كلام الناس *لانملك الا ان نعبر عن حزننا لفشل المفاوضات بين وفدي حكومتي بلدي السودان التي استؤنفت وسط اهتمام محلي واقليمي ودولي واستمرت حوالي العشرة ايام في اديس اببادون ان يتم الاتفاق بينهما. *حزننا ليس بسبب فشل المفاوضات التي ندرك انها ستسأنف في وقت لاحق طال الزمن ام قصر وانما يحزننا استمرار معاناة المواطنين في الشمال والجنوب جراء تشاكس الحزبين الحاكمين في دولتي السودان دون احساس صادق بمعاناة مواطنيهم المتفاقمة بسبب هذه الخلافات التي القت بظلالها السالبة على الوضع الاقتصادي في البلدين. *للاسف لم يعد كلامنا يجدي بعد ان وقع الفأس على رأس المواطنين وستستمر معاناتهم بلا حل جذري مهما اجتهد رجال الحكم والاقتصاد في البلدين في معالجة الاثار الاقتصادية دون معالجة كلية للمشاكل القائمة بينهما وبسببهما. *ان محاولة علاج الازمة الاقتصادية في بلدي السودان دون معالجة الاسباب التي وراء ها اشبه بعلاج الصداع بمسكن الالم دون تشخيص ومعرفة لاسبابه التي قد تكون خطيرة ‘ لذلك لابد من معالجة الاسباب ذاتها وليس العرض الخارجي لان ذلك يعني استفحال المرض دون علاج جذري. *لذلك لم نمل القول بان مشاكل البلاد متداخلة وانه لامخرج للبلاد الا بالمعالجة الكلية التي تحقق الحل السياسي الشامل الذي يوقف التشاكس بين الحزبين الحاكمين ويعالج حالة الاستقطاب السياسي الحاد في كل بلد ‘ وانه ما لم يتحقق السلام الشامل العادل ستتفاقم المشاكل الاقتصادية والامنية وبالتالي ستتفاقم معاناة المواطنين. *ان محاولة فرض اجندة حزبية مثل الخارطة التي قدمتها حكومة الجنوب متضمنة منطقة هجليج -حسب تصريحات وزير الدفاع - من شانها عرقلة مسار المفاوضات التي قلنا من قبل ان المهلة المحددة لها كبيرة ‘ وان الاوضاع في البلدين لاتحتمل اية مماطلة ‘ كما ان استمرار النزاع المسلح ليس في مصلحة اي طرف بل انه يهدد بتداعيات وخيمة على البلدين وعلى المنطقة المحيطة. *ما زلنا نعول على ارتفاع صوت العقل واحداث اختراق ايجابي للمفاوضات التي نرى ضرورة استئنافها ‘ اختراق ايجابي ييسر مهمة الوساطة الافريقية والامم المتحدة ويستهدف معالجة اسباب النزاعات قبل استئناف المفاوضات التي نري ضرورة استعجال قيامها بروح ايجابية بعيدا عن الاجندة والاطماع الحزبية التي اضرت بالمواطنين في الشمال وفي لجنوب.