كلام الناس * ونحن نحتفل مع شعوب العالم باليوم العالمي للسلام الذي يصادف يوم الحادي والعشرين من سبتمبر كل عام نتحسر على حال السلام في السودان الذي ما زال يعاني من التوترات والنزاعات والالغام السياسية والاثنية والاختناقات الاقتصادية والامنية. *ليس هناك من لايدرك اهمية السلام وضرورته لتامين وحدة البلاد واستقرارها وتقدمها وتنميتها وانه شرط لازم لتاسيس دستوريتفق عليه اهل السودان ولتحقيق التحول الديمقراطي المنشود ، وقبل كل ذلك لمحاصرة تداعيات النزاعات الماساوية على المواطنين اقتصاديا وانسانيا وامنيا. * لم نمل الدعوة الى تامين السلام الذي تم بين شطري السودان قبل الاستفتاء على مصير الجنوب وبعده ولم نمل الدعوة لاستكمال السلام في دارفور وتحقيقه في جنوب كردفان والنيل الازرق وحول ابيي وفي كل السودان الباقي ، وحذرنا اكثر من مرة من مخاطر عملية شد الحبل المملة بين وفدي حكومتي السودان قبل قرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن وفترات التمديد التي تغذي المماطلة ، لكن للاسف لا حياة لمن ننادي. *قلنا اكثر من مرة اننا لانعول على الحلول الخارجية التي فرضت على السودان نتيجة لفشل اصحاب القرار فيه الوصول لاتفاق على كلمة سواء بينهم نتيجة للتخندق الاصم خلف اجندة حزبية تسببت في دفع المتخندقين من الطرف الاخر لخيار الانفصال دون اعتبار للواقع الانساني والاقتصادي والتاريخي والجغرافي الذي يجمع بين ابناء السودان في الشمال والجنوب. *نقول هذا ونحن نرقب بحذر وامل تطورات مايجري بين وفدي التفاوض في اديس اببا ونتطلع بقلق اكثر نحو القمة التي تاجلت اكثر من مرة بين رئيسي دولتي السودان البشير وسلفاكير والتي من المقرر ان تعقد السبت القادم الثالث والعشرين من هذا الشهر في اديس - التي نعتبرها حال انعقادها - خطوة ضرورية لتنقية الاجواء بين بلدينا وحلحلة المسائل العالقة التي نري ضرورة استعجال الاتفاق على حلحلتها لصالح مواطنينا في شطري السودان. *هذا الاتفاق المنتظر بين شطري السودان وحده لايكفي وانما لابد من احداث اختراق اهم داخل السودان الباقي لاستكمال السلام في دارفور وتحقبقه في جنوب كردفان والنيل الازرق وحول ابيي بل وفي كل ربوع السودان الامر الذي يستوجب ضبط الخطاب السياسي والاعلامي العدائي والاعتراف الصادق بالسوداني الاخر وبكامل حقوقه في وطنه وفي مقدمة ذلك حقه في بناء مستقبله السياسي وتاسيس دستوره بلا وصاية اوهيمنة او محاولة اقصائه بالقوة. * ان ردم الهوة النفسية والسياسية والاقتصادية بين شطري السودان تحتاج الى خطوه اهم لردم الهوة الداخلية الناجمة من استمرار حالة الاستقطاب الحادة القائمة بين طرفي الحكومة والمعارضة، وبناء الجسور المهمة مع العالم - بدلا من الشحن العاطفي السالب وغير المجدي - لتعزيز السلام في بلادنا وفي المحيط الاقليمي والعالمي الذي نتاثر به كما يتاثر بنا.