مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاخوان المسلمون في قلب العاصفة بعد ضرب التيار القومي العربي جاء الدور على التيار الاسلامي بقلم محمد عبد السلام


بسم الله الرحمن الرحيم 2012/4/10
تتعرض الامة العربية والاسلامية لهجمة شرسة من أعدائها مستهدفة في عقيدتها وقيمها ومصالحها الحيوية بل وفي وجودها ويستخدم الاعداء في ذلك كل وسيلة تيسر لهم بلوغ هدفهم مستعينين في ذلك بوسائل الاتصال وثورة المعلوماتية والتكنلوجيا الرقمية التي سهلت لهم الكثير مما كان صعبا . ان البعض منا يعتقد بان ثورة المعلوماتية كلها نعمة وانها جائت ضمن السياق الطبيعي للحياة المعاصرة . واذا كان في هذا جانب من الصحة فانه ليس كل الحقيقة . وهناك مبدا معروف وهو ان كل وسيلة اوانجاز علمي يسهل لبوغ انجازآخر افضل منه وبالتالي فان الذين ينطلقون صعودا في التطور التكنولوجي ليس الامر بالنسبة لهم مجرد ابحاث علمية لخدمة الانسانية انما الامر يتعلق ايضا لتحقيق اهدافهم في الهيمنة على العالم وفرض قيمهم والميزان بالنسبة لهم ما يتوافق مع مصالحهم .وان مليارات الدولارات التي تنفق في الابحاث ليس هدفها فقط جعل الحياة اكثر يسرا وسلاسة . انه استثمار لخدمة اهداف .
لقد بدات المعركة بين الامة العربية والاسلامية من جهة واعدائها من الجهة الثانية في عصرنا هذا مع التيار القومي العربي ممثلا في فصائله كافة الناصري والبعثي ( لا اقصد بالبعثي النظام الحاكم في سوريا الذي لا يمت بصلة بالبعث و بالقومية بل اقصد الذي كان يحكم في العراق قبل الاحتلال بقيادة الشهيد صدام حسين ) وغيرها بالاضافة الى الشخصيات القومية المستقلة وتركزت الهجمة على الحلقة الاقوى ممثلة في العراق الذي كان يقوده البعث الذي عمل باستراتيجية استهدفت تغيير موازين القوى لصالح الامة من خلال احداث ثورة تكنولوجية في العراق بافق قومي انساني أي ثورة علمية تكون في خدمة الامة . ليس هذا فقط بل فتح ابوابه امام العرب والمسلمين حيث بلغ عدد الطلبة العرب والمسلمين في المدارس والجامعات العراقية الآلاف مع توفير السكن والاعاشة والتنقل مجانا والدراسة مع العراقيين دون تمييز في أي شيء والتكفل بنفقات آلاف آخرين من الطلبة العرب الذين كانوا يواصلون دراساتهم العليا في اوربا وامريكا الشمالية ليعودوا بعد ذلك لاقطارهم وهم مسلحون بشتى ضروب المعرفة . واعتبار تحرير فلسطين واجب وفرض عين . وادرك العراق بان كل ذلك لا يمكن ان يتحقق الا بعد تحرير ارادته وقراره ولا يتحقق ذلك الا بعد تحرير ثروته النفطية الهائلة فقام بامتلاك كامل عائداته بتاميم نفطه انتاجا وتسويقا وحررالعراق ارادته وقراره من خلال تحرير ثروته النفطية وجعلها في خدمة التنمية ومد يد العون للاشقاء العرب والمسلمين بل وكل المستضعفين . وقد محى العراق عام 1983م الامية لمن هم دون سن 65 بشهادة اليونسكوا وبشهادة منظمة الصحة العالمية اصبح العراق البلد الاول على مستوى دول العالم الثالث في الرعاية الصحية المجانية لمواطنيه ومستوى المؤسسات الصحية المتقدمة .
