· ركز العديد من أخوتنا الأهلة فيما كتبته بالأمس على الجزئية الخاصة بقائد الهلال والمنتخب هيثم مصطفى. · ولمزيد من التوضيح أود أن أؤكد أولاً وقبل الخوض في تعليقات بعض القراء والرد عليها بأن ما دعاني لكتابة تلك السطور هو مصلحة الهلال التي عندي فوق كل اعتبار، وليس للأمر علاقة بموقف مسبق من هيثم لأنني لم أعود قارئ هذا العمود على إسقاط انطباعات خاصة عبر هذه المساحة العامة، كما أنه لا يجوز أو يعقل أن يحاول صاحب هذه الزاوية أو غيره تشويه صورة نجم خدم ناديه ومنتخب وطنه لأكثر من عقد ونصف. · لكن ذلك بالطبع لن يكون مدعاة لأن نهلل مع المهللين ونبالغ في الاحتفاء سواءً بانتصارات أنديتنا ومنتخباتنا أو نجومنا صغاراً كانوا أم كباراً. · استهل ردودي على قراء مقال الأمس بالأخ (حيران) الذي قال أن الحيرة تتملكه لكاتب عمود يشاهد المباراة من منازلهم، وربما أنك لا تعلم يا حيران أنني أكتب من خارج الوطن بأكمله وليس الإستاد وحده، وعموماً المشاهدة عبر التلفاز لا تعيق جودة التحليل الجيد، بل تتيح فرصاً أوسع لتقديم تحليل هادئ وبعيد عن الانفعال. · الأخ (ميسي) سألني ما إذا كان الهلال يعيش استقراراً أصلاً حتى أخاف عليه من المشاكل، والواقع أنني ذكرت في المقال نفسه أن بالهلال مشاكل عديدة ونحن نريد لها الحل وليس التأجيج ومعنى ذلك أنني لم أزعم أن الهلال يعيش أحسن فتراته خلال رئاسة البرير وبالمناسبة لم يحدث أن زينت للبرير أو غيره أخطاءه عبر هذه الزاوية، بل كنت من أول المنتقدين لكل خطأ كبير وفادح وقع فيه رئيس الهلال الحالي.. كما سألني ميسي عن أسباب استهداف البرير وأعضاء جهاز الكرة للقائد هيثم وأنا نفسي أسأل مثلك يا أخي العزيز عن مصلحة أي رئيس ناد في استهداف نجم محبوب وصاحب جماهيرية كبيرة مثل هيثم! وشخصياً لا أرى سبباً وجيهاً يدفع رئيس ناد لمعاداة أي من نجوم ناديه الكبار أو الصغار، لكن ما يحدث لهيثم في الهلال ساهم فيه هو نفسه فلو أنه تحمس للتدريبات واستمر فيها رغم عدم إشراكه لسهل علينا أمر الحكم فيما يجري، لأنه في النهاية لاعب ويفترض أن يثابر ويواصل تدريباته حتى إن لم يشركه المدرب أساسياً. · الأخ إبراهيم قال أنني أحاول إعطاء القارئ انطباعاً بأن وجود هيثم كان مثل عدمه في مباراة أمس الأول، واستغرب كيف افترضت يا إبراهيم مثل هذا الأمر وأنا قد قلت صراحة بأنني لم أشاهد المباراة ولم أفهم شيئا ًمن التعليق الإذاعي فكيف إذاً أكون قد قلت أن وجود هيثم من عدمه واحد ، مع العلم بأنني أشرت لعكسيته التي سجل منها مساوي وقلت صراحة أنها كانت من الأشياء الجميلة في المباراة.. ومن قال لك أنني محرج يا إبراهيم، فحتى لو تألق هيثم ولعب مباراة عمره وسجل الهدفين بنفسه فليس هناك ما يحرجني لأنني لم أقل في يوم أن هيثم ليس نجماً أو أقلل من مكانته، لكنني أكدت وأعيد وأكرر أن أيام هيثم في الملاعب أضحت معدودة وهذا أمر يحكمه عمر اللاعب وقدرته البدنية وليس أي شيء آخر. · ومن محاسن الصدف أنني شاهدت الجزء الأكبر من تسجيل المباراة وبصراحة لم أر في المباراة ما يستحق كل الضجة التي أثارها المعلقون بالأمس. · فقد لعبنا كرة قدم سودانية بأخطائها العديدة