[email protected] يعرف الحسد بأنه تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها،ومن أنواعه كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم، أوأن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا الغبطة ، وحكم الحسد شرعاً فهو حرام (عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم. قيل أن للعلامة الراحل عبدالله الطيب بحثاً في مجال الحسد في السودان ذكر فيه والعهدة على الرواة أن 13 قبيلة عربية من أصل 16 قبيلة مشهورة بالحسد في الجزيرة العربية قد هاجرت إلى السودان إبان هجرة العرب إلى السودان ، وبمزيد من الدراسات التي أجراها ثبث له أن الثلاثة قبائل المتأخرة(الحاسدة) قد أتت للسودان ، وبهذا فكل القبائل المشهورة بالحسد لدى العرب قد إستقرت في السودان. مهما كان صدق أو كذب هذه الرواية إلا إنني لم أجد تفسيراً لحالة السودان التي يعيشها منذ عصور عديدة من شظف للعيش وضنك رغم الإمكانات المهولة التي تزخر بها البلاد ، لم أجد تفسيراً سوى حسد السودانيين ولو كان من باب الحسد من النوع الثاني الغير مذموم(الغبطة) ، فكلنا في السودان نحب الزعامة والريادة ، وعندما يتبوأ أحدنا وظيفة عامة يشعر وكأن هذه الوظيفة ملك يمين له وليس خادم للشعب ، كذا الحال لدى الساسة حكومة ومعارضة ، حتى أخاك في المنزل رغم حبه لك إلا إنه يشعر بالغيرة إذا شعر إنك أفضل منه وضعاً ، والسوداني تجده دوماً في حالة مقارنات بالآخرين أفراداً أو دولاً...لماذا لا نتخذ النماذج الطيبة من حولنا ونطبقها في أنفسنا بدل التباكي على حالنا و(البقران) من الآخرين.