كما تسيل الحمم منحدرة منهمرة هادرة بوهجها المحمرمن فوهة بركان هائج خطرينزل منساباً بسرعة للأسفل ، في أسمرا يسيل الطل محمراً كإحمرار الذهب ويتدلى من قممها كما سال من شعرها الدهب وينسكب دخان البرد برداً في الصباح والمساء ويترقرق الندى من شعر ها المنساب على أغصان أكتاف أشجار بان فارعة الطول مستقيمة القد فعلى سطح جبال شاهقة ترقد ساكنة بهدوء أسمرا. وصلنا أسمرافي يوم الجمعة الموافق17/2/2012م بعد أن مكثنا يومين جميلين رايعين بين أحضان توتيل الذهبي وظلال السواقي المخضرة وبستان كسلا الناضر عروس جبال التاكا المدللة وشربنا من سلسبيل ينبوع توتيل علنا نعود إليه لاحقاً مرة تلو المرة. كسلا أشرقت بها شمس وجدي فهي في الحق جنة الإشراق. غنى لها الكثيرمن الفنانين الكابلي التاج مكي وعلى اللحو ....وغيرهم وأبدع شعرا كل من قطن بها وحاول كتابة الشعر فيها فنجحوا وتألقوا . وكتب شعراؤها العمالقة إسحق الحلنقي وأبوآمنة حامد وأبدعوا وأثروا الساحة السودانية والعربية شعرا وفناً وتمني وأماني. بعد اللفة الحدودية االتي تسمى التلتاشر(13) وإكمال الإجراءات فيها وبزمن أكثر من نصف ساعة بقليل تصل تسنيي بلدة أرترية غلى مسافة قريبة من الحدود بها قليل من الفنادق والمطاعم التي قضينا الليلة فيها بفندق سابرين. غادرنا تسني صباحاً في نفس يوم الجمعة ووصلنا عاصمة الضباب أرتريا الجميلة التي ترقد هادئة فوق الجبال وتحتضنها وتحيط بها بحنان ورفق وتربت على ظهرها جبال عالية شاهقة شامخة تستدير صاعدة بها لتحملها نحو السماء لتقبل السحاب وينساب بين خصل شعر مبانيها ضباب تراه من بعيد كدخان طلح من حفرة دخان إمرأة أيام عرسها وقت الأصيل فتعشقها وتعشق ثنايا منحنيات ومنعطفات شوارعها وطرق عقبتها التي تقود إليها بين الرهبة وحب المغامرة وعشق المجهول فوق القمم. تتصاعد الطريق اليها منحنية كالثعبان متثنية حول الجبال إرتفاعاً من درجة الصفرالبحري لدرجة الصفرالسحابي الأفقي، أومن درجة زاوية الإنخفاض الأرضي عابرة وترها اللولبي مرتفعة شاهقة لخط أفق السماء لزاوية الإرتفاع الجبلي الذي تقبع بين تلافيف ووهاد بطنه أسمرا الناعسة.فأسمرا نظيفة مرتبة متناسقة اللبس دعجاء كحيلة العيون والخرطوم مغبرة وسخانة متربة مقضية العيون مدعمسة السياسات مدغمشة مدعمشة.