عندما تحجب السحب حرارة الشمس وتصبح السماء داكنة تبشرنا رائحة الجو ومنظرة الخلاب برحمة من السماء لا تحتاج الى ايادى تحركها ورسوم تسيرها وتكتسى الارض بحلة خضراء جميلة تريح النفس وتشعر الانسان بان الخير قادم حتى الطيور تسعد وتغرد جماعات والحيوانات تفرح لانها تشبع ولا احد يحدد لها كمياتها واوقاتها والانهار والخيران تمتلىء بعد ان تصدعت وتشققت تلك هى رحمة الله لعبادة فى الارض . الانسان لا يعرف نعم الله عليه الا اذا فقدها ولم يجد البديل لها . السودان يعتمد على فصل الخريف اعتماد كبير ويسهم هذا الفصل فى تحسن اقتصاد العباد والبلاد وذلك للاعتماد أكبر المشاريع الزراعية على الزراعة المطرية التى تقل تكلفتها من الزراعة المروية . نستقبل فصل الخريف هذا العام والبلاد تأثرت بالحروب وقلة انتاج البترول وزيادة الرسوم والاسعار ونسأل الله الكريم ان أن يكون هذا الفصل فصل خير ورحمة وينبت الزرع ويمتلىء الضرع وتسمن الماشية وتخضر الارض ويعم الخير . ولاياتنا يجب ان تستعد لهذا الفصل بتجهيز المجارى داخل المدن والقرى حتى لا يحصل الغرق او تراكم مياه داخل الاحياء السكنية ويجد الباعوض والذباب مستنقعات خصبة لتكاثر والتوالد ويتضرر الناس وان توفر الوقود الكافى لمزارعيها والدعم المادى الميسر ليتمكن المزارع من الاستفادة من هذا الموسم . وعلى الحكومة المركزية ان تشجع وتدعم الولايات وتقدم لها الحوافز حتى تشجع مزارعيها للاستفادة من الزراعة المطرية التى توفر قوت الشعب وتمثل دعما للاقتصاد . لان المشاريع المروية اصبحت حكرا لبعض الفئات واصبحت مكلفة لصغار المزارعين وخسارة كبيرة لهم وتدنى دخلهم وانتاجهم وتأثر الاقتصاد . الحكومة يجب ان تستفيد من تلك المياة المهدرة فى فصل الخريف وان تشق لها قنوات لتخزينها للاستفادة منها فى فترة الشتاء بزراعة الخضروات الموسمية ولشرب المواشى فى بعض الامكان خلال فترة الصيف حيث تنعدم المياة وان يتم عمل حفائر اسمنتية فى مناطق كردفان ودارفور والشرق حتى يتم الاستفادة من تلك المياة . كذلك الانهار مثل نهر عطبرة والدندر يجب ان يكون لها خزانات لحجز المياة بدل الكبارى حتى يستفاد منها فى رى الجنائن بدل ان تصب فى مياة النيل . تلك هى النعمة التى يجب ان نحافظ عليها ونقدرها ونستفيد منها وقبل كل شىء ان نحمد الله ونشكره عليها حتى تدوم وتعم .
