اْنني اْنتظر من الكابتن فيصل العجب سيدو اْكثر مما اْعطي لسودان وطنه الكبير , في مجال رياضة كرة القدم , فهو وصل إلي مكانة رياضية عالية جداً , وشهرة تخطت حدود السودان المنكوب بنظام البشير الفاشل , جعلته في موقع مسئولية اْكبر مما يتصور , واْكثر مما يتحمل صمته واْبعد من ذلك كثير . كل شيء في الدنيا له ثمن , والاعب الذي يريد اْن ينفرد بقمة شهرته وحب الناس له يجب اْن يعطي كما اْخذ واْكثر , وهذا ما اْنتظره من فيصل العجب , في كل يوم يمضي والنازحين والمتضررين من الحرب والاْبادة الجماعية التي يقوم بها نظام البشير العنصري في اْقليم جبال النوبة , واؤلئك الذين فرو من القتال والموجودين الاْن في المعسكرات وفي المناطق الحدودية بين السودان ودولة جنوب السودان , يبحثون كل يوم عن كل يد من اْبنائهم المشاهير خاصة لاعبين كرة القدم بالسودان , يريدون الاْستعانة بهم في اْزمتهم الطاحنة ومحنتهم العصية , التي تسبب فيها المجرم عمر البشير وجماعته , داخل المعسكرات هناك اْكثر من ثلاثة اْلف طفل فقدوا زويهم واْسرهم في حرب جبال النوبة والاْمراض والمجاعة تفتك باْجسادهم الهزيلة ناهيك عن عدم التعليم , ولسان حالهم يقول اْين اْبناء جلدتنا الذين رسموا الفرحة فينا ورفعوا رؤسنا عالياً من خلال مباريات كرة القدم ؟ هل تملصوا هن هويتهم النوبية واْرتدوا ثوب الجلابة واْيدوا نظام البشير في قتلنا ؟ لفيصل العجب جمهور كبير جداً في السودان والعالم العربي والاْفريقي والعالم كله , وهو ليس في إحتياج لهذه الشهادة فهو نجح وينجح ومستمر في النجاح , معلناً إنه مختلف وإنه يبذل جهداً جباراً خارقاً في مجال عمله الرياضي من اْجل الإحتفاظ بالنجاح الذي بلغه وبالمكان الذي وصل له , وهو لاعب فذ محترم لا ينقده سوي حساده ومنافسيه , موهوب ولاعب مميز ثم اْن له اْهداف قاتلة في تاريخ كرة القدم السودانية وجريئ في تسجيل الاْهداف النادرة , لكن يبقي كل ماحصل عليه هو من خير بلده واْبناء بلده جبال النوبة التي اْنجبته وربته حتي صار موهوب , ولا اْنسي جمهوره السوداني بصفة عامة الذي وقف معه كثيراً في كل المواقف . لقد راْيت ونحن من جبال النوبة كيف كان صبيان واْطفال جبال النوبة في الخارج والداخل والذين الاْن داخل معسكرات النازحين عندما يلعبون كرة القدم يقلدون فيصل العجب وهناك من يحتفظ بفانلته التي تحمل شعار المنتخب القومي , وكيف كانوا يشجعونه في المباريات ليستمر فيصل العجب في القمة التي اْخترعها لنفسه , وبالتالي من واجبي كا كاتب من جبال النوبة اْن اْنبه هذا المواطن النوبي الفذ السوداني الاْصلي فيصل العجب سيدو , اْن جبال النوبة واْطفال جبال النوبة وشعب جبال النوبة كلهم لهم عنده الكثير , لماذا هذا الصمت الرهيب الذي فيه العجب سيدو تجاه قضية جبال النوبة ؟ لماذا يسكت واْطفال جبال النوبة واْبناء جلدته يقتلون بدم بارد كل يوم علي مراءه وسمعه ؟ لا اْريد اْن يتبرع فيصل العجب بجنيه اْو مليون , لكنه يستطيع اْن يكون دليلاً لزملائه من الرياضيين والاعبين من اْبناء جبال النوبة وهم كثر (بدرالدين الدود , ماصوا (موسي الزومة) , إسحاق كرنقو وغيرهم كثيرين في الملاعب السودانية ), يستطيع فيصل العجب يقود مباريات في السودان والعالم باْسم شعب جبال النوبة ويذهب عائده الي معسكرات النازحين من جبال النوبة , بس يكون بعيد عن اْعلام المؤتمر الوطني , ونحن راْينا من قبل لعب فيصل العجب باْسم اْطفال فلسطين وشهداء بورسعيد , و وحدة وادي النيل ! اْليس الاْقربون اْولي بالمعروف ؟ يستطيع فيصل العجب اْن يخاطب معجبيه من الشباب السوداني بعدم الذهاب الي الحرب في جبال النوبة ويدعوهم في مبارة إنسانية لوقف الحرب والقتال الذي يشنه المؤتمر الوطني ضد ابناء جبال النوبة , ماسبق ليس اْفكار يجب اْن يتبناها بقدر ما هي اْمثلة اْو مقدمات يمكن اْن تلهمه اْو تحمسه لطريقة يؤكد فيها إنه فيصل العجب سيدو النوباوي الحقيقي الغيور علي منطقته , النوباوي الذي لا ينحني لعاصفة حتي تمر اْو تيار حتي يستقر الاْمر . فهو إما اْن يؤكد لنفسه ولنا اْنه اْبن جبال النوبة البار وإما اْن يفقد جزء كبير جداً من اْبناء جلدته , فالصمت ليس في صالحه ويجب عليه اْن ينطق ويتحرك من اْجل اْطفال ونساء جبال النوبة , وسوف يعرف فيصل العجب قيمة ما اْنصحه به في يوم من الاْيام , هذه فرصته التاريخية ليدخل التاريخ تماماً مثل جورج كلوني , وزين الدين زيدان , وجورج ويا , لقد صنعا بقاءهما بالقيام باْدوارهما الفنية والرياضية والسياسية والاْجتماعية . اْتمني اْن يوجه فيصل العجب نظره الي قضية جبال النوبة ,من هنا اْسوق له اْحترامي لتجربته ومشواره ونجاحه ,واتمني منه اْن يثبت اْنه اْكبر من مجرد لاعب كرة قدم اْو كابتن اْو هداف , يثبت اْنه إنسان من جبال النوبة ويحب شعب جبال النوبة هذا هو المهم والمطلوب من فيصل العجب سيدو الذي ربما يري اْن ما اْطلبه منه خارج حساباته اْو طريقته اْو اْسلوبه , اْنتظر منه بفارق الصبر اْن يخصص زمن من عمره لبلده جبال النوبة وقضية جبال النوبة وله في زين الدين زيدان قدوة حسنة , اْثق إنه سيفاجئنا بما يساوي قيمته لدينا وبما تساوي موطنه جبال النوبة واْطفال جبال النوبة ونساء جبال النوبة في قلبه .