تفيد أنباء وردت من بورتسودان انه في الاسبوع الماضي تمكن عدد من القيادات السياسية االبجاوية ومن اسر شهداء مجزرة بورتسودان تمكنوا من لقاء وفد من السفارة الامريكي برئاسة القائم بالاعمال لشرح الاوضاع المأساوية التي يعاني منها البجا منذ عصور دون ان توليها الدولة اي اهتمام وعن احداث الساحة السياسية السودانية. أكدت مصادر اشتركت في اللفاء ان الصراحة والوضوع من كلا الجانبين كانت سائدة في الاجتماع. رحبت القيادات البجاوية بالضيوف الكرام واعربوا عن تقديرهم للاهتمام الذي توليه السفارة تجاههم. ابدي الوفد الزائر اهتمامه بالاوضاع الانسانية السائدة في البحر الاحمر وابعاد تطبيق اتفاق الشرق وبوجهة نظر مؤتمر البجا لما يجري علي الساحة السياسية من احداث.
بداية ابدي اول المتحدثين من طرف القيادات البجاوية ادانتهم الكاملة لحرق السفارة في طرابلس ومقتل السفير الذي قامت به جماعات همجية وفوضوية لا تفهم الاسلام انه دين سلام وانه لايسمح بقتل الابرياء وخاصة وان المواثيق الدولية تجعل حماية ارواح الدبلوماسيين وممتلكاتهم من مسئولية الدولة المضيفة, والدين الإسلامي يشدد على ضرورة الوفاء بالعهود.
ثم تداولت القيادات البجاوية شرح الاوضاع المأساوية السائدة بولاية البحر الاحمر وكسلا واكدوا ان المجاعات صارت مستديمة بالشرق وان معاناة الانسان تفوق اي تصور. وقد الحقت ظروف سنين الجفاف المتتالية الضرر البالغ بالانسان والحيوان ونزح اهل الريف للمدينة طلبا للرزق بعد ان فقدوا بهائمهم, وفي المدن لا يلقون غير الاهمال من السلطة فيقيمون علي اطراف المدن دون منازل من صفيح وكرتون ودون ماء صحي ودون خدمات صحية ودون تعليم. بل لا يجدون فرص عمل مناسبة وخاصة وان الوظائف المريحة هي محجوزة لمن له صلات بقيادات المؤتمر الوطني والمحظوظين من ابناء الشمال. و,أكدوا انه ليس غريبا مع هذا الفقر المدقع ان تكون نسبة الوفيات بين الاطفال والنساء هي الاعلي ليس في السودان فقط بل علي نطاق العالم.
قال ابناء البجا انهم لم يسكتوا عن الاوضاع المأساوية, فقد سيروا المواكب الاحتجاجية وانتظموا في جيش مؤتمر البجا يريدون تغييرها. الا ان السلطة تعاملت معهم بعنف مبالغ فيه اثناء المسيرة السلمية في بورتسودان عام 2006 ففتحت عليهم الرصاص الحي وقتلت العشرات, ولا زال القاتل طليقا حتي اللحظة, وناشدوا بضرورة المساعدة لاجبار احضار القاتل للمحكمة الجنائية الدولية. اما النضال المسلح فلم يحقق تطلعات اهل الشرق.
وعندما تسآل الضيوف عن مدي تأثير اتفاق الشرق علي حياة المواطن, اوضحت القيادات البجاوية انه لايوجد اي تأثير علي حياة المواطن منذ التوقيع علي الاتفاق الذي يعتبرونه صفقة – لا اكثر - بين الحكومتين الارترية والسودانية وانهم يعتبرون القيادات التي وقعت علي الاتفاقية خونة ولا يمثلونهم.
وعندما دار النقاش عن الاوضاع السياسية السائدة ادانت القيادات البجاوية السياسات التي تتبعها حكومة الانقاذ وادانت الممارسات الديكتاتورية وسياسات التهميش والاعتقالات والتعذيب والقتل والتجويع التي تمارسها السلطة في الشرق وجنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور وادانوا بيع مؤسسات الدولة الاقتصادية تحت ظروف غامضة.
وعن وجهة نظرهم لمستقبل السودان ذكر الحاضرون انهم لم يفكروا في الانفصال بشكل جدي, الا انهم لا يودون العيش تحت هذه الظروف المأساوية حتي يتم القضاء نهائيا علي ما تبقي من انسان وحيوان. اعرب القياديون البجاويون انهم يمدون يدهم للجبهة الثورية ولكل قوي المعارضة من اجل الاطاحة بالوضع الديكتاتوري الرهيب وتاسيس السودان الديموقراطي الفيدرالي الذي تتساوي فيه كل القوميات في كل الواجبات والحقوق, كما جاء في ميثاق الجبهة الثورية. واكد القادة البجاويون ان لهم اتصالات تمت بالحركات الثورية وبالمعارضة يقوم بها المكتب القيادي برئاسة د. ابومحمد ابوامنة بانجلترا.
وفي النهاية أكد الطرفان علي ضرورة التواصل لبحث اي مستجدات تطرأ علي الساحة.