عندما كان السودان من الدول المنتجة والمصدرة حتى عام 1980م تقريبا حيث اشتهر بمحاصيلة الزراعية مثل القطن والصمغ العربى والسمسم والفول والكركدى واشتهر بثروتة الحيوانية من جميع انواعها وكذلك فى مجال السياحة فى حظيرة الدندر وشلالات الشمالية واهراماتها وجمال الطبيعة وخضرة الارض فى جبل مرة وجنوب كردفان وجنوب السودان وكذلك منتجات الفاكهة فى كسلا والشمالية ، كانت العملة الصعبة متوفرة والعملة السودانية تزيد عن قيمة الدولار او تنافسه او تقارب منه فى تلك الفترة وكان الشعب السودانى يعيش فى رخاء وسخاء واستقرار وكان القليل جدا يهاجرون خارج الوطن من اجل الدراسة او العمل وعندما صعب الوضع وعم الجفاف وتدهور الحال بدأ السودانيين يحملون حقائبهم ناحية دول الخليج التى انتعش اقتصادها فى تلك الحقبة من الزمن وقد هجر المعلمين مدارسهم وهجر الاطباء مستشفياتهم وهجر العمال امكان عملهم والمهندسين الزراعين حقولهم والصناع والحرفيين مكان اعمالهم لتحسين اوضاعهم والبحث عن سبل العيش السهله والتوفير المادى . استفاد الكثيرون من تلك الهجرة حتى قبل حرب الخليج وخسر المتأخرون منهم وصعب عليهم العودة الى وطنهم لما اضاعوه من سنوات وتضحيات. اصبح المغترب مدين الى الحكومة السودانية بكل فترات حكمها السابقة واصبح اليوم احوج الى بلدة ورعاية اسرته وتعليم أبناءه لكنه لا يملك ما يساعده ويشجعه الى العودة وهنا اود ان اقترح على الاخوة المغتربين بتكوين شركة تسمى شركة المغترب حتى تكون عونا لهم فى توظيفهم او توظيف أبناءهم ودعمهم فى المستقبل ، وقبل ذلك اود ان ترد الدولة قليلا من جميل وكرم هؤلاء المغتربين الذين لم يبخلوا على حكومتهم فى دعمها وتوفير العملة صعبة لها فى اوقات الازمات والشدة ولم يبخلوا بدعمهم فى حربها مع الجنوب طوال الاربعون عاما التى مضت وقد ساعدوا فى تحمل نفقات مئات الاسر ومساعدة المرضى وبناء المدارس والمستشفيات والطرق وتوصيل الكهرباء سوى على نطاق دعم قراهم او دعم الدولة من رسوم وخدمات وزكاء ورسوم قدوم وضرائب ودفاع شعبى حتى يومهم هذا. هؤلاء المغتربين الذين لم يجدوا اى نصر او مساعدة من جهازهم الذى اصبح جهاز سفريات ومؤتمرات ونفقات لا يخدم المغترب بشىء . على الحكومة ان تمنح هؤلاء المغتربين امتيازات فى الاراضى والمشاريع الاستثمارية سوى كانت زراعية ام صناعية واعفاءات جمركية كاملة وتسهيل كل العقبات التى تواجه استثماراتهم . الشركة تكون ذات نشاطات استثمارية وتجارية وزراعية وتعليمية وتطويرية ويرشح لمجلس ادارتها اناس عرفوا بالامانة والاستقامة والنشاط الاجتماعى ليتم تكوينها ويكون نشاطها حاليا لخدمة الوطن والمغترب والمواطن فى مجال الزراعة فى كل المحاصيل الزراعية ذات العائد الكبير والصناعة فى مجال النسيج والمأكولات وقطع الغيار والبترول والتجارة بكل انواها وخاصة الاشياء اللكترونية مثل اجهزة الحاسوب والجوالات والتعليم بفتح مدارس باسعار رمزية ومستشفيات ومستوصفات طبية وشركة مقاولات ببناء مجمعات سكنية واسواق تجارية وتشييد طرق على ان توفر الدولة لهم الاراضى مجانا وتعفى معداتهم وادواتهم من الجمارك والرسوم مقابل توظيف المواطنين ودعم الاقتصاد وتوفير العملة الصعبة فى وقت الازمات والدعم الامن . تكون هذه الشركة ملك لجميع المغتربين بكل فئاتهم ومهنهم ويكون راس مالها لا يقل عن مائة مليون دولار على ان يقسم على شكل اسهم يكون سعر السهم عشرة دولار ويحق للمغترب شراء سهم واحد او اكثر حسب استطاعته ورغبته وتبدأ فى السلع التجارية التى يحتاج لها المواطن وغير متوفرة ويفتح لهم مجال الاستيراد والتصدير من غير قيود او شروط ويحق للمواطنين داخل السودان المشاركة فى هذه الشركة وشراء اسهمها . فهل يا ترى تجد الفكرة التأييد ويتبنى ذلك مجموعة من الذين يهمهم امر المغترب وامر الوطن وامر المواطن لترى النور وتكون نموذجا عالميا واستثمارا مستقبليا لهؤلاء المغتربين حتى يكون معاشا او دخلا لهم عند عودتهم .