأمل أن تجد حظها من التطبيق فيمكن أن تكون حلاً للكثير من المشكلات فى الوقت الراهن , والكثيرين إتصلوا بنا وقالوا إننا ظلمناهم ولكن أرجو أن يتراجعوا عن مواقفهم الحالية بصورة حقيقية ويخدموا الحركة الشعبية بالطريقة المناسبة , فالحركة الشعبية لتحرير السودان ليست حركة موسمية تدخلها متى ما شئت وتخرج منها متى ما جاءت (اللَّفة) الحاسمة , وليس لدينا جناحاً للسلام , والأمر الآخر الذى يجب ان تدركيه ان الإتهام بالعنصرية لم يعد يثير إهتمامنا كثيراً أو يهز ثقتنا بأنفسنا , فهذه هى التهمة الرسمية لكل من ينتمى إلى الهامش وقال قولاً صريحاً وشفافاً , أو طالب بحقوقه السياسية والإجتماعية , فهذا السلوك موروثٌ لديكم من أسلافكم ولذلك لن نلومكم على هذا , ونحن ندرك جيداً ان للحركة الشعبية فى الولايات الشمالية جماهير عريضة وقواعد كثيرة ولكن أين هى قيادات الحركة الشعبية التى كان عليها أن تقوم بتنظيم الجماهير فى هذه الأوقات العصيبة حتى ولو كان ذلك فى إطار العمل السرى , هؤلاء هم من تحدثنا عنهم وهم ينتمون إلى الأجزاء الجغرافية التى ذكرناها , والسؤال الذى يطرح نفسه هل الحديث عن ( دانيال كودى وتابيتا بطرس وغيرهم من أبناء جبال النوبة المتخاذلين عنصرية ؟ وهل إثنائنا على موقف الرفيق / عبد المنعم رحمة وغيره من شرفاء الحركة الشعبية فى سجون النظام بالولايات الشمالية أيضاً عنصرية ؟ أم دفعتكم العواطف ولم تقرأوا المقال بمنظار الحياد , نحن كنا نعلم جيداً التهم والدفوعات الجاهزة فى مواجهة إقدامنا على تلك الخطوة , ولذلك أكدنا فى فاتحة المقال إننا مع مشروع السودان الجديد بكل تفاصيله المعلومة لديكم , ولكن مشكلتنا كانت فى الطريقة التى تم بها تطبيقه فيما يختص بتنظيم قطاع الشمال , وجميعنا كنا جزءاً من هذه التجربة فما المشكلة إذا قمنا بنقدها وتقبلنا أخطائنا ؟ وليس لدينا غسيل ل(نشره) فهو (منشرور) أصلاً من البداية و(مكوى) كمان , وآن أوان مراجعة النفس والإصلاح وإذا إنتظرتم وقت المحاسبة الداخلية فسيطول إنتظاركم كثيراً فجميعنا إنتظرنا مثل هذه الأوقات من قبل , ونحن نتفق وإياكم ان (الحركة الشعبية باقية ما بقى الشمال) ولكن ليس بطريقة التوطين المشَّوهة تلك بل يجب أن نعمل جدِّياً لبناء حركة شعبية حقيقية (صالحة لكل زمان ومكان) , أما حديثكم عن (ليس كل من خرج من الداخل مناضلاً ولا كل من بقى متخاذلاً .. وليس السلاح وحده أداة للنضال ) فهذا معلوم بالضرورة ولا (يُعرَّف) (المُعرَّف) , فلا إختلاف فى ذلك ولم ننفى صفة الوطنية ولا الإنتماء للحركة الشعبية عن من هم بالداخل نحن تحدثنا عن أشخاص محددين وذكرناهم للملأ , وفى الختام تظل المراجعة والتقويم والإصلاح الشامل هو الهدف المنشود وان تعددت الوسائل فالهدف واحد فى النهاية , ولكم ولكل المناضلين الشرفاء خالص التحايا والود , والتحية للجيش الشعبى لتحرير السودان وهو على مشارف تلودى بعد تحريره لحامية (مفلوع) الإستراتيجية , وعاشت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال . إلى صحيفة حريات الإلكترونية :- رفضتم نشر المقال الرئيسى وقمتم بنشر رد الرفيقة / إحسان عبد العزيز أرجو أن تلتزموا المهنية وتنشروا هذه المناصحة , ولكم الشكر والتقدير .