وبنا العراق قاعدة علمية وصناعية وقدرات عسكرية لحماية ارضه ومد يد العون للمحتاجين من اشقائه وللاسهام الفاعل في معركة تحرير فلسطين والأقصى الشريف .
وفي المجال الدعوي انشأ جامعة صدام للعلوم الاسلامية لاستيعاب الطلاب المسلمين خاصة من الدول التي يشكل فيها المسلمون أقليات . وطباعة ملايين النسخ من المصحف الشريف وتفسيره وارسالها الى الدول الاسلامية وتلك التي بها اقليات اسلامية والغير ناطقة بالعربية .
ان هذا الخط الذي اختطه العراق في عهد الحكم الوطني والذي ذكرنا نماذج يسيرة من انجازاته جعل الصهيونية العالمية وحلفائها يدقون ناقوس الخطر ويعتبرون ذلك تجاوزا صارخا لكل الخطوط الحمراء وحركوا كل مكامن الشر فيهم واعدوا العدة للقضاء على هذه البؤرة التي لو بقيت واستمرت ستغير مجرى الواقع والاحداث ليس في المنطقة فقط بل سيمتد تأثير ذلك الى ماهو ابعد حيث انها ستكون المحفز والملهم بل والسند للشعوب المتطلعة للتحرر .
واعدت القوى المعادية للمشروع القومي النهضوي العدة للقضاء عليه قبل فوات الاوان وفي ذلك قامت بالخطوات التالية .
1/ عدد 15 محاولة لاغتيال الرئيس صدام حسين بعد ان عجزت في تجنيد ضباط من الجيش العراقي لقلب الحكم . واشترك في هذه المحاولات عدة اجهزة استخبارية منها الموساد الاسرائيلي ، والايرانية في عهد الشاه ثم في عهد الخميني والسي أي ايه . واحبطت جميعها قبل وصولها لهدفها .
2/ اشعال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت 8 سنوات واستنزفت موارد بشرية ومادية هائلة وكان لها عدة اهداف منها اشغال العراق عن المضي قدما في نهضته وتطوره واضعافه وصرفه ايضا عن واجبه في الاسهام في تحرير فلسطين والحد من دعم الثورة الفلسطينية ومساعدة المحتاجين من اشقائه العرب والمسلمين واشعال فتنة طائفية بين السنة والشيعة واتخاذها مدخلا لتفتيت الامة تطبيقا لنظرية مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق برجنسكي المسماة ( ضرب الجدار من الاسفل ) أي اشعال الفتنة الطائفية كمدخل لتسهيل تفتيت الامة . وصمد العراق في الحرب وانتصر على الحلف الايراني الصهيوني حيث ان اسرائيل كانت قد اقامت جسرا جويا لنقل السلاح من اسرائيل الى ايران وافتضح امره عند سقوط طائرة ارجنتينية محملة بالسلاح الاسرائيلي المتجهة الى ايران عند الحدود التركية السوفيتية فيما عرف بفضيحة ايران كونترا او ايران جيت ودمرت اسرائيل ايضا مفاعل تموز النووي العراقي بالتنسيق مع ايران في العام الاول من الحرب . لقد تمكن العراق من افشال المخطط لكن بثمن باهظ . كان الثمن انشغال العراق عن كثير من مشاريع التنمية وتراجع المساعدات الخارجية وتدمير عدد هائل من منشئاته الصناعية والخدمية وقبل كل ذلك فقدان مئات اللآلاف من أبنائه سقطوا في ساحات القتال وهم الثروة الوطنية الحقيقية التي اعدت للارتقاء بالوطن والامة الى مصاف الامم المتقدمة
