وفقنا الله وإياه وسدَّد على طريق الحق والخير خطانا وخطاه وبعدُ فإنِّي يا أستاذ ممن يقرأ لكم ، أوافقكم أحياناً وأخالفكم أحياناً ، وهذا لعمري مطلب كل صاحب قلم ناصح ولا أحسب أنَّ عاقلاً فضلاً عن أن يكون كاتباً ذا رأي يطلب أن يوافقه الناس في كلِّ شئ!! أحب أن أفتتح حديثي هذا معك بلقاء كان لي مع الأستاذ محمد إبراهيم نقد رحمه الله ، إلتقيته ومعي أخٌ من الإخوان المسلمين فقال له هذا الأخ نحن من الإخوان وهذا إبن شيخ الحبر ، فما كان من نقد رحمه الله إلا أنْ أقبل عليَّ مُسَلِّماً في ودادٍ غير مُتَكَلَّفٍ وارتياحٍ غير مُتَصَنَّعٍ وهو يقول : (أبوك ده بختلف معانا وبنختلف معاهو لكني والله بحترمو جداً وبحب اسمع تفسيرو بتاع الصباح الفي الإذاعة)!! أعجبني الرجل في بساطته وسماحته وأحسب أنك أستاذ مؤمن تشبهه في هذا وإن لم ألتقِ بكَ لكنَّ كتابتَكَ تُخْبِرُ. شاهدتُكَ يوماً على إحدى القنوات الفضائية وأنتَ تنتقد في غضبٍ صادق شاباً يَتغنَّى بهابطِ الغناء ، وكنتَ منه بمثابةِ الأستاذ الذي يريد الإصلاحَ ما استطاع ، تُوجِّهه إلى كريمِ المعاني ورصينِ الكلام. قرأتُ لكَ كثيراً إنصافاً لبعض الإسلاميين الذين تراهم على خير وإنْ خالفوك كان في مقدمة هؤلاء أستاذك الذي تُفاخِر به وتُكاثِر وحقَّ لك ذلك صادق عبد الله عبد الماجد. شخصية أم درمان فيك ظاهرة ، وأم درمان صلةٌ وعِفةٌ وإلفةٌ... أم درمان عِزةٌ في غيرِ تَكبّرٍ وحريةٌ في غير فوضى وإلتزامٌ في غير تطرف( وأعني بالإلتزام المنهجَ الذي يَختارَه الإنسانُ ويسيرُ عليه في حياته ولا أعني به التدين خاصة) هذا كله وجدناه نحن معاشر الإسلاميين سمتاً ظاهراً في شيوخنا أبناء هذه المدينة المُعلِّمة .. صادق عبد الله ومالك بدري حفظهما الله وعبدالله بدري رحمه الله وأمثالهم. أعجبني فيك أستاذ مؤمن كلُّ ذلك وأكثر ما أعجبني نقدُك للإسلاميين الذي تعود بهم فيه إلى المثال الباهر.. إلى (يثرب) التي يطب النفوسَ غبارُها إذ يُكنسُ.. إلى (طيبة) التي طابت بساكنها عليه أفضل صلاة وسلام.. إلى عهد الراشدين المهديين.. إلى صدقِ الصِّديق وعدلِ الفاروق ورحمةِ عثمان وحكمةِ عليٍّ عليهم الرضوان. ربما كان قصدك من هذا فقط أستاذ مؤمن أنَّك تُحاسب هؤلاء بما يرفعون من شعارات لكنِّي أرجو أن يكون هذا المثال بالفعل هو مرجعيتنا جميعاً معاشر المسلمين حُكْماً وتَحاكُماً وقَضاءً وتَقاضياً. أستاذ مؤمن..نعم مِن الإسلاميين مَنْ يُريد الدنيا ويَتخذَ الدِّينَ مَطِيَّةً لها مُصَدِّقاً قَولَ شاعرِ أم درمان قديماً : (يَحْتالُ بالدينِ للدنيا ليجمعَها سُحْتاً وتُورِدُه في قاعِ سِجِّين)!! نعم فيهم مثلُ هذا.. فيهم مَنْ يُتاجِر بالإسلام... لكنَّ هناك كذلك مَنْ يُتاجِر بالنضالِ الوطني والشرفِ السياسي والعدلِ الإجتماعي وبكلِّ معنىً نبيل. أستاذ مؤمن ... نعم مِن الإسلاميين مغالٍ متطرف.. يُحاسب الناسَ على نيَّاتِهم.. يُفَسِّقُ هذا ويُكفِّر ُذاك ويَدَّعِي لنفسه وصايةً على الآخرين ما أنزل اللهُ له بها من سلطان... نعم فيهم مثلُ هذا ، لكنَّ في غيرهم كذلك مَنْ يُريد عزلَ الدينِ عن حياة الناس إلا ما كان في خاصةِ أمرِهم (الأحوال الشخصية) يَرى في الدين رجعيةً وظلاميةً وسيراً للخلف... وهذا وذاك في التطرف سواء.. وكُلُّه دَاءٌ وبَلاءٌ. أستاذ مؤمن...لِنقولَها جَميعاً.. مَرجعيتُنَا الإسلامُ في شمولِه وعَدلِه وسعتِه وإعتدالِه... الإسلامُ الذي يُحرِّر العقلَ ويُطوِّرُ الفكرَ ويَحثُّ على النظرِ ويُرحِّبُ بالصالحِ النَّافعِ من كُلِّ شئ.... إسلامُ الحكمةِ ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أولى الناسِ بها لا يَهمه من أيِّ وعاءٍ خرجت... إسلامُ الشورى والرضا والإختيار الذي يرى الديكتاتورية تَألُّهاً سياسياً ويرى الإستبدادَ قَرِيناً للفساد. أستاذ مؤمن ... هل نحلمُ بتَوافُقٍ على مثلِ هذا ؟ اللهمَّ أنْعِمْ واستعمَلْنَا في ذلكَ ولا تَستبدِلْ. والسلام عليكَ مِن قبلُ ومِن بعد. عمر الحبر يوسف نور الدائم من شباب الإخوان المسلمين -- ((أيامنا)) مجموعة بريدية قامت على جهد فردي ولا تنتمي لاي مكتب من مكاتب تنظيم الاخوان المسلمين مثلها ومثل منظمة تراث لا سلطان عليها وترفض التدخل في ادارتها وتقبل النصح والارشاد وليس ذلك بملزم من اهدافها - الترابط والتعارف بين الاخوان في الخارج والداخل - التواصل بين الاخوان في افراحهم واتراحهم ومعرفة اخبارهم - نشر العلم الشرعي والثقافة العامة والبحوث العلمية - نشر رؤى ونظرات الاعضاء من اجل تطوير العمل الاسلامي العام - نشر مقترحات وانتقادات الاعضاء لجماعة الاخوان المسلمين وبحث سبل اصلاحها وتطويرها - كل ما ينشر في المجموعة يرجع للكاتب والمعلق وليس بالضرورة ان يكون ذلك ما تتبناه المجموعة - وتنصح المجموعة اعضائها بعد تجريح الاشخاص والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل