لم يدرى طلاب نيالا الذين قضوا فى محرقة النظام البربرى انهم سيكونون ضحايا النظام فى ذلك اليوم التى انطلقت فيها المظاهرات المطالبة باسقاط النظام فقد خرجوا يسيرون على اقدامهم من منازلهم وعادوا الى منازلهم على اكتفاف الرجال تتساقط دموع اسرهم والحزن الثقيل يغيم على المشهد وما بين انهار الدم فى نيالا التى سالت وانهار الدم فى كتم ومعسكر كساب وفتا برنو ما يجمع بينهم انهم مدنيون قتلوا بالة النظام الوحشية . ان القتل هى سمة النظام ويعمل على ذلك بشراحة ولا يمر يوم الا ويسقط قتلى ونشرات الاخبار تتصدر ذلك وتعود اخبار دارفور من جديد الى قلب الاحداث العالمية ليس بحدوث سلام ولا استقرار لكن باكثر وحشية ودموية فى القتل فى مشهد يوضح مدى عمق الازمة وان شروط حل المشكلة هى نزع السلاح من المليشيات التابعة للحكومة التى عاست فساداً فى الارض ومحاسبة كل المتورطين فى قتل المدنيين العزل وتقديمهم الى المحاكمات لاحقاق الحق والعدل ثم ياتى السلام والاستقرار ودون ذلك النتيجة معروفة هى مزيد من القتل والتشريد وان الاتفاقيات التى تم توقعيها لحل ازمة الاقليم تحوى بنود رنانه لكن العبرة بالتنفيذ . فالاحداث المؤسفة التى حدثت بحق الابرياء العزل فى كتم ومعسكرات فتا برنو وكساب توضح ان عقلية النظام هى ذاتها لم تتغيير ولم تتبدل فالقائمون على ادارة شؤون المواطنين كانما يريدون ان يثبتوا للحكام المطلق بانهم اكثر قمعاً ودموية وبالتالى هم الاجدر على تسلم دفة الامور والمضي قدماً نحو المخطط المرسوم لاسقاط المزيد من الضحايا وتشريد من تحصل على بصيص امل من الطمأنينة التى تحاول ان توفرها تلك القوات الاممية التى عجزت عن حماية نفسها مع ان تفويضها يسمح لها بالتدخل للدفاع عن المدنيين العزل فالنازحين المدنيين قتلوا على مرمى من بصر القوات لكنها لم تحرك ساكناً . الى متى يستمر هذا العبث بارواح الابرياء الذين فروا من جحيم النظام الدموى هذا الوضع لابد وان يحسم لصالح الضحايا الذين شردهم النظام والياته القمعية التى تطارد المدنيين فالثورة التى انتظمت البلاد كافية باسقاط النظام وتغييرة ، والقتل الوحشى الذى يستخدمه النظام ضد المدنيين العزل الا دليل على افلاسه وفقدانه الشرعية والمشروعية التى تبرر بقائه فدماء الابرياء التى سقطت فى نيالا وكتم ومعسكر كساب وفتا برنو والعديد من مدن وقرى دارفور الذين راح الآف الابرياء ضحايا للنظام بالاضافة الى الضحايا فى جبال النوبة والنيل الازرق والشرق والشمال لن تروح حدراً فاللحظة الحاسمة اقربت .