لقد إنتظمت قيادات و منسوبى الحزب القومى السودانى بالخارج فى إجتماعات مكثفة بدءا من منتصف العام المنصرم فى كل من أمريكا ,بريطانيا,الخليج و أستراليا عبر وسائل مختلفة من الأتصالات السمعى و البصري أو كليهما, بغية فض الغبار و ترتيب دولاب العمل السياسى و تهيأته لمراودة دوره الطليعى على الخارطة السياسية السودانية. إستطاع الأعضاء فحص العديد من الملفات و إرجاء بعضها لتعقيدات جمة تحيط بها. و إقترب الأعضاء من تسمية ممثليهم فى الدول المختلفة. واحدة من الملفات المهمة و الصعبة كانت إرسال قياديين من الخارج للسودان لتهيئه مناخ العمل و العمل على رأب الصدأ الذى خيم على جدار الحزب و المهمة الكبرى محاولة الوفاق لعناصر الأحزاب النوبية المختلفة و جعلها تنعتق فى بوتقة واحدة.فكان مثار جدل كبير أخذ وقتا خاصة عندما نما للداخل الحراك الذى دأب و إنتظم أروقة الحزب بالخارج,هناك من مؤيد و آخر معارض للفكرة لكن الجدية كانت الغالبة للأختراق و فعل شئ. بينما نحن مهمومون بإنجاز العديد من الملفات و إصرار البعض على تخطى ملف العلاقة مع الحركة الشعبية و الحرب الدائرة فى الأقليم الجريح و ما تمخض عنها من معاناة و فقد الأرواح برزت قضايا أخرى ملحة و و إحتلت حيزا من العمل الدؤوب,ملف العلاقة مع الحركة واحد من ملفات كثر تحتاج لصبر و إحتمال و سعة أفق و تحليل إستراتيجى جيد و أهم من ذلك الأمساك بقواعد اللعبة. تزامنت إجتماعات الحزب بالخارج مع دعوة من الحكومة السودانية تمثلت فى شخصية رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر و ضوءا أخضر من القيادة االسياسية العليا للبلاد لدعوة قيادات أبناء النوبة السياسية بالخارج أولا لزيارة السودان بعد غياب دام أكثر من عقدين,ثانيا للتفاكر حول مآلات ديمومة السلام,ثالثا التفاكر و التشاور حول الوضع الراهن و رابعا ما هى الحلول لأستدامة ثقافة السلام و نبذ العنف.هذه هى المحاور التى تمت بموجبها الدعوة و تولت الأبنة عفاف تاور المسؤلية الجسام فى تحقيق فرصة و تنفيذ هذه الدعوة لألتئام القاعدة مع قيادات االحزب العائدة للداخل لللأسهام فى تحقيق السلام و دفع عجلة التنمية التى إنتظمت الأقليم التى كانت و ستكون لقائد الحركة الشعبية شرف تحقيقها إبان الشراكة الذكية مع المؤتمر الوطنى. الزيارة فى شقها المرئى زيارة للوقوف على فرص التنمية بالسودان عامة و جنوب كردفان على وجه التحديد و فى جوهرها الأعتراف أن لأبناء النوبة قضية كباقى قضايا السودان المختلفة يمكن أن تحل عبر الحوار و التفاوض المباشر مع أبناء النوبة.إذا الباب مفتوح لمصراعيه أن يضع أبناء النوبة رؤاهم و قضاياهم منضدة الحوار و النقاش. لقد أحدثت الزيارة أختراقا كبيرا و مهما و حراكا سياسيا منقطع النظير تفاعل معه كل مكونات الشعب السودانى عامة و أبناء النوبة خاصة و تبنوا القضية بأنها قضىة الشعب السودانى بأكمله و ما اللقاءات المفتوحة و الندوات العامة إلا دليلا لذلك و أفرزت لا للحرب و نعم للسلام. إبتدر الأعضاء الثلاثة أزرق زكريا خريف الأمين العام للحزب و عضو هيئة القيادة بالتجمع الوطنى الديمقراطى إبان المعارضة عن دائرة الدلنج ,أمين بشيرفلين وزير السياحة و الفنادق فى عهد الديمقراطية الأخير و عضو المكتب التنفيذى التجمع الوطنى الديمقراطى إبان المعارضة, عن دائرة سلارا و محمد أبوعنجة أبوراس نائب رئيس الحزب القومى السودانى القيادة الجماعية و رئيس الكتلة البرلمانية لنواب القومى بالجمعية التأسيسية و رئيس لجنة المغتربين و العاملين بالخارج عن دائرة كادوقلى.