بدأتُ أشكُ، في أن كاثرين زيتا جونز، إمرأة! هل يمكن لأي إمرأة- في الدنيا- أن تكشف عن... عن عمرها الحقيقي؟ لا،،، لكن، زيتا (كشفت). هل يمكن لأي إمرأة، أن تكشف عن أول شعرة بيضاء، في رأسها؟ لا، لكن زيتا (كشفت)، بل أن زيتا قالت إن هذه الشعرة، هذه الشعيرات، لا تزعجني! أتخيل، هذه الممثلة البديعة، تقول ما لم تقله للصحافة، عن شعيراتها البيضاء. أتخيلها تستعيرُ جملة للطيب صالح،الروائي السوداني البديع، وتقول بها، بطريقتها: (هذه الشعيرات البيضاء، لا تقولُ إنني عجزتُ، بقدر ما تقول إنني،،، إنني نضجتُ)! ما لم تقله زيتا جونز، أقله أنا: هذه الممثلة (الكمثرى)... نضجت! بلى، هي كذلك، وأول النضوج، أن تتعامل بعقل مفتوح، وجسارة، مع التغيرات: تغيرات (الواقع)،، وتغيرات (الزمن). كل شئ يتغيّر: الغابة، والصحراءُ،والجبلُ، والبحرُ، والظلُ، والنهرُ.. وهذا الفعلُ.. هذا الفعلُ إذ هو يتجلى، في كل لحظة جديدة و،، و،، و،، لماذا- إذن- نرفضُ التغيير في لون الشعر؟ لماذا نرفضُ التغيير حول العينين، وأسفلهما؟ ولماذا نرفضُ التغيير في الجبين، وحول الفم، وفي العنق، والصوت، والأذن، وحركة الرجلين، والساعد، والقدم؟! التوقف، ضد منطق الحركة. ضد منطق الحياة. ضد منطق الزمن، فلماذا محاولات الإصرار-إذن- لخداع كل هذا المنطق، وخداع أنفسنا بأنفسنا، وخداع الأخرين؟! - أنا، كما ترى، لستُ مصرة، ولستُ مخادعة! هكذا، أجابت كاترين زيتا جونز، فيما كنتُ أنا، أنظرُ باعجاب، إلى شعيراتها البيضاء،، أول شعيرات بيضاء تزهو بين الأسود الناعم، الطويل! - لكن يا كاثي، الخداعُ إمرأة! شعت أسنانها، و شع صوتها، وشعت شعيراتها البيضاء- شعرة شعرة- بزهو غريب : -No , No)) ) إنني أرفض أن تجردني-بذكوريتك هذي- من أنوثتي. من يقل بذلك، لا يعرف للمرأة وصفا، وليس جديرا بحب أي إمراة ،،لا، لا، بل لا يستحق منها حتى.. حتى نظرة إعجاب! بلعتُ هذه الشتيمة الضمنية،. بلعتُ ريقي، وأنا أنظرُ في وجه الممثلة التي تبلُ طلتها - في الشاشة الصغيرة أو الكبيرة- ريق العين، وريق التمثيل، وريق التقمص، وريق التماهي، وريق الدنيا! قلت لها : كاثي، (بليز) حدثينا عن شعورك، وأنت تلمحين أول شعرة بيضاء، في رأسك؟! - أووووه، إنه شعورٌ مذهل! قاطعتها: مذهل؟ مذهل، مثل لمعان أسنانك هذه ، بهذا الهلال الخصيب؟! التمعت أسنانها أكثر: أوووه ( yes) أوووه NO, NO)) هذا الشعور شبيه بأول حلم،، شبيه بأول حمل، شبيه بأول (بيبي) ! - أوووه يا كاثي، إنك تمتلكين قدرة مدهشة، على الحكي الطاعم. (أوكى) الآن حدثيني، كم عمر هذه(البيبيات) الجميلة، الوديعة، البيضاء؟! - أوووه، إنها بدأت تلثغُ بالكلام ! - أىّ كلام يا كاثي؟! تضحك زيتا جونز: إنني لا أفهم كلام عصافيرالجنة،، غير أني أتخيلها تقول أنها نتاج تجربة ! - أى تجربة ياجونز؟! - أوه،، حقيقه لا أعرف، ربما تكونُ، تجربة فيلم مثير لعبتُ فيه، أو ربما تكونُ تجربة فيلم مثير، يتخلق الآن، لألعب فيه، أو،،، - أو.. أو ماذا يا كاثي؟! - أووه ،، إنني أعرفُ أن الصحفيين ، مثل النساء! - هل تعنين أنهم لا يكشفون-اطلاقا- عن أعمارهم الحقيقية ؟! - لا، لا، إنني – ياعكرود – لم أرد أن أقول ذلك. لا تورطني . ما أردت أن أقوله، أنهم،،، أنهم،،، ثرثارون ! رحت أضحك، وأضحك، وحين ملأت فمي بسؤال، وأوشك لساني أن يتسلل به، إلى أذن الممثلة البديعة، كاثرين زيتا جونز، (نطيت) من الحلمة الحلوة، برشة ماء بارد! كانت المدام واقفة فوق رأسي، في يدها (كباية)، وصوتها في أذني: - يا راجل الساعة سبعة وإنت لسع نايم، وكمان حلمان، وترطن بالانجليزي، وتتكشم؟! رحت أسألها، وكان في صوتي، بقية من رنين ضحكة.. وكان في عيني، بقايا طيف، من طيف كاثي: " في شنو ياولية.. في شنو؟! - كمان بتسأل ؟! قوم، قوم- يا راجل- ودي العيال المدارس !