المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    برقو الرجل الصالح    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان الأستاذ بارود صندل رجب! محمد وقيع الله (1من4)

شغل الأستاذ بارود صندل رجب المحامي نفسه بما لا يحسنه من المهام الكبار حين تولى الدفاع عن الدكتور حسن الترابي الذي وصفني بأني خصمه الألد!
ويا ليت شعري أي مقياس اعتمده هذا القانوني الذي يفترض أن يكون قَيِّما على العدالة في تصنيفه هذا الذي بوأني به هذا المقام المنيف!
ولست أرى إلا أن الصواب قد جانب جناب هذا المحامي الذي أخذ على عاتقه تولي الدفاع عن حسن الترابي ولم يستنكف آنفا أن يتولى الدفاع عن القتلة العنصريين الذين استباحوا دم أخينا الشهيد محمد طه محمد أحمد رحمه الله!
وقد برز خطأ هذا المحامي الذي يحامي بالباطل واضحا عندما نصبني خصما ألد للدكتور حسن الترابي.
إذ ليس لي مع الدكتور الترابي خصومة شخصية ولا سياسية.
وذلك لسبب واضح جلي هو أني لا أتعاطى العمل السياسي لا امتهانا ولا هواية.
ولم أتمتع بالانتماء إلى أي حزب سياسي في حياتي.
ولم أكُ في يوم من الأيام عضوا في جهاز الحكم الإنقاذي الذي كان يتولاه الدكتور حسن الترابي قبل أن ينتزع الحكم منه ويخلع عنه.
وليست لي، بحمد اله تعالى، أي تطلعات سياسية أو زعامية أو اقتصادية من أي نوع كانت.
فهذه هي أحقر التطلعات والأمنيات وأسفِّها وأسفلها في نظري.
بأي مشيئة يا بن صندل؟!
ولذلك لا أدري بأي مشيئة وضعني هذا السياسي القانوني الديماغوغي المفرط في تعصبه لحزب المؤتمر الشعبي المارق، الأستاذ بارود بن رجب، في مصاف خصوم شيخه الدكتور حسن الترابي، وفي الذؤابة منهم، طالما انتفت جميع الحيثيات التي يمكن أن تجعل مني خصما لدودا أو غير لدود له؟!
وطالما أنني لا أخاصم في سبيل منصب من المناصب، التي كان يتسنمها الأستاذ بارود قبل أن يفقدها ويظل يلهث في سبيل أن يسترجعها، وهي نوع المناصب التي أنا بعيد عنها كل البعد، وقد نزهت عنها نفسي من أول يوم، وركلتها عندما عرضت علي، ويستحيل في حقي أن أقبلها في أي يوم.
فأنا امرؤ يسيرٌ يسيرُ، بفضل الله تعالى، على نهج مستقل عن نهج الحركة الإسلامية السودانية، وينأى عن حزبيها المنشقين المتصارعين على فتات الحياة الدنيا الحقير.
ولا أزال معتصما، بحمد الله تعالى، بموقفي الاعتزالي لمغريات الحياة الدنيا سائرا على هدي إمام الفكر والهدى عباس محمود العقاد القائل:
خذوا الدنيا بأجمعها فدنياواتنا ذخر!
فهذه الدنيا الدنية الفانية كلها، قد تركنا لكم يا أستاذ بارود صندل رجب، ويا بقية الصحب، لتنافسوها، وتتقاتلوا عليها، ولتدوسوا من أجلها كل القيم!
تخبط غير شكل!
وهذا المدعو الأستاذ بارود رجب الذي يتخبط في قوله، ولا يدري ما يقول، يقول عني:" وها هو محمد وقيع الله ينضم لهؤلاء [يقصد إلى خصوم الترابي ونقاده، وكل ناقد للترابي هو خصم مبين له بنظر أتباعه المتعصبين المهرجين من أمثال بارود صندل رجب!] ولا نكاد نفهم غبينة الرجل حتي يسل كل سيوفه بهذه الصورة هل أشتاق إلي الوظيفة فسلك هذا الطريق!! معرفتي للرجل منذ كنت طالبا في الجامعة الإسلامية جعلتني أسقط هذا التهمة مؤقتاً".
إذن فأنت تعرفني وتعرف زهدي في المناصب من قديم، فما الذي أغراك بالكذب اليوم لتنسب إلى من الأهواء ما تعرف بطلانه عن يقين؟!
