العبارة أعلاه كانت خلاصة النقاش الذي دار بين إعلامي بارز ومجموعة من طلاب الإعلام عقب إنتهاء حفل التخرج الذي كان أحد ضيوف الشرف فيه .. العبارة رغم قسوتها وكمية الإحباط الذي تحمله إلا أنها لاتخلو من واقعية وقدر كبير من الحقيقة .. لكون الإعلام تخصص مستباح من قبل التخصصات الأخرى بلا إستثناء في ظل غياب التخصص وغياب قانون يحمي خريج الإعلام ويحفظ حقوقه . هل تعلم عزيزي القارئ أن معظم رؤساء التحرير بالصحف السودانية لا علاقة للإعلام بمجال تخصصاتهم الأكاديمية ( هندسة - زراعة - بيطرة - قانون ... الخ ) .. وأن أكثر من ثمانون في المائة من الصحفيين ليسوا من خريجي كليات الإعلام .. بل جذبهم بريق المهنة وسهولة الإنتساب إليها في ظل إنعدام فرص العمل . قبل سنوات دار نقاش حاد بين أكاديميين حول القيد الصحفي المسمى مجازا ب (الإمتحان التأهيلي لمهنة الصحافة) .. حيث يرى الفريق الأول ضرورة إستثناء خريج الإعلام من ذلك الإمتحان والإكتفاء بالجرعات الدراسية التي نالها في الكلية .. بينما يرى الفريق الثاني أن يقتصر الجلوس للإمتحان على خريجي الإعلام فقط أسوة بإمتحان (المعادلة) الذي يجلس له خريج القانون .. تخيل عزيزي القارئ شعور خريج الإعلام وهو يجلس لإمتحان القيد الصحفي داخل قاعة الإمتحان عن يمينه خريج (فندقة) وعن يساره خريج (إلكترونيات) وأمامه خريج (فيزياء نووية) وخلفه خريج (بساتين) .. إحساس بالغبن والظلم فلم تشفع له السنوات التي قضاها في دراسة الإعلام .. وما يفقع مرارته أكثر أنه كان بإمكانه دراسة تخصص آخر (ترجمة – إقتصاد – آثار ... الخ) .. ثم يأتي ويجلس في نفس القاعة ووسط نفس المجموعة المتغولة على التخصص المغلوب على أمره بعد أن يتلقى كورس مكثف في مواد الإمتحان لا يتعدى الإسبوع .. والله فعلا دقسو .