ووفقنا في تسجيل هدفين وحدث ما توقعته تماماً، حيث بدا واضحاً أن الرشيد بدوي عبيد وزميله أيمن كانا يغردان خارج السرب أو يصفان لنا مباراة غير التي شاهدناها اليوم. · فالهدف الأول جاء بمجهود فردي من مهند لأن بلة كعادته عكس في جسم أحد المدافعين ورد ذلك المدافع الكرة لتجد مهند الذي سكن الكرة وسدد سريعاً ليسجل هدفاً جميلاً جداً لكنه لم يأت من جملة تكتيكية بالمعنى. · ولا يفوتني أن أشير إلى أن مهند الذي استفاد من مهاراته الفردية في لقطة الهدف أكثر من التمرير الخاطئ كعادته، وحتى بعد الهدف مباشرة أخطأ في أول تمريرة له، ولهذا نقول دائماً أن مهند موهوب وحريف لكنه كثيراً ما يخطي في التمرير ويلعب بنعومة غير مطلوبة، وهي ملاحظات تستحق من مدربيه الوقوف عندها حتى نستفيد من مهاراته بأقصى ما يمكن. · هيثم نفسه لم يكن بتلك الروعة التي صوروها لنا وقدم شوطاً معقولاً لكنه ليس استثنائياً، وقد توقعت أن يكون أداؤه أفضل من ذلك للاعتبارات التي ذكرتها بالأمس، لكن واضح يا أخوتي أن للعمر أحكامه وهذا ما لا يريد أن يعترف به بعضنا لا لشيء سوى الارتباط العاطفي بنجم تألق طويلاً في ملاعبنا. · لكننا ككتاب رأي لو فكرنا بطريقة المشجعين وكتبنا لهم ما يرضيهم فعلى كرة القدم والرياضة عموماً السلام. · أتفق تماماً مع القارئ سيف وكلامه الجميل بأنه من غير اللائق أن يجد هيثم نفسه بعد كل هذا الركض الطويل في الملاعب في موقف من يحاول إثبات ذاته. · طبعاً لابد لأي لاعب أن يحاول تقديم الأداء الجيد في أي مباراة يخوضها، لكن لا يجدر بأي كائن أن يضع من قدموا الجهود على مدى سنوات طويلة في المواقف الصعبة وما كنا نتمنى أن يحدث كل ما جرى في الآونة الأخيرة، ولهذا السبب عندما بدأت الأمور تسوء في الهلال ناشدت القائد بأن يترجل مع نهاية الموسم المنصرم، لكنه لم يفعل. · آنذاك ربما ظن بي البعض الظنون، لكن بعد كل ما حدث يفترض أن يكونوا قد فهموا أنني لم أكن اسع سوى لمصلحة اللاعب والمحافظة على تاريخه الطويل. · الأخ فيصل الأقرع أقول له حاشا لله أن أسعى لتبخيس عطاء هيثم أو أي كائن يقدم لأي كيان سوداني، لأننا نكتب بفهم محدد ولا علاقة لأمراض هذا الوسط بما نسطره عبر هذه المساحة وعندما أقول أن هيثم سعى لإثبات ذاته وإقناع جمهوره ومدربه فليس معنى ذلك أنني أجرده من حبه لوطنه، فالنتيجة النهائية لإثبات الذات هي تقديم ما يرضي الآخرين ويخدم النادي أو الوطن.. وأقول لك نعم يا فيصل كنت أنادي بأن يلعب هيثم شوط واحد لكن ليس عندما كان في أوج عطائه، بل عندما قل هذا العطاء والحقيقة أن مردود هيثم قل منذ سنوات.. ولو عدت لأرشيف مقالاتي لوجدت أنني ناشدت مازدا نفسه قبل نهائيات غانا بأن يشرك هيثم في شوط والعجب في الشوط الآخر حتى لا يفقد المنتخب الخبرة طوال التسعين دقيقة وفي نفس الوقت لا يبدو كمن ينقص لاعباً. · وقتذاك قلت أن النهائيات ليست كالتصفيات أو مباريات دورينا المحلي وأنها تحتاج للياقة بدنية عالية، وقد فاجأنا هيثم وقتها بأداء ولا أروع ولم نخف ذلك أو نحاول تبخيسه بل كنت من أشد المعجبين بما قدمه الفتى ومنحناه حقه كاملاً، لكن هيثم في نهائيات غينيا والجابون