اطلعت على مقال الطيب زين العابدين المنشور في جريدة حريات بتاريخ 6\ 5\ 2012 تحت عنوان خريطة طريق بعد قرار مجلس الامن 2046 واجد نفسي مختلف معه اختلافا كبيرا وبينا في تركيزه على انسداد الطريق امام السودان وعلى ارعابنا برؤاه التي يحس المرء بانها تدعو حكومة اليوم علي ننفيذ اوامر مجلس الامن التي اشار بها للحكومة دون تردد . تاريخنا القريب يشير الى ان انصياع الحكومة لاوامر الامريكان في نيغاشا وبروتوكول ابيي الذي كتبه القس دانفورث هو الذي اوصلنا الى الحالة التي نحن فيها اليوم . اتفق مع الطيب في وصفه لبروتوكول ابيي بانه سيء و ضمنته الحكومة في اتفاقية السلام الشامل ، سوء البروتوكول يلزم الحكومة بان تتحمل كل الخطأ لا جزء من الخطأ كما يري الطيب وتحمل الخطأ يلزم الحكومة بان لا تتنازل عن ابيي والقبول بالتعويض للمسيرية ، الارض ملك للسودان و ليس ملك خاص للمسيرية و مع ان هجليج تقع في ريفي المسيرية ولكن جيش الحكومة هو الذي حررها و يحرسها اليوم . قول الطيب ان التعايش السلمي بين المسيرية والدينكا افسدته نيفاشا قد لا يكون صحيحا وهذا كلام اجاويد علما ان نيفاشا زادت الامر سوءا ولكن منذ اواسط ستينات القرن الماضي شاركت مجموعة من ابناء ابيي في التمرد وصار البعض يرى العرب دخلاء على المنطقة ويجب ارغامهم على الرحيل وضم المنطقة الى الجنوب ويمكنني ان احصي للطيب احداث كثيرة حدثت فقدت فيها كثير من الارواح . قال الطيب ينبغي على الحكومة ان تحرص على التراضي التام حول المشكلة مهما كان الثمن لم نسمع من قبل عن التراضي مهما كان الثمن وتراضي الطيب الذي يدعو له يرضى به المهزوم او المدعي كذبا بملكية شيء لا يملكه وليس له فيه حق ارى في حديث الطيب تناقض هو يدعو الحكومة لابعاد نفسها عن المشكلة ثم يدعوها لقبول مقايضة مقدرة ترضي المسيرية كان على الطيب ان يحدد المقايضة التي ترضي المسيرية وهو يعرف ان باقام اموم قدم للحكومة عروض بشراء ابيي ورفضت الحكومة وحاولوا اغراء بعض الافراد من المسيرية بالمال وعجزوا عن ذلك . يرى الطيب ان منطقة ابيي منطقة صغيرة ولا تزيد عن عشرة الاف كيلو متر مربع ولا تستحق ان تراق من اجلها دماء وعلى المسيرية التنازل عنها ، ابيي منطقة واقعة في شمال السودان والجنوب دولة تحد السودان وعلى الطيب وهو العالم ان يخبرنا عن دولة تنازلت عن جزء من اراضيها كرما ومحبة في جيرانها . الطيب لا يحتاج ان اخبره ان العشرة الف كيلو متر مربع تساوي (100 *100 ) والمائة كيلومتر اكثر من نصف المسافة بين الخرطوم ومدني وبها انهار ووديان وخضرة لا تغيب عن العين واغلب ابقار وجمال كردفان ترعى فيها .في الصيف وتشرب في مياهها المنسابة وهي ارض زراعية خصبة ويكفي ان كل الذين تحدثوا عنها والذين كتبوا قالوا انها غنية بالبترول وقد اطلعت على تقرير اعداه علماء بريطانيون جاء فيه ان هذه المنطقة من ضمن مناطق شمال افريقيا التي فيها كميات هائلة من المياه الجوفية التي تجمعت تحت الارض منذ ملايين السنين وهذه المياه اكثر من المياه الموجودة على سطح الارض بمقدار يزيد عن 5 مرات . ابيي الواقعة داخل جنوب كردفان وشمال بحر العرب حسب خرائط قووقل طولها 128 كيلومتر تقريبا وعرضها 92 كيلومتر علما ان حدود كردفان تمتد الى جنوب النهر بحوالي 40 كيلومتر سكتت الحكومة عنها . الطيب زين العابدين يطلب من الحكومة ان تنصاع لكل ما يصدر من مجلس الامن والاتحاد الافريقي ولكن في راي على الحكومة ان تعترض على القرارات التي تسلبنا حقوقنا وتحاول بكل الطرق رفع الظلم عنا ولا تجري عريانة وعميانه لتركع تحت اقدام الذين اعتادوا على ظلمنا . يمكن ان يتعاون السودان مع الاخرين ولكن هذا التعاون يجب ان يكون دون التفريط في حقوقنا . وقعت الحكومة نيفاشا وبرتوكول ابيي تحت الوعيد والتهديد وجنينا الندم ومن تجاربنا مع اخواننا قادة الجنوب اليوم لا نجني منهم فائدة بل اهم يتمكنوا حتى يتمكنوا ثم يرونا العين الحمراء . جبريل حسن احمد