فأنت تعرف عن يقين أني لم أتقلد وظيفة، ولم أذق طعم الوظائف الشهية، التي تقلبتم فيها، ونعمتم بها، وجاهدتم في سبيل الإستئثار بها، وحرمان منافسيكم منها، هؤلاء الذين كتبت لهم الغلبة أخيرا عليكم، فأطاحوكم، وحطموا أحلامكم، وأهانوكم، وشردوكم كل مشرد، فتخليتم في فزعكم وجزعكم وحمقكم عن المبادئ الإسلامية السامية، وفزعتم إلى المبادئ العنصرية الدانية، وعمدتم إلى إشعال الحرب الأهلية انطلاقا من دارفور حتى تستعيدوا بها سلطانكم السليب في الخرطوم وهيهات .. هيهات؟!
ثم إني لا أحمل غبنا ولا غبينة على الدكتور حسن الترابي كما تقول، فالدكتور الترابي لم ينتزع مني سلطة كانت لي، ولا جردني من شيئ كنت أملكه بأمره.
وإن توجب علي أن أنطق بكلمة حق الآن، فسأقول إني لم ألق منه إلا معاملة كريمة طوال عهدي به، ذلك مع أني كنت طوال هدي به أتعامل معه بتحفظ شديد ولا أتبسط معه في قول ولا تصرف.
ولم أكن آوي إلى داره لأقضي عنده ليالي السمر الكسالى الطويلة كما كان يفعل المتبطلون الذي أضاعوا وقته وأضاعوه!
وعندما سألني بعض أتباعه قبل سنوات لماذا تغير موقفي منه بهذا الحد الحاسم؟! أجبتهم بأنه هو الذي تغير لا أنا!
إلى المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان الأستاذ بارود صندل رجب!
محمد وقيع الله
(2من4)
زعم المحامي بالباطل والمترافع بالبهتان الأستاذ بارود صندل رجب أنه لا يدافع عن شيخه الدكتور حسن الترابي:" طمعا في ماله فهو لم يؤت بسطة فيه ولا في سلطة يمنحها كما فعله الكثيرون من حواريه وتلاميذه الذين ذهبوا مع ريح السلطة ".
وهذا كذب مفضوح يكشفه تاريخ الأستاذ صندل الوظيفي فهو قد تولى فجأة ومن دون أدنى خبرة قديمة أو تدريب معتبر أو كفاءة مناسبة بعض أعلى الوظائف القانونية في عشرية الإنقاذ الأولى .. عشرية حسن الترابي.
وقد نال الأستاذ بارود تلك الوظيفة العالية، لا بالتدريج اللازم، وإنما قفزا بالعمود على حد تعبير الدكتور جعفر محمد علي بخيت.
ولم يكن قفزه بالعمود على الطريقة القويمة التي صعَّد بها الدكتور بخيت أولياءه ونصراءه.
فالمعروف أن الدكتور بخيت ما ولى أحدا من أوليائه ونصرائه منصبا عاليا دون كفاءة ودون اقتدار علمي ووظيفي معقول.
فقد كان، رحمه الله، يراهن على نجاح مشروع ضخم رائد كرس فكره السامي له وهو مشروع الحكم الشعبي المحلي.
ولذلك جاء لخدمته بمن نالوا علما أكاديميا نافعا في مجالات العلوم السياسية والإدارية والقانونية والاقتصادية ومن تمتعوا بخبرة عملية ثرة في شتى المجالات وتحلوا بحماسة متأججة دفعت بهم لإنفاذ ذلك المشروع الإصلاحي الوطني التقدمي الضخم.
ومن المنحى الآخر لم يكن الدكتور بخيت يحلم بأن يتفرَّد بتسنم سلطة قيادية عليا في الدولة كما كان يحلم حسن الترابي الذي استفز أصحاب البلاء والكفاية والصدق من أهل الإنقاذ وعمل على تهميشهم وإنقاذهم.
وولى العناصر غير الناضجة من شذاذ الآفاق والأوباش العنصريين وصعَّدهم في مراكز الحزب والدولة قفزا بالعمود الهش الذي سرعان ما انحطم وخرَّ من اعتمدوا عليه وارتطموا بالصخر.
فقد كان الترابي يأمل أن يرسخ في الحكم بعون هؤلاء الأعوان الضعفاء بينما كان أولئك يحلمون بتنسم المناصب والترقي فيها بالتقرب إليه زلفى.
بلابل صندل رجب
ولأن طلب السلطة ونيل المراكز الوظيفية المرموقة كان الهم الأول للأستاذ بارود صندل منذ أول يوم من أيام الإنقاذ فإنك تراه يكثر في مقالاته الأربعة التي كتبها في الرد علي من أحاديث الوظيفة التي تشغل باله وتؤجج بِِلباله.