3/ بعد فشل ايران في احتلال العراق فتحت امام العراق صفحة اخرى من التآمر وهي تحريض امارة آل صباح واتخاذها منطلق جديد لاسقاط المشروع القومي التحرري وهكذا كانت حرب الخليج الثانية التي كانت شديدة الوطأة على العراق حيث جيشت امريكا اكثر من ثلاثين دولة في مقدمتها هي أي امريكا وبريطانيا وفرنسا ونظاما حافظ اسد ومبارك واسرائيل ولو من وراء الستار وتعرضت البنية التحتية في العراق الى تدمير شامل ولكن جحافل الجيوش الغازية المتجهة الى بغداد لاحتلالها واسقاط الحكم سحقت في الناصرية جنوب العراق حيث باغتتهم فرق الحرس الجمهوري المدينة المنورة وحمورابي مما اضطر الرئيس الامريكي بوش الاب بطلب وقف اطلاق النار الفوري وسحب ما تبقى من جنوده من جنوب العراق الى الكويت وان اسرائيل قد تلقت صفعة قوية بتحطيم نظرية امنها حيث تلقت 39 ضربة صاروخية . ان اخطر ما في حرب الخليج الثانية والمعروف صفحتها العسكرية بعاصفة الصحراء هي قرارات مجلس الامن الدولي بفرض حصار شامل على العراق في جميع مناحي الحياة وجاء في ظرف دولي موات للاعداء حيث ان العالم وجد نفسه امام قطب دولي واحد عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وتلاشي تاثيره على مجريات الاحداث في العالم . كما ان ايران حاولت استغلال الظرف وادخلت اعداد كبيرة من مواطنيها لتحريض شيعة العراق ضد الحكم لكن العراق استطاء التغلب على هذه الصفحات في حينه . الا ان اصرار الاعداء كان ان لا تراجع حتى اسقاط النظام ومشروعه فاستمر الحصار الخانق 13 عام على امل ان يسقط الحكم بفعل آثار الحصار الكارثية واستبيحت ارض العراق تحت مظلة الامم المتحدة بدعاوى البحث عن اسلحة الدمار الشامل . فلم يسقط النظام ومشروعه واستمر العراق في دعم صمود الشعب الفلسطيني وفصائله المقاتلة الاسلامية والوطنية والقومية بل وبدا يستعيد قواه بعد ان اعاد بنا معظم بنيته التحتية رغم ان13 عام من الحصار المحكم ليس بالامر الهين . واخيرا تيقن الاعداء بان هذا المشروع لن يسقط الا باسقاط الحكم في العراق وهكذا كان حيث تحالف ثالوث الشيطان الامريكي الصهيوني الايراني واحتلوا بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية لكن المشروع لم يسقط ، نعم انه تعرض لنكسة لكن صمود الشعب العراقي ومقاومته الباسلة بكل فصائلها احبطت الزخم الاساسي للمشروع ووجهت للغزاة ضربات استراتيجية لم تكن في حسبانهم . انهم لم يتوقعوا ان يحتشد هذا الشعب العظيم ويقاتلهم في كل شبر من ارضه كانوا واهمين ومخدوعين حيث استمعوا لمن قالوا لهم بانهم سيستقبلون بالورود فاستقبلهم شعب العراق بالرصاص ودفع ثمنا لحريته وكرامته اكثر من مليوني شهيد تقدمهم الرئيس صدام حسين وأبنائه واخوانه واحفاده ودفعت امريكا وحدها اكثر من 30الف قتيل واكثر من 200 الف جريح وتحطم مشروع الزحف الامريكي الصهيوني على باقي المنطقة وسقط عند اسوار بغداد .
هذا بعض مما تعرض له التيار القومي العربي ( البعث وتجربته في العراق ) خاصة فماذا جرى وينتظر التيار الاسلامي ( الاخوان المسلمون خاص ) ؟
ليس هناك خلاف فكري بين البعث والتيار الاسلامي ذلك لان كليهما مرجعيتهما اسلامية ولكن هناك خلافات سياسية بينهما تتسع شقتها احيانا وتضيق اخرى وتنعدم احيانا ثالثة . واستدل على ذلك بعدة امثلة .
