نشرة إعلامية: للنشر الفوري (29 مارس 2012) – حذر تحالف من منظمات (مجتمع مدني أفريقية وعربية) من أن التصعيد الأخير في الاشتباكات الواسعة بين السودان وجنوب السودان ينذر بالعودة إلى حرب قد تصل تكاليفها إلى 100 مليار دولار، فضلاً عن خسائر بشرية بين السودانَين لا يمكن التنبؤ بأعدادها. وقد صرح حجاج نايل رئيس التحالف العربي من أجل دارفور بأن "قمة الجامعة العربية ستجتمع في بغداد اليوم، كما أن الاتحاد الافريقي قد دعا أطراف المجتمع الدولي إلى حضور المنتدى التشاوري حول السودان وجنوب السودان في أديس أبابا. تلك، إذن، هي اللحظة التي يتعين على القادة الأفارقة والعرب أن يدعوا فيها أشقاءهم من السودان و الجنوب السودان إلى التخلي عن هذا السبيل المُهلك ومعاودة الالتزام بالحل السلمي للمشاكل العالقة بينهما، بوصف ذلك الأمر الأكثر إلحاحاً الآن." كذلك قال Edmund Yakani، منسق البرنامج CEPO ومقرها في الجنوب السودان."ندعو كل الحاضرين في هذين الاجتماعين إلى التوحد وراء جهد منسق ومتناغم للضغط على الخرطوموجوبا لانتهاج سبيل السلام بدلاً من المخاطرة بحرب مدمرة في كلفتها." وقد حذر تحالف منظمات المجتمع المدني الحكومات من التكاليف التي قد تتكبدها، جراء الحرب، السودانُ وجنوب السودان، والدول المجاورة، والمجتمع الدولي بشكل أوسع، مستنداً في ذلك إلى دراسة قامت بها Frontier Economics Limited ونشرتها في تقرير بعنوان ‘The Cost of Future Conflict in Sudan' (تكلفة نزاع جديد في السودان). وتتمثل تلك التكلفة في: · 50 مليار دولار تتكبدها السودان نفسها على شكل خسارة من الناتج الإجمالي المحلي · 25 مليار دولار خسارة من الناتج الإجمالي المحلي في البلدان المجاورة · 30 مليار دولار تكاليف حفظ السلام والمساعدات الإنسانية يتحملها المجتمع الدولي. وقد صرح عثمان حميدة. المدير العام African Centre for Justice and Peace Studies" " بقوله: "بدلاً من أن يقودا شعبيهما إلى الازدهار، يبدو أن الرئيسين البشير وكير قد أدارا ظهريهما للسلام واختارا سبيل الحرب. تلك استراتيجية خاسرة لشعبي السودانين وجيرانهما. لذلك يجب الضغط على الخرطوموجوبا لإعادة النظر في تكلفة السبيل الذي يسيران فيه، من أجل مصلحة الشعبين والمنطقة بأسرها." وحسب تقديرات هذا التقرير، فإن التكلفة الإجمالية ستكون فادحة، على وجه الخصوص لجيران السودان وجنوب السودان، حيث ستصل إلى 34% من المجموع السنوي للناتج الإجمالي المحلي خلال 10 سنوات. وقد تخسر كينيا وإثيوبيا أكثر من مليار دولار في السنة. قال ماثيو بيل، المدير المساعد لمؤسسة Frontier Economics، ومقرها لندن: "يوضح هذا التقرير التكلفة العالية للنزاع، ويشي بان الأطراف المحلية، والإقليمية، والدولية يجب أن تسأل نفسها "هل بذلنا ما يكفي من جهد لتحاشي اندلاع حرب قد تتكلف أكثر من 100 مليار دولار وتحصد أرواحاً لا حصر لها؟" وصرح حجاج نايل رئيس التحالف العربي من أجل دارفور بأن "الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية استثمرت كلها في السلام السوداني. وقد حانت الآن لحظة التحرك الدولي المتناغم لحماية هذا الاستثمار. لذلك ندعو الزعماء الأفارقة والعرب إلى استغلال نفوذهم الخاص على جوباوالخرطوم، لتذكير حكومتي السودانَين بأن تقديم تنازلات من أجل السلام، وحماية السكان من العنف، وضمان نفاذ المدنيين إلى المساعدات اللازمة لإنقاذ حياتهم كلها من أمارات الحكومات والقيادات المسؤولة." وقد نصح تحالف المجتمع المددني السودانَين بوجوب الاستجابة لمطالب الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الأخيرة بالعمل معاً من خلال جهود وساطة لجنة التنفيذ رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، للتوصل إلى حل سلمي وشامل للمشاكل العالقة بينهما بشكل نهائي. وهو ما يتطلب أن يحدد الطرفان، وعلى وجه السرعة، مجموعة نهائية من القضايا التي يجب حلها، وتشمل: 1. الترتيبات المالية الانتقالية، بما فيها رسوم مرور النفط. 2. الوضع المستقبلي لأبيي. 3. ترسيم الحدود. 4. ضمان دخول السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال في مفاوضات لوقف إطلاق النار وضمان النفاذ الفوري، ودون معوقات، للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بالسودان. 