لم يقدم شيئاً يذكر. · و بعد ذلك رأينا هيثماً في الكثير من المباريات غير قادر على مجاراة لاعبين يصغرونه سناً، وهنا أعني بالطبع المباريات الأفريقية وليس المحلية. · نعود لفكرة مازدا نفسها وأهدافه من إشراك هيثم في المباراة التي لا تبدو لي مفهومة، ولم أشأ أن أخوض في هذا الأمر قبل المباراة أو حتى بعدها لأننا نسعى دائماً لتجنيب الناس الفتن، لكن بعدما قاله مازدا بالأمس وجدت أنه لا مناص من الخوض في هذا الأمر. · فقد ذكر مازدا قبل المباراة أنه اختار هيثم لأنه القائد ولأهمية تواجده مع زملائه لكنه لن يشارك في لقاء زامبيا، ثم عاد وقال في المؤتمر الصحفي بالأمس أنهم أشركوه لأنهم شعروا بجاهزيته. · وهذا حديث غير مقنع إطلاقاً بالنسبة لي ، فمازدا كمدرب لا شك أنه يعلم تمام العلم بأن الجاهزية للمباريات التنافسية لا تقاس بالتمارين، ومنتخبنا لم يفعل قبل لقاء زامبيا سوى التدريبات ولم يلعب أي مباراة تجريبية ليقف من خلالها الجهاز الفني على جاهزية هيثم الذي تغيب عن المشاركة مع ناديه لفترة ليست بالقصيرة. · قال مازدا أيضاً أن هيثم ثروة قومية وهذا حديث ليس لدينا حوله أي شك، لكن أين كان هذا الكلام الجميل يا مازدا وأنتم تتخطون هذه الثروة القومية في الاختيار في المرة السابقة رغم أنه كان يقدم مع ناديه مباريات رائعة حينها! · أليس أنت نفس مازدا الذي رفض ا اختيار هيثم في المرة الماضية وبدأتما أنت وهو سجالاً عبر الصحف قبل أن ينقطع فجأة ودون أن نفهم حقيقة الأمر! · هذا الوسط مليء بالمصائب والتناقض أخوتي القراء ولأن قلوبنا على الكيانات نكتب أحياناً ما لا يرضيكم في المدى القصير، لكنه سيفيد على المدى البعيد وهذا هو الأهم عندنا. · اختياراتكم يا مازدا غربية وغير مفهومة المرامي في أحيان كثيرة. · ونسأل أين فريد محمد نجيب الذي وقع ا اختياركم عليه في مرة سابقة وأشركتموه في خانة الظهير الأيمن رغم أنه لاعب وسط متقدم وقد رأينا جميعاً تألقه مؤخراً مع أهلي شندي في المباريات الأفريقية، فكيف يقع اختياركم عليه قبل أن يخوض هذه المباريات القوية وتتخطونه بعدها! · قال مازدا في المؤتمر الصحفي أيضاً أن المنتخب الوطني صار مرغوباً للمباريات الودية في البرتغال وفرنسا، وأضاف أن ذلك غير ممكن لعدم توفر الإمكانيات!! · كلام في منتهى الغرابة ولا يشبه رجلاً مثلك يا مازدا. · فأنت مدرب مؤهل أعلى تأهيل وخريج جامعي ولو أن هذا الحديث خرج من فم فاقد تربوي ( وما أكثرهم في وسطنا الرياضي) لما قلنا شيئاً. · أما أنت فلم أتوقع منك والله كلاماً بهذا المستوى. · فلا يعقل أن يكون المنتخب مطلوباً وفي نفس الوقت يتحتم عليه توفير الإمكانيات لخوض المباريات الودية في البرتغال وفرنسا! · وهل نفهم من ذلك يا مازدا أن ريال مدريد عندما يأتي كناد مطلوب للعب في الكويت مثلاً ترتب عليه دفع تكاليف مباراته فيها؟! · أو أن برشلونة عندما لاعب الأهلي القاهري في مصر طلب منه أهل مصر دفع نفقات رحلته إلى القاهرة؟! · معلوم يا كوتش أن الأندية والمنتخبات المطلوبة للتباري الودي هي التي تحظى بضيافة كاملة دون أن تدفع مليماً واحداً، فكيف طاب لك أن تستفز عقولنا بهذا الشكل يا كوتش؟!