· عندما تعرض الاخوان المسلمين في سوريا للتنكيل من قبل نظام الاجرام الاسدي في الثمانينات من القرن الماضي ودمرت مدينة حماة بمدافع وراجمات سرايا الدفاع التي كان يقودها المجرم رفعت اسد شقيق الرئيس فتح العراق ابوابه لهم فتدفقت اعداد كبيرة منهم وحذوا برعاية كبير في السكن والتعليم والتوظيف وكان الشيخ عدنان سعد الدين رحمه الله المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا حينها يقيم في بغداد تحت رعاية وحماية الحكومة العراقية ويدير عمله السياسي بكل حرية من بغداد وكان يقيم في المجمع السكنى للوزراء العراقيين حتى احتلال بغداد عام 2003م حيث انتقل الى عمان .
· بعد استيلاء الاخوان على السلطة في السودان عام 1989م ورغم الصراع المرير بينهم وتنظيم البعث في السودان حيث قام الدكتور الترابي وتلميذه البشير وبشهادتهم في انهم استولوا على السلطة في ذلك التاريخ خشية ان يسبقهم البعث في الاستيلاء عليها لكونه كان اقوى منهم داخل الجيش ورغم ما تركته عملية اعدام29 ضابطا بعثيا برتب عالية ومتوسطة صبيحة عيد الفطر المبارك عام1990م لمحاولتهم قلب نظام الانقاذ من مرارة في نفوس البعثيين الا ان العراق لم يشمت او يتفرج وهو يرى نظام الاخوان في السودان يترنح تحت وطئت العزلة الاقليمية والدولية التي أحاطت به من كل جانب بسبب سياساته المتهورة وهو لا يزال يحبوا ووضع العراق الذي هو الآخر كان قد خرج من حرب الخليج الثانية وهو مثخن بالجراح حيث وضع امكاناته الاقتصادية والتقنية والعسكرية في خدمة نظام الانقاذ والسودان . فعندما قطع القذافي امدادات النفط عن السودان بدون سابق انظار مما اصاب الحياة في السودان بشلل تام وكان يمكن ان يقود ذلك الى انهيار النظام الذي كان منخرطا في حرب ضروس في الجنوب سارع العراق بشحن الوقود من مخزوناته في ميناء عدن اليمني الذي كان قد خزن فيه تلك الشحنة بسبب صدور قرار الحصار والعقوبات الاقتصادية عليه أي العراق ولان تكل الشحنات من النفط كانت في السفن في البحر افرغت في مستودعات في اليمن فامر العراق بتحويلها الى السودان في لحظة حاسمة ودقيقة في عمر النظام فمكنته من التقاط انفاسه وترتيب اموره كما ان العراق ارسل خبرائه وفنييه الى السودان وقاموا بصيانة المعدات الزراعية المتوقفة بسبب الاعطال ونقص قطع الغيار والخبرة الفنية وكذلك قاموا بصيانة عشرات الدبابات والمدرعات وتوفير قطع الغيار لشبكات الكهرباء . هذه نماذج من دعم ومساندة البعث في العراق لنظام الاخوان في السودان الذي بدا ثوريا مجاهدا وعدوا لامريكا والصهيونية في العلن ويمد يده لهم من تحت الطاولة ورحلة الدكتور الترابي الى امريكا في بداية حكمه والتي ربما كانت لصفقة مع الشيطان الذي كنا نسمعها من اذاعة ام درمان كل يوم ولكن غالبا تلك الرحلة لم تكلل بالنجاح لان ربما حسابات امريكا في السودان خلصت بان مصالحها في السودان لا تتحقق بالرهن الى نظام الترابي الاسلامي الذي يضم آلاف الشباب المجاهدين الذين فدوا السودان بارواحهم في ادغال جنوبه ومع ذلك ذهبت تضحياتهم سدى وانفصل الجنوب وانقسمت الحركة الاسلامية وانتهى النظام الى دهاليز السي آي ايي بعد ان فرقتهم كراسي السلطة ومغانمها .