فما أكثر ما يندب حظه ويبكي ضياع وظيفته ويرثي لحاله البئيس ويقول:" لقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً (الكلمة الأخيرة دي ما مفهومة!), فركل هؤلاء الوفاء للرجل وأن (الصحيح نحويا أن يقول إن) الوفاء تؤام (الإملاء الصحيح للكلمة هو توأم!) الصدق فأنضموا (هذه همزة وصل لا قطع!) إلي الجوقة من أهل السياسة الذين يعدون الغدر (قبل شوية تكلمت عن الغدر فلم التكرار؟!) من العقل وحسن الحيلة، فاندفع نفر من أولئك يسبون الشيخ ويلعنونه (لا أذكر شخصا لعن الترابي على الإطلاق وإلا فليخبرنا الأستاذ صندل باسمه وليدلنا بأي لفظ لعن الشيخ!) واجتهدوا بكل حيلة (حيلة دي ما قلتها قبل شوية!) في إطفاء نوره ووضع المعايب (تحتاج هذه العبارة إلى حرف جر وضمير متصل كي تكتمل!) ومنع من ذكر أي فضيلة ترفع له ذكراً فما زاده ذلك إلاّ رفعة وسموا فهو كالشمس لا تستر بالراح وكضوء النهار (ضوء النهار هو ضوء الشمس ذاته فلماذا التكرار؟!) أن (الصحيح أن تقول إن!) حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة (يا لركاكة!!) فكل طالب للسلطة والجاه عليه أن يجتهد في ذم الشيخ ورميه بكل نقيصة لينال رضا أمير المؤمنين تولية وأستزوارا (يقصد توزيرا)!!
وإذن فقد فهمنا من عباراتك السقيمة السابقة أنك تقصد أن شيخك كالشمس علوا وضياء وأن نقد الناس له لا يزيده إلا رفعة وسناء .. فعلام إذن جزعك من نقدي إياه؟!
لقد كان ينبغي تبعا لمنطقك الذي أسسته أن تفرح بكل نقد يوجه إلى مقام الشيخ وترحب به طالما أنه يُمِدُّ له في العلو والاتقاد.
ولكنك تبدو مخذولا فزعا وكأنما زلزلت كلماتي اليسيرة في نقد شيخك منك الدعائم والأركان.
وقد فقدت توازنك الروحي وبارحك الرشد العقلي وطفحت على ذاكرتك ملفات العقل الباطن عن الوظيفة ورشحت على قلمك المضطرب المتردد بين أخطاء المنطق وخطايا النحو وخطيئات الإملاء!
المنطق الأصح
والآن فما رأيك إن جئت لك برأي مخالف يعارض رأيك هذا ويناقضه، وهو أن أكثر الناس حرصا على الوظيفة العامة في السودان، هم أقل الناس جرأة على نقد الدكتور الترابي.
وأن أزهد الناس في الوظيفة العامة في السودان، هم أكثر الناس جرأة في نقده، والتنديد بانحرافاته التي وصلت إلى حد الخيانة الوطنية العظمى وتعدته؟!
فالأوائل، وهم المتشبثون بالوظيفة العامة، هم قوم محافظون بطبائعهم، ولا يبغون اقتحام المصاعب ولا مجابهة المخاطر، ويؤثرون السلامة والحفاظ على ما هم فيه من شأن.
وأما الأواخر، وهم من زهدوا في المناصب والوظائف العامة، فهم المتجردون الذين لا تؤثر فيهم الأطماع المادية، ولا يهمهم إلا قول الحق كل الحق، ولا يحدوهم في مسعاهم الوطني الإسلامي الشريف رغَب ولا يفزعهم رهَب.
وبهذا المنطق تتقوض حجج الأستاذ صندل رجب، بل حجته الوحيدة التي يرمي بها في وجه كل من ينتقد الدكتور الترابي قائلا إنه يطمع في شيئ مادي!
ومن الواضح أن الأستاذ بارود وهو يتحفز للدفاع عن الدكتور الترابي لا يملك إلا أن ينفجر غيظا ويبعثر الحُمم بلا رفق. وهو في تلك الحال من الغضب الساخط لا يكاد يعي شيئا مما يقول، ولا يكاد يفهم شيئا مما يقال.
وقد كتب مقاله هذا في الرد علي من دون أن يستبصر أدنى استبصار فيما قلته عن كتاب (التفسير التوحيدي) المزعوم، الذي تتكاثر القرائن التي تشير إلى أنه لم يطلع عليه ولم يلم بمنهجه وفحواه.
فقد ظن أني قصدت أن أغض من قدر الدكتور الترابي العلمي عندما قلت إنه غير مؤهل لتفسير القرآن الكريم.
ولم يدرك أنه لم يكن بقولي ما يفيد أن الدكتور الترابي لا يفقه اللغة العربية وأساليب تصريف القول فيها، أو أنه قاصر من الناحية الفقهية والأصولية التي تشمل أصول التفسير وأصول الدين وأصول الفقه.