لقاءا مع السيد رئيس المجلس الوطنى إبراهيم أحمد الطاهر صاحب الدعوة و من ثم لقاءا مع مساعد رئيس الجمهورية د.نافع على نافع و نائب الرئيس الشؤون الحزب بالمؤتمر الوطنى, تبعه لقاءات مع والى الخرطوم و وزراء إقليميين بالعاصمة و أحزاب سياسية و قيادات و رموز فاعلة.الجدير ذكره هنا أن فتحت الحكومة أبوابها و تسهيلاتها ليتعاطى الوفد مع المكون المحلى من قطاعات الشعب المختلفة عبر اللقاءات المختلفة الجماعية منها والفردية خاصة أبناء النوبة بالأقاليم المختلفة.من ثم تحرك الوفد لولاية الجزيرة ومنها لولاية النيل الأبيض من هناك لولاية جنوب كردفان كادقلى,الدلنج و تالودى عودة من الجبال نحو الشرق حيث ولاية كسلا,القضارف ثم البحر الأحمر حيث تتواجد قبائل النوبة بتلك الولايات بكثافة حيث تمكن الوفد من السماع لمختلف الآراء و الأفكار من المواطنين فى مناطق السودان المختلفة إذا شملت الزيارة معظم ولايات السودان عدا ولايات الغرب. هذه الفرصة التاريخية مكنت الوفد من التفاعل مع قطاعات الشعب المختلفة فى مناطقها و التى أبدت تفهما و إنسجاما مع الطرح العام للوفد بل تعانقت الرؤى بإجابية و تطابقت مضامينها كتابة و سماعا جلها تصب فى زيادة الحراك الذى عطر سماء الولايات المختلفة.أيضا تمكن الوفد من الرد على الأتصالات الكثيفة من مدن السودان المختلفة الذين لم تسنح لهم فرصة الألتقاء بالوفد أهمها قيادات الحركة الشعبية الوسطى التى أبدت تفهمها و رغبتها التفاعل مع هذا الحراك و تم الرد على رسائلهم التى عكست محاولة إنهاء أو قف الحرب لأمداد المحتاجين بمؤن غذائية. هذه الزيارة مكنت الوفد من الأحتكاك بالقواعد عن قرب و تفهم حاجاتم و أنهم ممثليين للشعب إبان حكم الديمقراطية الثالثة. خلصت الزيارة بعد الحراك مع قطاعات الشعب المختلفة الرسمية منها و الشعبية بمبادرة جاءت فى خمس بنود سنوافى أعضاء الحزب و مؤيديه و القراء بتفاصيل المبادرة فور تملكنا نسختها و على التو تلقيت بالهاتف بنود المبادرة و هى 1 التأكيد على وحدة الوطن و سيادة الدولة 2 ضرورة قيام الحوار النوبى نوبى و حق كل الكيانات إدارة حوارات داخلية تؤسس لحوارات أصحاب المصلحة بولاية جنوب كردفان 3 ضرورة التأكيد على الأيقاف الفورى للحرب و الأسراع فى خطى السلام 4 التأكيد على الوقف الفورى النار بين الطرفين 5 إعلان عفو عام لكل منةحمل السلاح مع ترتيب الضمانات المصاحبة لذلك 6 فتح ممرات آمنة لغرض عودة المواطنين إلى قراهم و تقديم العون الأنسانى و الأغاثة الازمة لهم مع تأمين القرى 7 التأكيد التام على طرح الحقائق المجردة للرأئ العام بالخارج بكل مكوناته عن الأوضاع بالسودان