هناك العديد من النماذج للاستدلال بان المشروعين وجهان لعملة واحدة ولكن يكفي ما تقدم من مثالين .
والآن جاء دور استهداف التيار الاسلامي ( الاخوان)
اذا كانت القوة المعادية لجأت للقوة العسكرية والتدخل المباشر بعد ان عجزت عن تحقيق هدفها في اسقاط حكم البعث في العراق بل والحد من تاثيره فانها فيما يخص التيار الاسلامي تتخذ اسلوبا ووسيلة جديد في غاية الخبث والمكر . انها خديعة الاغراء والاستدراج الى حيث السلطة حيث المقتل .
ان التيار الاسلامي اصبح القوة الرئيسية من حيث التأثير والفاعلية منذ عقدين من الزمان بصورة اوضح وأصبح لا يستثنى منه أي قطر عربي ذلك لان تركيز الانظمة المرتبطة بالخارج كان منصبا بكلياته تقريبا على التيار البعثي خشية من تمدد نفوذ العراق الذي لو وجد المجال امامه لغير الموازين وبالتالي فان اسرائيل كانت تلح على حليفتها امريكا لتمارس الضغط على الانظمة العربية كي تبقي العراق محاصرا في حدوده وبالتالي فان التيار الاسلامي وخاصة الاخواني والمعروف عنه التنظيم الجيد استفاد أيما استفادة وبني تنظيمه ووسع رقعته بالخدمات الاجتماعية السخية التي قدمها للفقراء وما اكثرهم في المجتمعات العربية وباسلوب جذاب وبالتالي تمدد افقيا وتمكن ايضا التوسع الراسي من خلال استيعاب عدد كبير من الشرائح المتعلمة واصحاب رؤوس الاموال والدليل على ما اقول ما نجده اليوم في تنظيم الاخوان في مصر الذي يضم أفذاذ من علماء مصر حتى في الطاقة الذرية . وينطبق هذا على باقي تنظيمات الاخوان في الاقطار الاخرى وبدرجات متفاوتة .
ان ما تقدم ذكره وغيره خاصة الدعاية المغرضة التي ركزت على التيار القومي والصورة المشوهة التي سوقها النظام السوري عن البعث كل تلك الاسباب وانشغال الاعداء كما اسلفها بالخطر الاكبر صدام حسين وحكمه في العراق جعلهم أي الاعداء يؤجلون المعركة مع العدوا الآخر ( التيار الاسلامي ) وهوالاخر أي التيار الاسلامي لم يهدر الفرصة فبنا نفسه واعدها للمعركة القادمة .
ان أي تنظيم عقا عدي لو ادعى بانه زاهد عن السلطة ويمكنه ان يحقق اهدافه من خارجها وخاصة لو كان هذا التنظيم يحمل اهداف وطنية وقومية فانه اقل ما يقال عنه غير صادق او جاهل ذلك لان السلطة كوسيلة لبلوغ الاهداف لا غنا عنها لكن السلطة لو تحولت الى هدف في حد ذاتها فتلك هي التهلكة . وكم من أحزاب وتنظيمات ثورية ابتلعتها امواجها وأوحالها . والتنظيم الذي هرول الى السلطة دون ان يضع تصورا كاملا لمابعد استلامها عليه ( العوض ) . كما ان التنظيم الذي يستقطب الاعضاء وهو خارج السلطة ويبالغ في نثر الورود مبشرا بما سيحققه في مقبلات الايام عندما يعتلي جواد السلطة يكون قد ورط نفسه واثقل كاهله بوعون قد تكون هي ذاتها سبب فشله وخيبة امل المجتمع فيه . كما ان الذين يعملون في صفوف المعارضة وتتحول عندهم عملية استقطاب المؤيدين الى هدف في حد ذاته تتحول عملية التضخم الغير مدروس الى ورم سرطاني وعبئا يؤدي الى عدم التناغم وعدم وضوح المسار لان الذي استقطب بالنسبة له الهدف هو الاستقطاب .