بل قصدت أن هذا الشخص هو من الناحية العاطفية إنسان جاف، تغلب على أفقه القضايا العقلية الجدلية (على نهج المعتزلة)، ويضيق كيانه الروحي بالقضايا الوجدانية التي يزخر بها القرآن الكريم.
وشخص لا يتفاعل مع القضايا الوجدانية كما ينبغي، هو إنسان لا يحمل بطبيعته النفسية تأهيلا مناسبا يخوله تفسير آي الذكر الحكيم، الذي يخاطب الكينونة الإنسانية من نواح شتى من بينها المنحى العقلي.
وفي هذا المقتضى كنت صريحا جدا عندما نفيت عن الدكتور الترابي التأهيل الضميري. لأنه انخرط منذ أكثر من عَقد من الزمن في قضايا التآمر على الوطن السوداني الإسلامي، وعلى نموذج الحكم الإنقاذي الإسلامي.
وبالطبع فلا يهمنا أن نعرف رأي الدكتور الترابي في نظام الإنقاذ، وإما كان إسلاميا أم غير إسلامي، فهو شاهد زور، له مصلحة ذاتية في هدم النظام، ولا ينتظر منه بعد أن لفظه النظام إلا أن يدعي أنه نظام غير إسلامي!
ولأن الأستاذ صندل شاء ألا يفهم شيئا مما قلت عن (التفسير التوحيدي) المزعوم، الذي يدافع عنه من دون أن يعطي دليلا على اطلاعه عليه، فقد قال:" فالتفسير التوحيدي كالمرآة فمن غير المعقول إذا نظر فيه الحمار أن يري صورة ملاك، ولكن أن يصدر كل هذا الغثاء من عالم استحق الجوائز العالمية علي خدمته المتميزة للفكر الإسلامي فهذا هو المحير لأولي الألباب!!".
وهكذا وصفني الأستاذ صندل تارة بأني حمار وتارة أخرى بأني عالم جبار.
والحمد لله تعالى أني لست بهذا ولست بذاك.
والحمد لله تعالى فإنني أدري الناس بنفسي، حيث لا أرى في نفسي إلا إنسانا عاديا، يمتهن التدريس، ويكتب أحيانا للصحف اليومية.
ولا امتياز لي في هذا الشأن ولا في ذاك.
ولا شك أن تخبط الأستاذ صندل في بذل الأوصاف المتعاكسة المتضاربة لشخصي مما يكشف الستار عن حالته العقلية والنفسية المهتزة الطائشة، حيث يقول الشيئ ونقيضه، ثم يدعي أن ذلك محير لأولي الألباب، الذين حشر نفسه في زمرتهم بغير استحقاق!
إلى المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان بارود صندل رجب!
محمد وقيع الله
(3من4)
عندما يمسك الأستاذ بارود صندل رجب بالقلم فإنه لا يدري ماذا يكتب ولا ما كتب قبل قليل.
ولذا تسود كتاباته التناقضات الشائنة التي هي شر ما يشين أعمال الفكر والكتابة وأيضا أعمال المحاماة.
وإذا استبعدنا الأستاذ صندل عن مجال الفكر الذي يتطفل عليه وحصرناه بمجال مهنته في المحاماة نقول إن المحامي الناجح هو الذي يتحرى أن تكون حجته مستقيمة وأن تتناسق أقواله ولا يخبط بعضها بعضا.
لأن ذلك يؤدي إلى استبعاد أقواله وشهاداته وبيناته من قبل القاضي الفطن العادل ويخسر هذا المحامي المتخبط موضوع الدعوى.
وهذا هو شأن المحامي الأستاذ رجب معي إذ لا يكاد يقول شيئا عني حتى يعدو عليه سراعا فينقضه نقضا.
أي الدافعين صحيح؟
وقد نقلت إلى القارئ من أقوال هذا المحامي اتهامه لي بأني أسعى وراء منصب تنفيذي بالحكومة وأن ذلك هو دافعي لنقد آراء وممارسات شيخه حسن الترابي.
فاسمعوا إليه ماذا يقول الآن؟
يقول:" أذن (يقصد إذن!) الخلاف الفقهي والفكري هو الذي دفع محمد وقيع الله لهذه الهجمة فأن (يريد فإن!) كان هذا فأن(يريد أيضا فإن!) الاختلاف في العقول والإفهام (يريد الأفهام!) يترتب عليه اختلاف في المواقف والآراء وهذا شئ طبيعي، فقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكانت لهم مدارس مختلفة في الفقه ولا يزال العلماء إلي كتابة هذه السطور يختلفون فيما بينهم في الكثير من مسائل الفقه والفكر والسياسية وغير ذلك من فنون العلم والمعرفة وهذا الخلاف في الرأي فيه أثراء (يقصد إثراء!) للفكر ومدعاة لتلاقح الأفكار وتعارك الإفهام (لا ندري كيف يكون إثراء الفكر قبل تعارك تياراته وتلاقحها؟!) وبالتالي فأن (يريد أيضا فإن!) هذا الخلاف محمود (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية).
