التاريخ: 5 مارس 2012م تشهد بلادنا تراجعاً مستمراً وتدهوراً في الحريات العامة. يضيف هذا التراجع احتقاناً على الاحتقانات والاستقطابات القائمة في البلاد التي تشهد حروباً في عدد من المناطق وتوترات في مناطق أخرى تنذر بالانفجار. ويشمل ذلك التراجع كافة أشكال الحريات: ففي مجال الحريات الصحافية لا زال التضييق على الصحافة عبر وسائل الرقابة القبلية والمصادرة بعد الطبع بغرض إحداث أضرار مادية ومعنوية وتقديم الصحف لمحاكمات متعسفة، توج كل ذلك بإيقاف وإغلاق عدد من الصحف مثل "الجريدة" و" رأي الشعب" و"ألوان" و" التيار" وكان من نتيجة ذلك التدهور في مجال الحريات الصحافية أن انحدار السودان إلى المركز 171 من 179 دولة في التقرير الذي أصدرته منظمة "صحافيون بلا حدود" هذا العام. لقد شكل اعتقال البروفيسور محمد زين العابدين الاستاذ بجامعة الأزهري مثالاً صارخاً على ضيق السلطات بالرأي الآخر حيث تم اعتقاله في مقال للرأي وحبسه رغم مرضه ودون تقديمه لمحاكمة وإغلاق الصحيفة التي كتب فيها. إننا نرحب بإطلاق سراحه وبعودة صحيفة التيار ولكننا نرى أن ذلك ليس كافياً إذ تتم تكل القرارات في سياق فردي ودون ضوابط ملزمة بعدم تكرارها ودون محاسبة لمن تسبب فيها ودون تعويض أدبي ومادي للمتضرين. أما في مجال إشكال التعبير الأخرى فقد ظلت السلطات تمنع قيام الندوات الجماهيرية خارج دور الأحزاب في مخالفة صريحة للدستور الانتقالي حيث تم منع ندوات لحزب المؤتمر السوداني بغبيش وحزب الأمة القومي بعطبرة والوطني الاتحادي بمدني وغيرها. أما في مجال التعليم العالي فقد تعرض الطلاب لقمع شديد كان آخره ما حدث لطلاب جامعة كسلا وجامعة نهر النيل وجامعة الجزيرة – لا سيما كلية التربية بالحصاحيصا. وطلاب دارفور بجامعة الخرطوم وآخرها فض اعتصام جامعة الخرطوم ودخول الحرم الجامعي واعتقال مئات الطلاب ونهب ممتلكاتهم، إضافة لتكرر ظاهرة اعتقال الطلاب الناشطين وتهديدهم. إن حرية التعبير السلمي حق يجب أن يكفل لكل مواطن لا سيما أصحاب القضايا والمظالم ومن هنا ندعو السلطات عدم التصدي للندوات الاعتصامات وكافة مظاهر الاحتجاجات السلمية ولكافة أشكال التعبير السلمي وإتاحة الحرية كاملة للصحافة ولكل أجهزة الإعلام، لأن الأمن إنما يتحقق بإقامة العدل ورد الحقوق. نطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين أو تقديمهم لمحاكمة علنية وعادلة ولا يستقيم أمر الحريات إلا بإلغاء القوانين المقيدة للحريات وهذا مطلب شعبي. وسيقيم حزب الأمة مهرجاناً سياسياً حاشداً بداره بأمدرمان يوم الاثنين 12 مارس 2012م دعماً ومناصرة لقضايا الحريات والحقوق كافة. ويهيب بكل جماهير الشعب السوداني وقواه المدنية الشبابية والطلابية والنسوية والفئوية وأصحاب القضايا المشاركة في ذلك المهرجان. والله ولي التوفيق دار الأمة/ أمدرمان 5 مارس 2012م