اعود واقول بان القوة المعادية غيرت من اسلوبها واعدت العدة لاستدراج التيار السلامي الى السلطة في ظروف غير مواتية أي ظروف لم يختارها التيار . وناتي بالامثلة
· حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين ( حماس ) برزت كفصيل فلسطيني قاتل العدوا بأساليب وتكتيكات زلزلت الارض تحت اقدامه والدراسات اكدت بان الهجرة اليهودية المعاكسة من اسرائيل الى الخارج تضاعفت عدة مرات ليس هذا فقط بل ان بعض الدراسات قدرت بان الذين يهاجرون من اسرائيل الى خارجها اصبحت لاول مرة اكثر من الهجرة القادمة بعدة اضعاف وبعد النكسات التي تعرضت لها الثورة الفسطينية واهمها خروجها من بيروت تمكنت حماس من ضخ دماء جديدة في مسير الشعب الفلسطيني الكفاحية ورفعت من الروح المعنوية للشعب الفلسطيني واشقائه واصدقائه في العالم وتقدم قادة الحركة الصفوف شهداء وفي مقدمتهم الشيخ المجاهد احمد ياسين رمز صمود الشعب الفلسطيني داخل ارضه والقادة الرنتيسي وصلاح شحادة ويحي عياش والكثيرين من الابطال وقد تكفل الشهيد صدام حسين بدفع مبلغ 20الف دولار لاسرة كل شهيد استشهادي ومبلغ تعويض للبيت التي تهدمها قوات الاحتلال ومبلغ للجريح كل ذلك لتعزيز صمودهم . وأصبحت حماس رقما لا يمكن تجاوزه وقد تمكنت مع باقي فصائل المقاومة من اجبار الصهاينة من الانسحاب من قطاء غزة . وبعد كل هذه الانجازات والانطلاقة الصاروخية لحركة حماس والتي تقودها نخبة خيرة من ابناء فلسطين الحاصلين على اعلى الدرجات العلمية وضع الفخ للحركة باستدراجها في ظل الواقع الشائك المحيط بفلسطين للانتخابات ( النزيهة ) انا لا اشكك في الفوز الكاسح للحرة في صناديق الاقتراع لدرجة عبارات المديح التي اطلقها الاستاذ خالد مشعل في حق ابو مازن . ان حركة حماس التي كانت مضرب مثل في استقلالية قرارها وارادتها اصبحت مع مرور الايام وتحت ضغط الحاجة للايفاء بمتطلبا الرعية وقعت رهينة بيد ايران وحماس التي كانت تمطر المستوطنات بصواريخ القسام ردا على أي حماقة من طرف العدوا اصبحت اليوم شرطي يمنع اطلاق صواريخ الفصائل الاخرى على المستوطنات ردا على عدوان الصهاينة بحجة عدم اعطاء اسرائيل ذريعة لاجتياح القطاع . انا لا اشك في مبدئية ووطنية حماس ولا تحتاج مني شهادة ولكن اتحدث عن المأزق الذي وضعت فيه وهو جزء من استراتيجية القضاء ان لم يكن على الحركة بصورة تامة ولكن على الأقل تحجيمها والقضاء على تاثيرها
· فوز حركة النهضة بقياة الغنوشي في تونس في بلد يعاني من ازمات مركبة وامكانية تطبيق فكر الحركة فيه يصبح من شبه المستحيل وبالتالي من المؤكد فإنها ستفقد ليس مصداقيتها فقط امام الشعب التونسي بل تسهل عملية ضربها بكل سهولة وكما فعل الدكتور الترابي في بداية عهد حكمه في السودان عندما ولى بوجهه شطر امريكا كذلك فعل تلميذه ورفيقه الغنوشي بعد فوز حزبه في الانتخابات بل وحاول استدرار عطب الايباك ( اكبر اللوبيات اليهودية في امريكا) واصبح الشغل