مضى عام ونيف بين الاجتماع الاخير الذى عقدته الحركة الشعبية بالجبال فى قاعة الشهيد ( يوسف كوة ) ولمدة اسبوع كامل من 21 _ 28 أغسطس واجتماعها السابق الذى كان بتاريخ 16/5/2011 قبل ان يخرق الممؤتمر الوطنى العهود والمواثيق ويشن حربا خاسرة ضد المواطنين فى جنوب كردفان ، ومع ان الحركة الشعبية لم تغفل عن سلاحها لأنها خبرت حكومة البشير جيداً وتعرف ان الغدر جزء من تركيبتها الا ان الحركة مضت فى انفاذ برامجها للعمل مع الجماهير فى الشمال سواء فازت فى الانتخابات او لم تفز وتم فك الارتباط بين الحركة الشعبية الجنوبية والشمالية بتاريخ 16/ 5/ 2011 واصبحت مستقلة سياسياً وتنظيمياً ومالياً ولقد صرح بلبل الحركة الشعبية المغرد الاستاذ ياسر عرمان فى تلك الفترة (( اننا سنمضى للمؤتمر العام لحزبنا وسنقوم بتغير الشعار والرموز ولدينا لجان تبحث رؤية متسقة لمخاطبة قضايا شمال السودان وسياستها الخارجية والعلاقات الاقليمية والدولية ولدينا لجنة لتوفير الموارد ونحن هنا لنبقى ونخدم مصالح الشمال . لقد حان الوقت لفتح جميع قضايا الشمال وسوف نطرح قضايا المواطنة بكل ابعادها ويجب ان لا يكون هناك استقطاب عربى افريقى ولكن يجب ان يظهر الوجه الافريقى فى دولة الشمال لأن الشمال سوف يظل القلب النابض لافريقيا )) وهذا الخطاب الملتزم لم يعجب الحكومة فأسرعت باشعال الحرب ، اذن عندما تحدثت الحركة فى محادثها الاخيرة فى اديس بانها تريد بحث كل القضايا الراهنة ،دارفور ، السدود ، الشرق وليس فقط مشكلة جنوب كرفان والنيل الازرق فهذا التزام قديم وليس موقف تفاوض تكتيكى كما يعتقد الدكتور كمال عبيد . دارت رحى الحرب وبالطبع توقف تنفيذ هذا البرنامج مما حدى بى لكتابة مقال بتاريخ 29/10/2011 بكل من (سودنايل ) و(سودانيز اون لاين ) تحت عنوان لنطوى علم دولة الجنوب ومما جاء فيه ( واعتقد انه آن الاوآن لتصميم علم الحركة الشعبية الشمالية فلم يعد من المناسب استعمال العلم القديم الذى يخص دولة اخرى ، حزب الامة له علمه المميز بالحربة والوطنى الاتحادى لا زال يرفع علم الاستقلال والحزب الشيوعى بشمسه الحمراء ) وها هى القيادة تفى بوعدها فى المؤتمر المنعقد قبل ايام حيث دشنت العلم الجديد وهو لوحة تشكلية جميلة ذات قراءات متعددة ويحمل الالوان الابيض والاحمر والاسود والازرق والاخضر ويمكن ان يشير بالتوالى للسلام والدم والتضحيات وافريقيتنا ونهر النيل واراضينا الخصبة اما النجمة الصفراء فهى الهادى للثورة وتطلع دائم تسعى اليه . هذا وقد دعت القيادة لاعتماد هذا العلم فى الداخل والخارج بديلاً للعلم السابق اما بالنسبة لتغير اسم الحركة الشعبية فقد ذكر الاستاذ ياسر فى المؤتمر السابق مايو 2011 ان تغير الاسم متروك الى اللجان وان كل شى يتم بطريقة ديمقراطية . لقد ذكرنا دائماً ان على الحركة الشعبية الشمالية ان تكون اكثر شمالية حتى لا ينظر اليها كأنها جسم غريب مع التمسك بافكار ومبادئ السودان الجديد وادبيات الراحل العظيم د. جون قرنق والعمل على علاقات متميزة مع جمهورية جنوب السودان ونأمل فى تطويرها لكونفدرالية . وفى لفتة بارعة وتقديراً لتضحيات وصلابة مناضيلها فى الداخل وانهم دائما فى الصف الاول فقد قرر المجلس القيادى المطالبة الرسمية بضم سبعة من الرفاق لمحادثات اديس ابابا وكلهم كانوا من المعتقلين السياسين وهم ، ازدهار جمعة ، عمر فضل ، علوية كبيدة ، عبد المنعم رحمة ، خالد درجة ، عثمان ادروب ، نعمات جماع . كذلك سوف تجرى الحركة الشعبية مشاورات مع قوى الاجماع الوطنى ولاسيما الاحزاب المعارضة التى شاركت فى انتخابات المنطقتين، ضف لذلك فان الحركة سوف توسع وفدها التفاوضى باشراك ممثلين من المناطق المحررة ودول المهجر وخبراء وفنيين متى تطلب الامر ذلك . نهنئ الحركة الشعبية بانجاز مؤتمرها فى هذا الظرف الدقيق وقد اثبتت مرونتها وديمقراطيتها ومحاولة اشراك كافة قواعدها فى قراراتها والنصر وشيك