افتقدنا صواع الملك ,ولم يكن بيننا سارق. ولأننا تعودنا على انكار الشنيئه, ولم نكن يوما منها, فاين الصواع ,ومن السارق؟ انشروا القوم في ارجاء المدينه, وابشروا من وجد السارق بقيمه ثمينه . قال احد الرعيه, انه رأى الملك وهو يخفيها. فمتى كان الفقير صادقا في شهادته ! فهل يعقل الفقير اقواله على سرقه الملك؟ يكون قد اصابه المس ,وان صدق وسرقها الملك, فمالذي دفعه اليها وهي لا تسوى قيراطه ؟ . حسب ظني ان الملك اخفاها, ليصنع صواع اصغر, يضارع للرعيه, سعر القديم, الذي ضاع. نعم فعلها الملك, ولم يعلم القوم, الا بعد ان باعهم الرطل بسعر القنطار, وقال لهم ان الدرهم لا فرق بينه والدينار فاعطاهم الدرهم واحتفظ لنفسه بالدينار. فحتى لا يضجر القوم اسرع الملك وقال لهم جديد الوزن عندنا ,صاع جديد اسمه الدولار. فترك القوم جدل الفرق بين الدرهم والدينار. وتحدثوا عن الدولار! فقالت الرعيه كل شئ ارتفع سعره وصار بالدولار, والخضار, والفاكهه قالت الدولار, وحتى علف الحمير قال انه لا يقبل الا الدولار ! فمن اين للناس ,هذا الذي يسمى الدولار؟. قالوا انه جاء من خلف البحار ,ليسكن في القرى وسفوح الجبال. ويعمل بين الناس بانه المكيال. اجاء به الملك, لعلاج يسمى اختصار. نعم اختصار الوقت , والمال, وحتى الاعمار .هل اختصر القوم شهور حصاد القنطار ,وطول البال ,في سعي الدواب والجمال, واضاعه الوقت في تربيه الاطفال, اشتروها بالدولار فالملك لا يثق الا في الدولار.فالحياه صارت هي الدولار فكيف يمكن منع الناس من الدولار والملك نفسه البايع والمشتري للدولار