الشاغل للنهضة تقديم فروض الطاعة لسيدة العالم وان تصريحات قادتها افرغت الحركة من هويتها الاسلامية من خلال احترامهم لعلمانية الدولة كل ذلك للحفاظ على السلطة التي صدقوا بانهم فازو فيها في انتخابات حرة ونزيهة . نعم لا تشكيك في الجانب الفني ان كان نزيهة او غير ذلك هذا ما لا استطيع الجزم فيه ولكن ما يعنيني ان القوة المعادية لو لم تكن راضية لفعلت ما فعلته في الجزائر ولكنها الاستراتيجية الجديد . وهل تسمح امريكا بانتخابات حرة ونزيهة في السعودية او الامارات مثلا وان تسفر تلك الانتخابات بفوز حزب اسلامي اوبعثي مثلا ؟ اقول وبدون تردد لا لان البلد الذي يملك موارد اقتصادية وينعم باستقرار مجال خصب لنجاح المشروع الاسلامي او القومي وهنا ترفع الراية الحمراء وتتنحى جانبا الشارات الخضراء .
· فوز الاخوان المسلمين في مصر البلد العربي المركزي المكبل بسلسلة طويلة من القيود وفي طليعتها كامب ديفيد والانفجار السكاني والفقر والتصحر . وقد كان الاخوان في طليعة القوة التي وقفت في وجه التطبيع مع اسرائيل واقول باختصار ان اكبر ضربة ستوجه على الاخوان ستكون بفوزهم بمقعد الرآسة بعد فوزهم بالبرلما ويظل علم اسرائيل يرفرف في سماء القاهر وان الطعام الاسرائيلي يتم طحيه بالغاز المصري . ان عملية استدراج الاخوان كانت في اوضح صورة حيث انه وعندما تاكدت القوة المعادية بان الاخوان لن ينغمسوا بكل جسدهم في السلطة عندما اعلنوا عدم رغبتهم في الرآسة مارست عليهم اكبر عملية استدراج باستفزازهم بترشيح عدد من رموز نظام مبارك فنزلوا بكل ثقلهم وترشحوا للرآسة .من الانصاف القول والاقرار بان التحاق الاخوان بالثورة المصرية كان نقطة التحول الحاسمة في نجاح الثورة وتمكنها من اسقاطها مبارك ونظامه لما يملكه الاخوان من ثقل جماهيري وقدرات تنظيمية ومالية ولولا انضمامهم للثورة فان نجاحها ان لم يكن مستحيلا فانه كان سيكون مكلفا وطويلا من حيث الزمن . لكن الاخوان وبعد سقوط الفرعون بدا عليهم التخبط وارتكبوا عدة اخطاء لا تشبههم منها مثلا موقفهم في الاستفتاء الذي أعقب سقوط النظام ودفاعهم وتسييرهم مظاهرات دفاعا عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم والوقوف في وجه ائتلاف الثورة وخسرانهم شخصية بحجم عبد المنعم ابو الفتوح في امر فعلوه هم بعد ان حرموه عليه .
· والدور ايضا سياتي للاخوان في ليبيا وسوريا واليمن وكأن المطلوب انتزاع كل تنظيمات الاخوان من قلب المجتمع الذي استقروا فيه واتسع لهم بفضل ما قدموه له من خدمات جليلة انتزاعهم واخراجهم جملة واحدة والتخلص منهم ايضا بالجملة
في الختام ارى من الضروري ان يصطف التياران القومي العربي والاسلامي السلفي بجوار الاخوان لان في ضربهم وهزيمتهم ستسقط آخر القلاع التي تقف في وجه الطوفان
آمل ان اكون قد سلطت الضوء على المشهد مع كثير من الحذر والتاني لأسباب لا تخفى على القارئ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.