ويعلم محمد وقيع الله أن الحوار الغرض منه (الصحيح أن يقول إن الغرض من الحوار هو) الوصول إلي الحقيقة وتحري الصواب بعيداً عن التعصب للرأي والانقياد للآراء الفاسدة وأن من ادآب (يقصد آداب!) الحوار اختيار الألفاظ المهذبة التي لا تسئ إلي الآخرين وفوق هذا فأنه (يريد فإنه!) يلزم تحديد مواطن الخلاف تحديداً واضحاً حتى يتبين أساساً الخلاف (تحرير مسائل الخلاف)".
وطبعا من الألفاظ المهذبة عند الأستاذ صندل أن يصف محاوره بأنه طير وأنه حمار كما قال عني في مقاله المهذب شديد التهذيب!
وبعيدا عن هذا دعونا نسأل هذا المحامي غير النابه: أليس مما يشين مرافعاتك ودعاويك أن تتعارض بهذا النحو الفاضح؟!
فقد زعمت من قبل أن دافعي لنقد الترابي كان غير هذا الدافع، ثم جئت الآن لتستخدم لفظ (إذن) الذي هو من أدوات الإستنتاج وتقول إن دافعي لم يكن ماديا وإنما هو دافع فقهي علمي صرف.
فأي الدافعين هو الصحيح؟!
ويحق لنا أن نسألك: هل أنت واع حقا بما تقول وتدعي؟!
أم أنك حين تمسك القلم تجتاحك عواصفك الغلابة العاصفة، ويضمر عقلك وينكمش إلى الحد الأقصي، بحيث لا يقدر ذهنك على تمييز ما يجري به قلمك على القرطاس؟!
كل ما هنالك أن الأستاذ صندل لا مبدأ له فهو يهجم على خصومه بما يتفق وبالتالي يخسر كل دعاويه حتى وإن كان على حق ولا يكون على حق من لا مبدأ له!
تحالف الشعبيين والشيوعيين
وللأستاذ بارود تعصب فظيع يدعوه لتبرير كل جرائر شيخه الترابي وآثامه الكبار بل وتناقضاته الانتهازية التي أصبحت ميسم أقواله وأعماله ومساعيه.
فعندما ظهر الدكتور الترابي زعيما واعدا في وسط ستينيات القرن الماضي أسهم بعلمه الدستوري المقارن في تزويد الجمعية التأسيسية التي كان عضوا فيها وأسهم بتزويد الحكومة الطائفية بالمبررات الدستورية التي يمكن الاستناد عليها لإصدار قرار بحل الحزب الشيوعي السوداني.
وإلى عهد قريب ظل الترابي يفاخر بأنها كانت أول مرة في تاريخ السياسة على محيط العالم أجمع أن يتم حل حزب شيوعي في وضع ديمقراطي باستخدام بحيثيات دستورية صائبة.
وإلى عهد أقرب بقي الترابي يردد أن أخطر ما واجهته الحركة الإسلامية في تاريخها القديم هو الخطر الذي مثله الشيوعي السوداني.
أما الآن فقد نسي الترابي كل هذا التاريخ وأصبح يخطب ود الشيوعيين ويستعين بهم لتدمير خصومه الإنقاذيين.
ولأننا نتحدث على مستوى المبادئ وحدها، ولا نخوض صراع السياسة، ولا نقبل أن نتمرغ في أوحالها الدنسة، فقد صار لزاما علينا أن نندد بالحلف الشعبي الشيوعي المشؤوم الذي عقده الدكتور حسن الترابي وتعاقد فيه (إسلاميون) وشيوعيون مهزومون منكوبون ليقوضوا به حكم الإنقاذ.
وهذا هو في الواقع أحد أكبر أسباب غضبي على حزب المؤتمر الشعبي المارق وعلى قيادته الاتباعية الخاضعة التي شعارها الدائم: إن أحسن حسنٌ أحسنا وإن أساء أسأنا!
وهذا الموقف المبدئي من طرفي هو الذي طاب لهذا المحامي الذي يحامي بالباطل أن يصوره كالتالي:" يري الدكتور أن تحالف الشيخ حسن وحزبه مع الحزب الشيوعي السوداني ردة تستوجب الرجم فهل يري الدكتور نفس الرأي في التحالف الإستراتيجي بين المؤتمر الوطني الإسلامي السوداني والحزب الشيوعي الصيني!!".
وأقول لهذا المحامي المدعي المفتري إني لم أقل هذا الكلام من حيث الأصل.
