يعلم الجميع هنالك دول لا دخل لها تقوم بجذب الاستثمارات الخارجية لتنمية مواردها الداخلية فتزخر خزائنها بالمال الوفير أما الحالة السودانية فهي عكس ذلك تهرب الاموال من الداخل الى الخارج بهذه الصورة حتما ستخلوا الخزينة العامة من الاموال وهذا ما حصل للسودان أخيرا حيث تم إعلان إفلاسه
وسبق ذلك الافلاس هجرة العقول السودانية التي نراها مصدر تنمية في بلدان مجاورة حيث تم تدريب كل هؤلاء في السودان بالاموال السودانية وعند حصاد منافعهم قد تم تقديمهم في أطباق من ذهب لدول أخرى حيث حصدت خيرات خبراتهم دون صرف او تعب عليهم في دراستهم سابقا حيث هؤلاء تدربوا من أموالهم أهاليهم سابقا او من صرف الدولة السودانية عليهم فهذا يعتبر دين لم يرد للخزينة السودانية وبهذا لا نعلم أين موقع إعراب مراكز البحوث والدراسات السودانية من هذا الهروب والتبذير للدولة واخرها قال مسؤل تنظيم شئون العاملين بالخارج يوميا يصدروا عدد ثلاث ألاف تأشيرة خروج اذا كان هذا الخبر صحيح يعني شهريا يخرج تسعون الف سوداني وسنويا تفقد البلد ثلاث مليون وستمائة من خبرائها
في سبعينيات القرن المنصرم حيث كانت هناك هجرة داخليه من الاقاليم الى الخرطوم فرأت أحدى الشاعرات ما يطلق عليها بالحكامة غالبية أبناء القبيلة قد هاجروا ولم يبقى لها ما يحمي حمى الديار فقالت (درب الخرطوم سدوا ما خلى لي والي سكنوا الديار غادي وفقعوهم التسالي ) معنى قولها بأن يغلق الطريق المؤدي للخرطوم حتى لا يهاجر شباب أهلها نرجع لتخزين الاموال الخارجية حيث هناك دول لا دخل لها كماليزا قامت باستثمار أموال الجهلاء التي تخزن فيها وبدون إعطاء أي فوائد فحال ماليزا كحال جدي لابي حيث كان في زمانه يمتلك ثروة كبيرة من الماشية وفي كل موسم خريف يبيع عدد كبير من ذكور الابقار ولعدم وجود بنوك في زمانه حيث إنه يخزن فلوسه لدى أحد التجار بحسب قول جدي إن التاجر هو صديقه وعندما ياتي جدي الموسم القادم ويذهب للتاجر حيث يقوم التاجر بأكرام جدي ويزبح له ذبيحة فجدي يقوم بتمجيد ذلك التاجر صديقه ولا يعلم بأن صديقه التاجر أستغل أمواله لحول كامل في التجارة ودون إعطائه أي فائدة ربح فهذا كان حال جدي في زمانه فما حال جدودي الحاكمين اليوم في القرن الواحد وعشرون وهم كما يقولوا متعلمين ألا يعلموا بأن تلكم البلدان التي يخزنوا فيها أموالهم تقوم بتقليبها في التجارة العالمية وأين موقعهم من الارباح لهذا فعودة الاموال السودانية من الخارج لتخزن وتستثمر داخليا أخير واحسن مليون مرة لكي يستفيد منها أهل الداخل في تقليب التجارة حتى وإن لم يعطوا منها نقدا وهي في الغالب أموال خاصة بالشعب فيجب أن ترجع له لكي تعمر البلد داخليا ويستفيد منها المواطن البسيط وشكرا / باخت محمد حميدان