فجعت مدينه كسلا .. وتجمع فراش القاش على الضفاف ليعزى بعضه بعضا ... فقد رحل العندليب الذى غنى للقاش فاطرب اهل كسلا .. وزادها جمالا على جمالها ... ورحل الفنان المبدع المتفرد زيدان ابراهيم ... رحل دون وعد دون حلم باللقاء ... رحل هناك خلف المجرات فى برازخ السعاده الابديه .. وقد وجمت مدينه كسلا وبكت .وناحت حمائم التاكا الما وحزنا على العندليب الاسمر ... و بالامس ... عندما بكت عيوننا . وحزنت قلوبنا . وكادت نفوسنا تذهب حسرات لم نكن نبكى الفراق ... ولكننا بكينا تلك القمه الشاهقه التى تهاوت ... بكينا الصوت الشجى واللحن الجميل .. بكينا الموسيقى التى عرفناها ودندنات زيدان ابراهيم تلك الدندنه التى نحس بها كانها هدهده ام لطفلهافى مخدعه فهى دندنات حانيه تلامس روحك وكأنها نسمه تسرى مع الدعاش . زيدان كان عاشقا للقاش كان عاشقا لمدينه كسلا ..ارتوى من نبع توتيل حتى الرواء ... عشق سواقى كسلا وطبيعتها عشق جبالها ما نظر الى قمه من قمم التاكا الا وتراه قد تاه بعيدا متاملا تلك الطبيعه والجمال الذى ابدعته القدره السماويه وعشق كسلا واهلها الطيبين ... وكانت له علاقات صارت من اجمل وابدع العلاقات الانسانيه كانت علاقته المتميزه مع الموسيقار عمر الشاعر ابن كسلا الذى يتدفق نغما واصوات تفرح الوجدان وتذهب الوجد ... عمر الشاعر امتداد وجزء اصيل من زيدان ابراهيم نسال الله ان يمنحه الصبر على الفقد ... وكانت علاقته بالجنرال احمد طه الصحفى الاديب ابن كسلا البار .. كانت علاقته مع الراحل كجراى شاعر كسلا المتميز ومحمد عثمان جرتلى وعزمى احمد خليل ... ومبارك حسن ازرق .. وكانت علاقته ايضا متميزه مع الفنان الكبير ابراهيم حسين صاحب الصوت المتفرد .. بل ان العلاقه جمعتهما بحى واحد بامدرمان .. وكان لكسلا وقع خاص فى روحه المرحه المتدفقه القا وذكاء وقاد ... لم يكن زيدان مجرد فنان ولكنه كان انسان بكل ما تحمله الكلمه من معانى رفيعه ... مين علمك يا فراش تعبد عيون القاش ... الفرشات ايها الراحل اقامت مأتما على ضفاف القاش ... الفراشات توشحت بلون اسود يوم رحيلك وكاد القاش ان ينضب ... وكل من عبر القاش شرقا او غربا كان زيدان فى اعماقه مثل طوطم او ايقونه سحريه .. رحم الله الراحل زيدان ابراهيم الذى احب كسلا واحبته كسلا لدرجه العشق والعشق مثل الطيب له افتضاح . عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا