كلام الناس *وسط زحمة الرسائل التي تصلنا عبر البريد الالكتروني لفتت نظرنا رسالة من القارئ عثمان أحمد عمر بالكلاكلة القبة نبهنا فيها إلى ضرورة الكلام حول غفلة الآباء والامهات واولياء الأمور عامة عن أبنائهم خاصة في فترة الإجازة المدرسية. *لذلك نخصص كلامنا اليوم عن هذا الموضوع التربوي الأهم بعد أن كثرت حالات الانحراف وسط صغارنا، الأمر الذي يستوجب الحيطة والحذر والانتباه لهؤلاء الصغار وقبل أن يستفحل الأمر ويخرج عن طور المعالجة. *إن خروج الآباء والامهات للعمل طوال ساعات اليوم والعودة غالبا في الامسيات وفي كثير من الاحيان يخرج الآباء قبل أن يصحوا اولادهم ويأتوا في ساعة متأخرة من الليل للدرجة التي قال فيها أحد الابناء إن ابنه ذات مرة : وين انت يا عمو؟!" *لن نتوقف كثيرا عند هذه الطرفة الحراقة لأن ما يهمنا هو الحديث عن انشغال الآباء والآمهات واولياء الأمور عن ابنائهم وبناتهم بلا رعاية ولا توجيه، حتى وان اعتمدوا في ذلك على "قفلهم" في البيت. *هذا يقودنا إلى ظاهرة انشغال الصغار بوسائط الإعلام والاتصال الإلكترونية بلا رعاية ولا توجيه أيضاً، لأن ذلك يؤثر سلباً حتى على مستواهم الدراسي، هذا عدا ما يمكن أن ينجم عن الغفلة وترك حبل الصغار على غارب هذه الأجهزة، فإذا لم يحسن توظيفها فإنها تقودهم إلى عالم الانحراف والجريمة. *ليس المطلوب "قفل" الأطفال في البيوت لحمايتهم من رفاق السوء الذين يمكن أن يحتكوا بهم حتى داخل المدارس، بل على العكس لا بد من تشجيعهم على النشاط الرياضي واللقاءات الاجتماعية مع رفاقهم على أن يواكب ذلك متابعة واهتمام زائد من قبل الوالدين وأولوياء الأمور. *إن العملية التربوية لا تكون بتلبية الحاجات المادية للابناء والبنات وإنما الأهم من ذلك الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية والأخلاقية ومراقبة مستجدات سلوكهم مهما كانت صغيرة وتوفير الوقت الكافي لهم والاستماع إليهم والتقارب معهم أكثر وكسب صداقتهم حتى لا يبحثوا عن حاجاتهم الاجتماعية والنفسية لدى الآخرين خارج المنزل أو خارج العالم الواقعي الذي لابد من مجابهته والتعايش معه بوعي ومسؤولية. *والكلام للآباء والأمهات وأولياء الأمور عامة.