ولو كان مصرا على دعواه فليجئني بنصه كما ورد على لساني أو قلمي فلست ممن يلقون القول جزافا، وإني على ثقة من كلماتي التي أقولها مثلما إني على ثقة من طريقي الذي أسير عليه.
ولست أدري إن كان هذا المحامي غير النابه قد درس الشريعة الإسلامية مع دراسته القانون الوضعي أم لا، وإن كان درسها فقد كان يتوجب عليه أن يعلم أن حد الرجم ليس هو الحد الموضوع لعقاب المرتد.
وخطأ مثل هذا لا يمكن أن يصدر عني أبدا، فهذه إحدى المعلومات الأولية في دراسة الدين، ولا يمكنني بحكم دراستي للشريعة بجامعة أم درمان الإسلامية الزاهرة أن أتورط في خطأ شنيع كهذا.
وكل ما هناك هو أن هذا المحامي حين يمارس أعمال الفكر والكتابة متهجما عليها لا يضبط فكره جيدا، ولا يعقله عقلا محكما حتى يعقل ما يكتبه وما يقوله، وكل ما طاف بذهنه الكليل، أو جال بخاطره العليل، ساغ له أن يبادر إلى وضعه على القرطاس، غير مبال برأئ القارئ المدقق بما يهرف به من فوضى القول وزيف الاتهامات التي ينسجها كما يهوى من وساوسه وينسبها إلى خصومه الأبرياء.
وعسى ألا تكون تلك هي طريقته المثلى التي ينتهجها في حقل القانون وعسى ألا يكون ذلك دأبه ووكْده وهو يترافع أمام القضاة.
طبيعة العلاقة
وعودا إلى أصل الدعوى أقول لهذا المحامي المدعي إن علاقة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، بالحزب الشوعي الحاكم في الصين، هي علاقة حكومة بحكومة، ولا يمكن أن تقام علاقة مع جمهورية الصين الشعبية، بدون أن تقام علاقة مع الحزب الشيوعي الصيني.
فالحزب الشيوعي الصيني هو الحكومة الصينية والعكس صحيح.
وهذه العلاقة المتوطدة بين حزب المؤتمر الوطني السوداني والحزب الشيوعي الصيني ليست موجهة ضد حزب المؤتمر الشعبي السوداني، كما هي موجهة علاقة حزب المؤتمر الشعبي بالحزب الشيوعي السوداني ضد حزب المؤتمر الوطني.
وهذا هو الفارق الأكبر بين هذين النوعين من العلاقات، فهي علاقة دولة بدولة، مثل علاقة أي دولة مع أي دولة أخرى، لا يمكن أن تكون محكومة بتكتيكات صغيرة تافهة، كتلك التي تحرك وتحكم تحرك حزب المؤتمر الشعبي للتحالف مع الحزب الشيوعي السوداني ضد حزب المؤتمر الوطني.
ولم يشترط الحزب الشيوعي الصيني على حزب المؤتمر الوطني ما اشترطه الحزب الشيوعي السوداني على حزب المؤتمر الشعبي، حيث اشترط عليه أن يعلن التوبة النصوح فيعلن الندم عن الماضي ويعلن العزم عن عدم الرجوع إليه.
وقد سارع حزب المؤتمر الشعبي إلى قبول الشرط وأعلن – غير صادق – ندمه عن ماضيه وعزمه عن مفارقته والقطيعة معه بحذافيره.
وهذان الفارقان الأكبر والكبير هما الاذان تَعشَى عنهما عينا المحامي الذي لا يحب أن يرى إلا ما يشتهي، ويتعامى عن رؤية ما لا يشتهي أو يتجاهله وكأنه ما كان!
إلى المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان بارود صندل رجب!
محمد وقيع الله
(4من4)
إن كل شيئ إيجابي مفيد في سجلات إنجازات الحركة الإسلامية السودانية لا يتردد أمثال بارود صندل رجب في نسبته تلقائيا إلى شخص الدكتور الترابي.
وهذه مبالغة شديدة في التقدير وخطل وخيم في التقويم حيث لا يرى هؤلاء الأفراد المتعصبون من أتباع حزب المؤتمر الشعبي الشارد في قوام الحركة الإسلامية السودانية وهيكلها العام إلا شخص الدكتور الترابي وكأنه لو لم يكن ما كانت وما قامت لها قائمة.
أين بلاء الآخرين؟!
وإزاء ذلك جاز لسائل أن يسأل: أين بلاء الحركيين الآخرين إذن وأين جهادهم الطويل؟!
وهل يا ترى كانوا مجرد هوامش على فكر الدكتور الترابي وحواشي على سيرة حياته وحركته كما قال كبير غلاة الشعبيين المحبوب عبد السلام؟!
