· تعاقد مجلس المريخ مع البرازيلي ريكاردو بفهم أن الرجل عمل لسنوات في بلدنا وهو يفهم ظروف الكرة فيها. · والواقع أن الأهلة طوال فترة ريكاردو الناجحة مع ناديهم كانوا مختلفين حوله. · فهناك من كانوا يرون أنه مدرب ناجح وفر له مجلس صلاح إدريس بيئة عمل جيدة ولم يتدخلوا في عمله فتمكن من تحقيق انتصارات هامة مع النادي. · وهناك من ظلوا يرددون أن ريكاردو وجد فريقاً جاهزاً ومنسجماً لذلك كان من الطبيعي أن يحقق تلك النتائج. · لكن الشيء الأكيد بالنسبة لي على الأقل هو أن ريكاردو رجل شديد الخوف وما يدعم رأيي هذا اعتماده على 13 لاعباً فقط طوال فترته مع الهلال. · واليوم بعد أن عاد الرجل لبلدنا للعمل كمدرب للمريخ بدا واضحاً أنه قد استفاد من فترته السابقة مع الهلال فقط في معرفة نفسيتنا كسودانيين، كما يبدو أنه فهم جيداً طريقة عمل مجلس المريخ. · فقد اعتدنا كثرة التصريحات من ريكاردو في الآونة الأخيرة وهو ما لم نر شيئاً منه طوال فترته مع الهلال. · التصريح الأخير لريكاردو عن دفاع الهلال جعلني أصفق يداً بيد. · فهو تصريح لا يشبه مدرباً محترفاً مثله. · لو جاء مثل هذا الكلام من كاتب رأي من تلك الشاكلة التي لا تختلف عن المشجعين في شيء لقلنا أنه نوع من الحرب النفسية وتفهمنا الوضع. · لكن أن يصدر مثل هذا التصريح من مدرب محترف فهو ما يستدعي الوقوف أمامه طويلاً. · فهو تصريح يؤكد على خوف الرجل مما هو آت بعد أن شاهد احتجاج جماهير المريخ الشديد في الفترة الماضية. · وبالمطلق لا أستطيع أن أفهم أن يصرح مدرب محترف بثغرة يراها في فريق منافس. · دفاع الهلال به بعض المشاكل نعم، وهو شيء أدركه ككاتب رأي مارس الكرة ويفهم فيها بقدر معقول، وقد كتبت عن ذلك من قبل. · لكن ثمة أسئلة تطرح نفسها بالحاح عندما يقول ذلك ريكارد أولها: ألم يكن من الأفضل لريكاردو أن يحتفظ بهذه المعلومة لنفسه ويبني عليها في صمت حتى يتسنى له هزيمة الهلال؟ · والسؤال الثاني: ماذا عن دفاع المريخ وهل هو متماسك إلى الدرجة التي تملأ مدرب الفريق ثقة فيه؟ · أما السؤال الثالث فهو: هل هجوم المريخ بالقوة التي تمكنه من استغلال ضعف دفاع الهلال؟ · صحيح أن هجوم المريخ به لاعبين جيدين، لكنهم لا يسجلون كثيراً وفي آخر ثلاث مباريات ظلت الأهداف تأتي من قدم النجم الخلوق والموهوب أحمد الباشا. · وفشل مهاجمي المريخ في الوصول لشباك خصومهم مرده لجملة أشياء منها على سبيل المثال طريقة اللعب، أما بقية الأسباب فلن أفصح عنها لأنني لا أتمنى فوز المريخ في مباراته القادمة أمام الهلال وحتى ننتظر لنرى ما سيفعله ريكاردو. · ولا أتمنى فوز المريخ هذه أرجو أن تُفهم في سياقها الصحيح، فقد عرفني الكثير من القراء ككاتب أزرق الهوى. · إذاً هو ليس حقداً كما خيل في مرة سابقة لقارئ غير قادر على التمييز بين الأشياء، فالمريخ عندما يلاعب منافسين خارجيين يجد مني كل التشجيع والمؤازرة لكن طبيعي ألا أتمنى فوزه على الهلال تحديداً، وأقول ذلك للتأكيد بأن الرياضية تنافس شريف ومحبة وليس حقداً وكراهية. · دفاع الهلال به مشكلة في الطرفين، لكن المريخ نفسه يعاني من مشكلة شبيهة فهو يضم في نظري طرفين من أضعف لاعبي الكرة عندنا وهو رأي عبرت عنه مراراً. · أما إن أراد بعض المريخاب تصديق مقولات من نوع " بلة جابر فاكهة المريخ" فليكن لهم ما يريدون. · لكن ما أدركه جيداً هو أن بلة والزومة أفضل من يعكسان الكرات على الشباك الخارجية أو في أقدام مدافعي الفرق المنافسة في أفضل الأحوال. · وهذا رأي شخصي قد يقتنع به البعض ، بينما يرفضه آخرون. · لكن الخلاصة أن الفريقين لديهما مشكلة في الدفاع، بل أن كل الأندية السودانية تعاني من هذه المعضلة وهذا أيضاً كلام رددته كثيراً عبر هذه الزاوية. · إلا أن تصريح مدرب المريخ ريكاردو بذلك من شأنه أن يقلب الطاولة على رأسه ويدفع كل مدافعي الهلال لأداء مباراة عمرهم أمام فريقه. · المدرب الحصيف يا ريكاردو هو الذي يقلل من تصريحاته الإعلامية. · ومن يجاري منهم إعلامنا الرياضي المتعطش دائماً للإثارة سيؤذي نفسه قبل ناديه. · واضح أن المستر ريكاردو مرعوب مما يحمله له مقبل الأيام. · لا أقول إنه خائف من مباراة الهلال تحديداً، لكنه تائه وغير قادر على التركيز ولهذا صار كثير التصريحات. · والأفضل له ولأي مدرب هو أن يعمل في صمت ويعرف كيف يستثمر قدرات لاعبيه واللعب على تغرات الخصوم. · فليس هناك فريق كرة ليس به ثغرات ليس في السودان وحده بل في كل العالم ، لكن المدرب الشاطر هو الذي يعرف كيف يستثمر هذه الثغرات. · عموماً ما زلت عند رأيي بأن كرة القدم تحتمل كل الاحتمالات وكل الذي نريده أن يلعب الهلال والمريخ كرة قدم حقيقية وممتعة تليق بهما كأكبر ناديين في البلد. · وبعدها إن تمكن ريكاردو من استثمار ضعف مدافعي الهلال وتغلب عليهم سأرسل له أحر التهاني عبر هذه الزاوية. · وإن أفلح غارزيتو في مواصلة انتصارات الأزرق وتغلب على الند التقليدي نتمنى من ريكاردو أن يعترف بذلك ويبحث عن الطريقة التي تمكنه من معالجة المشكلة الفنية في فريقه. · وفي الختام أقول لريكاردو عد لصوابك يا رجل وكن احترافياً في التعامل مع عملك ودع عنك الفرقعات الإعلامية لأنها لن تعينك على أداء عملك بل ستصرفك عنه وتعقد عليك المهمة أكثر.