5. ترتيبات المواطنة. وخلُص Edmund Yakani، منسق البرنامج CEPO ومقرها في الجنوب السودان.إلى أن "هناك إقرار واسع النطاق بأن العودة إلى الحرب بين السودان وجنوب السودان ستتسبب في معاناة إنسانية هائلة. لذلك، يتعين على المجتمع الدولي أن ينتهز الفرصة لدعم الطرفين ولجنة التنفيذ رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، للتوصل إلى حل دائم ومقبول من الطرفين لكل تحدٍ من تلك التحديات، حتى تتسنى للسودانَين فرصة حقيقية للتمتع بمستقبل يعمه السلام والرخاء." خلفية اندلعت أزمة الحدود بين السودان وجنوب السودان المستقلة حديثاً، بعد مرور سبع سنوات على توقيع اتفاقية السلام الشامل في 2005، والتي وضعت حداً لنزاع أهلي استمر على مدى 22 عاماً بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها. وقد حصدت تلك الحرب أرواح 2 مليون إنسان في السودان، وتسببت في نزوح أربعة ملايين بين 1983 و2005. . نُشر التقرير للمرة الأولى في نوفمبر 2010، قبل 50 يوماً من الاستفتاء الحاسم على استقلال الجنوب، والذي مهد الطريق لإنشاء دولة جنوب السودان الجديدة في 9 يوليو 2011 ولكن التقرير لا تزال ذات الصلة نظرا لسيناريوهات للصراع يصفها .يقر التقرير بالصعوبات التي تكتنف قياس تكاليف نزاع مستقبلي محتمل. وهو يطرح سيناريوهات مختلفة – سيناريو نزاع خفيف، ومتوسط، وشديد وسيناريو سلام – ويرسم نموذجاً لمسار النمو الاقتصادي لكل منها. يتضمن التقرير الأصلي السيناريو مما يؤدي إلى الصراع الذي يوصفه على النحو التالي " تحترم الخرطوم رسميا على الاستفتاء الاستقلال بل تقوض محاولات لحل القضايا العالقة للخلاف و الوضع الأمني يتدهور الى حرب اهلية سبع سنوات بين شمال وجنوب السودان ". يحمل هذا السيناريو شبها واضحا على ما يبدو أنه يحدث اليوم. وتستند هذه الأرقام المذكورة أعلاه في هذا السيناريو. ----------------------- انتهى ------------------------- ملاحظات للمحررين 1. إجراء المقابلات متاح يمكنكم الاتصال ُEllie Bates [email protected] +20 1022320455 لترتيب مقابلات مع أعضاء تحالف المجتمع المدني الذي أصدر هذه النشرة الإعلامية. نرجو ملاحظة عدم ذكر اسم Crisis Action في أي وسيلة إعلامية. وذلك أن Crisis Action تعمل في خلفية المشهد فقط لتمكين شركائنا من تقديم استجابة مشتركة لأوضاع النزاع. 2. كاتب التقرير Frontier Economics Limited مؤسسة مستقلة متخصصة في استخدام الاقتصاد لاتخاذ قرارات أفضل. تعمل المؤسسة على قضايا السياسات العامة، والاستراتيجية، والقواعد التنظيمية، والمنافسة. للمزيد من المعلومات يمكنكم الدخول على موقعهم على شبكة الإنترنت: www.frontier-economics.com. 3. منهج الدراسة المستخدم في التقرير اعتمد التحليل على مقاربة من أعلى إلى اسفل، مع تكييفها على الظروف الخاصة للسودان. وقد استند إلى التحليلات الإحصائية القائمة، التي خضعت لمراجعة الأقران، حول التأثير المحتمل للحرب الأهلية ومدة استمرارها المتوقعة. يتناول التقرير بالدراسة الخسائر المتوقعة للناتج الإجمالي المحلي في الدولة نفسها وفي الدول المجاورة جراء النزاع المدني. وعند تطبيق تلك النتائج على الوضع في السودان و الجانوب السودان، وضع التقرير أربعة سيناريوهات محددة، تصور النتائج الممكنة بعد الاستفتاء والتأثير المتزايد لكل سيناريو على المخرجات الاقتصادية. التكاليف التي قد يتكبدها المجتمع الدولي اعتمدت على التكاليف الحالية لحفظ السلام والمساعدات الإنسانية والمؤشرات ذات الصلة فيما يتعلق بالتكاليف المستقبلية في ضوء كل سيناريو. وأجري هذا التقرير بمثابة دراسة مكتبية و نيابة عن الاطراف المعنية و تمت كتابته قبل استقلال الجنوب السودان. ومع ذلك، كما لوحظ تحت عنوان "الخلفية " أعلاه، فإن السيناريوهات أنه توقعها تتنطبق على الوضع الحالي. وهو يعتمد على أفضل وأدق تحليل للمعلومات المتاحة. لم يكن هناك مجال لجمع أدلة أولية على أرض الواقع من السودان، أو جنوب السودان، والمنطقة، أو غيرهم من أصحاب المصلحة. ويناقش التقرير بالتفصيل التأثيرات المقدرة ويستخدم افتراضات متحفظة عند الضرورة.