وأين التأثيرت الخارجية الكبرى من مجاهدات الحركات الإسلامية العالمية، ومن فكر مفكريها كالمودودي والقطبيين والندوي وحوى وابن نبي إن اقتصرنا على أمثلة قليلة يمكن أن تتعدد لتضم العشرات بل المئات من العلماء وكبار الدعاة والمفكرين؟!
وأين الدين الإسلامي نفسه الذي صنع الترابي وصنع الآخرين وذلك قبل أن يتخلى الترابي عن درب الدين الإسلامي القويم؟!
ومن عجب فإن هذه الثلة من المتعصبين المهووسين من أتباع حزب المؤتمر الشعبي لا يتشككون في أن الصبغة الإسلامية على الدولة الإنقاذية قد حالت وزالت، وأن هيبة الحركة الإسلامية قد انطوت بخسوف نجم الترابي وهبوطه من مركزالقيادة فيها، ولهذا يقول بارود:" ذهبت الهيبة مع (الصحيح أن يقول من أو عن!) الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ الترابي أما المجموعة الحاكمة فأثرت (يقصد آثرت!) الانبطاح لتأكل الدنيا بالدين وكل أناء (يقصد إناء!) ينضح بما فيه..... أما رفع اسم السودان شامخاً في العالمين كان هذا يوم سادت الحركة الإسلامية وكانت ممسكة بمقاليد الحكم فوثب شباب الحركة الإسلامية استنفاراً (كلمة استنفارا لا داعي لها في هذا السياق!) للجهاد والبناء يد تحمل البندقية وأخرى تبني وتعمر فارتفع اسم السودان عالمياً بالإعجاب من الشعوب المقهورة والتي وجدت ضألتها (يقصد ضالتها!) نموذجا يحتذى به في الانفكاك من أسر التبعية إلي سعة الحرية والانطلاقة فكان رئيس البلاد حيثما حل أقبلت عليه الشعوب تبايعه خارج السودان، حكي لنا أحد الأخوة (يقصد الإخوة!) أنه حضر البيعة التي تلقاها الرئيس في أحدي (يقصد إحدى!) زيارته للسعودية في مدينة جدة عند القنصلية السودانية شاهد (يقصد فشاهد!) هذا الأخ عند تلاوة صيغة البيعة (التي!) شارك في أدائها حتى الشرطة السعودية التي كانت تحرس القنصلية, كانت صلابة مواقف السودان محل أعجاب (المقصود إعجاب!) حتى من الأعداء الذين يئسوا من أزالة (المقصود إزالة!) النظام فأقبلوا يتعاملون معه معاملة الند للند أما اليوم فقد تبدل الحال وسبحان الله مغير الأحوال".
والحمد لله فهذا اعتراف من بارود الغافل بهيبة رئيس الدولة، المشير البشير، وحب المواطنين له، وهو حب ناله بشمائله وفضائله ومجاهداته ومناقبه، ولم يرثه عن الدكتور الترابي ولا فقده يوم تخلى الترابي عنه، بل إنه قد ازداد منذ تخلى الترابي عنه، وتضاعف يوم تكالبت قوى البغي العالمي عليه.
خيانة حزب المؤتمر الشعبي العظمى للوطن
وقد حُظيت هذه القوى الأجنبية الباغية بمساندة حزب المؤتمر الشعبي الأثيم، ونالت الدعم الأدبي من رئيسه ونائبه علي الحاج الذي بشرنا باحتلال وشيك للسودان بواسطة القوى الأطلسية بمقتضى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهي القوى التي تصدى لها الزعيم البشير وأنذرها بأنه سيقود قوى البلاد جميعا في مواجهتها فانجلى تهديدها وانقشع وعيدها.
وهي القوى الأجنبية الباغية التي ساندها حزب المؤتمر الشعبي يوم ساند دعاوى المحكمة الجنائية الدولية التي تطوع حسن الترابي فقدم نفسه شاهد زور فيها ضد البشير، فأخل بواجبات المروءة والوفاء وفقد احترام جميع الشرفاء.
وهي القوى الأجنبية الباغية التي ساندها حزب المؤتمر الشعبي بتقديم العون (المعلوماتي) والأمني المفبرك لمسؤوليها، حيث قام الكثير من كوادر هذا الحزب الباغي بتقديم المستندات والوثائق المزيفة إلى استخباريي السفارة الهولندية وغيرها.
ولا شك أن تربص قوى البغي الغربية الصليبية بالسودان هو مما يبهج أرباب المؤتمر الشعبي، ويعزون به أنفسهم، ويروِّحون به عن أتراحهم، ولذلك يمكن أن نعذر هذا البارود وهو يعزي نفسه وينفث عن باطنه الغيظ بترداد هذا الهراء.
