اديس ابابا - سودانيزاونلاين تواصلت صباح اليوم مباحثات وفدي التفاوض برعاية فريق الإتحاد الإفريقي حول القضايا الخلافية بينهما والتي إستهلت مطلع الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. هذا وقد إتفق الطرفان اليوم علي بداية ترسيم الحدود التي لا خلاف عليها بينهما في غضون إسبوعين من التوقيع علي الإتفاق الإطاري حول الحدود الذي إقترحته الوساطة الإفريقية بقيادة الرئيس تابو مبيكي في وقت سابق من بداية الجولة الحالية من المباحثات. وفي ذات الإطار إتفق الطرفان علي تكوين لجنة مشتركة من الدولتين مهمتها الأساسية إعداد الإمكانيات اللازمة لترسيم الحدود بين البلدين لتصل منطقة "قوز نبق" بين ولايتي سنار وأعالي النيل علي الحدود الإثيوبية في مدة لا تتجاوز ال 45 يوماً يمكن أن تمدد بإتفاق الطرفين إذا دعت الضرورة ذلك. أما المناطق المختلف عليها؛ فقد خلص طرفا التفاوض علي تعريفها وتحديد طولها بينما لم يتفقا علي كيفية حل النزاع حولها إذ إقترح وفد جنوب السودان أن يتم إحالتها إلي التحكيم الدولي٬ فيما إقترح وفد السودان معالجة النزاع حولها عبر آلية سياسية في إطار تسهيلات يقدمها فريق الإتحاد الإفريقي. هذا وسيواصل الوفدان مناقشاتهما غدٍ السبت بهدف الوصول إلي إتفاق نهائي حول الحدود. من ناحية إخري؛ تباحث الطرفان ظهر اليوم حول إمكانية معاودة إنتاج النفط وتصديره عبر السودان حيث إشترط وفد جنوب السودان التوصل إلي إتفاق تجاري يشتمل علي رسوم عبور٬ معالجة وترحيل نفط جنوب السودان كما هو معمول في الأعراف الدولية ومتعارف عليه في الصناعة النفطية٬ وألا يكون الإتفاق مبنيٌ علي الأزمة الإقتصادية التي يعانيها السودان. وفي ذات الإطار إتفق الطرفان علي الأجندة التي سيتفاوضان وفقاً لها حول ملف النفط والتي إشتملت علي ضمان قيام دولتان ناجحتان علي أساس التعاون المتبادل بينهما من ناحية٬ وعلي الإعتراف وإحترام سيادة دولة الجنوب وسلامة آراضيه بالكف عن النزاع علي المناطق الحدودية بينه والسودان بما في ذلك منطقة أبيي والمناطق الحدودية الأخري التي يحتلها السودان من الناحية الأخري. وتضمنت الإجندة أيضاً معالجة الآثار السالبة للقرارات التي إتخذتها حكومة السودان بالإستيلاء علي٬ وتحويل بترول جنوب السودان بالقوة لتغطية العجز المالي الذي تعرضت له عقب إستقلال جنوب السودان وخروج العائدات البترولية من ميزانيتها. وفي تصريحات صحفية عقب الإجتماع أشار باقان إموم رئيس وفد دولة جنوب السودان المفاوض إلي الروح الإيجابية التي سادت مباحثات اليوم قائلاً: "الروح كانت إيجابية وسنعود لمناقشة إمكانية التوصل إلي إتفاق إطاري يتضمن رؤيتنا والتباحث حولها كحزمة واحدة لتقديم مساعدة مالية لجمهورية السودان في مقابل إعترافها وإحترامها لسيادة جنوب السودان وسلامة آراضيه والتي تشمل أبيي وغيرها من المناطق الحدودية". وفي رده علي سؤال حول آمكانية إستئناف إنتاج البترول رد قائلاً: "بالطبع سنناقش إمكانية معاودة إنتاج البترول وتصديره عبر السودان حال وافق السودان علي توفير ضمانات كافية تتطلب وجود طرف ثالث كالصين٬ الهند وماليزيا لضمان تنفيذه إذا ما تم التوصل إلي إتفاق تجاري٬ حينها سنقوم بإبلاغ الرئيس سلفاكيرميارديت ومجلس وزراء حكومة جنوب السودان لتقديم الإتفاق إلي البرلمان للمصادقه عليه ولإتخاذ قرار معاودة الإنتاج وتصديره عبر السودان لأنه من إتخذ قرار الإغلاق في المقام الأول"