احتراق دار فور
ومن هذا الهراء ما ردده بارود عن إقليم دارفور الذي أحرقه المؤتمر الشعبي مستخدما تنظيمه العسكري الإجرامي المسمى زورا بحركة العدل والمساواة:" جاءت أحداث دارفور والتي زادت الطين بلة, مأساة دارفور التي حركت الضمير الإنساني في العالم كله وحكومتنا تحاول إخفاءها وهي تزيد لهيبها أصبحت وصمة عار علي البلاد ونهجها، فأدخلت البلاد في الأجندة الدولية فأصدر مجلس الأمن أكثر من عشرين قراراً ضد السودان منذ 2003م وحتى الأن (يقصد الآن!) في ظاهرة غير مسبوقة، وتوالت الأدانات (يقصد الإدانات!) من الهيئات الدولية للحكومة السودانية".
وهكذا يبدي بارود فرحه الجم الغامر بتحرشات مجلس الأمن والقوى الغربية المعادية بالسودان، ولا يخفي ابتهاجه باشتعال ملف دار فور دوليا، وهو الملف الذي أوقدوا ناره وأطفأه الله تعالى بالصاروخ الذي اجتاح خليل!
الخمسينية البشيرية
ولم ينس رجب أن يتاجر بموضوع الفساد الذي ابتدر التجارة به شيخه الترابي عندما ذكر في عام 1998م أن نسبة الفساد إلى بضعة عشرة بالمائة.
وقد قال ذلك كذبا واعتباطا، ولم تكن لديه احصاءات موثقة، وما قاله إلا بين يدي خصامه ومفاصلته لتلاميذه، ولولا ذلك لما صدر منه ذاك القول، حيث كان قبل ذلك يتستر على تلاميذه المفسدين ويدافع عنهم؟!
وقد احتذى رجب حذو شيخه في إطلاق القول على عواهنه واتخاذ انسب والأرقام هزوا فقال:" أما الآن وبعد أكثر من أثني (يقصد اثني!) عشر (يقصد عشرة!) عاماً فأن (يقصد فإن!) نسبة الفساد ربما تجاوزت نسبة 90% في أحسن الأحوال ".
وهذه هي طبائع المتطرفين في إصدار الأحكام بلا بينات، ومن عجب أن يتصرف هكذا شخصان ينتميان لمهنة القانون، التي لا يبدو أنهما تعلما منها القسط والعدل، ولو على قوم لهم عليهم شنآن!
وقد توجع الأستاذ بارود كثيرا عندما قرأ مقال الخمسينية البشيرية الذي دعتنا حماقة رباح إلى إعادة نشرها في غير هذا المكان.
وقال في لفظ غثٍّ ومبنى رثٍّ:" فكيف لباحث أكاديمي وسياسي متابع ومقرب من السلطة ينفي وجود الفساد ويصف القادة بالنقاء والشرف، حقاً انقلبت الصور رأساً علي عقب فمن يستعدلها, أن (يقصد إن!) ما ذهب إليه محمد وقيع الله يضعف حجته في مثل نسج العنكبوت ضعفاً ( لا داعي لكلمة ضعفا في هذا السياق!) ولا بصيرة له في وجه الحق والعدل, سنظل نجوس خلال خمسينية محمد وقيع الله حتى نأتي علي آخرها بأذن (يقصد بإذن!) الله.
وقال إن ذلك أمر سهل ميسور بالنسبة له لا يكلفه أدنى رهق:" ولمناقشة الدكتور في هذه النقاط لا نحتاج لكثير عناء في بيان خطل رأيه وبؤس فهمه فالإنقاذ التي يعتبرها نموذج تطبيقي توحيدي إسلامي (يقصد نموذجا تطبيقيا توحيديا إسلاميا!) أوصلت البلاد الي الهضيض فالسودان في ظل هذا النظام التوحيدي الإسلامي تبؤا (الإملاء الصحيح للكلمة هو تبوأ!) مقعد (يقصد مقعدا!) متقدماً في سلم الدول الأكثر فشلاً والأكثر فساداً في العالم!!
ولكنا انتظرناه أسابيع عددا عجز في غضونها عن تنفيذ ما وعد به، فما جاس خلال الخمسينية البشيرية، ولا أتى عليها لا من أولها ولا من آخرها.
ولم يكن بدعا في ذلك، وما كان العاجز الوحيد، فقد عجز وهرب عن التصدي لنقدها من هو أقوى منه فكرا ومنطقا وعارضة وبيانا.
وأنا أعلم كم أحدثت الخمسينية البشيرية في أوساطهم من رجَّة عنيفة، وكم صكتهم بوقائعها الصحيحة، وأفقدتهم صوابهم، وكم (فقعت) بل (فرقعت) مرائرهم، وشوت أكبادهم، وأدمت منهم القلوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.