بالامس صحت عاصمة البلاد من نومها وقد اصابها الهلع والفزع من ضربة قاضية اخري الفرق بينها وبين الضربات السابقة في شرق البلاد انها هذه المرة في قلب الخرطوم والهدف نرسانة اسلحة النظام الفاشل ومصنع ذخيرتها وعدتها وعتادها , يعني بالبلدي كدا : (كسروا له عصايته في يده). فكان القصف في الحقيقة قصف لسيادة النظام الهالك واذلالها , وكما يقول المثل ايضا (سيدي بسيدو). وكالعادة اظهرت العصابة الحاكمة , والتي لاتعرف من الحكم الا البطش والجور والظلم , اظهرت واثبتت انها ليست جديرة البتة بان تدير البلاد وان كلمة فاشلة قليل جدا علي وصفها بها. علي الرغم من ادعاء الناطق الرسمي لقواتها بانهم يملكون تقنيات عالية في رصد الاجواء وحماية البلاد , اللهم الا ان كان يقصد الدفاع بالنظر الذي ابتدعه افشل الفاشلين علي الاطلاق وزير الدفاع الاضحوكة. ومهما يكن الذي قصف مصنع اليرموك ان كانت اسرائيل او الجن الاحمر, وان كانت طائرات او صواريخ , وهي الحال دائما والحيرة ذاتها في كل مرة يتم فيها قصف هدف ما في بلادنا المنكوبة حيث لايدري "المسؤولون؟!" من الذي قصفهم وبماذا , فقد مضت سنوات ولازلنا لاندري من وما وراء قصف مصنع الشفاء. نقول مهما يكن القاصف فانه اكثر حرصا علي حياة المواطنين بل والعاملين بالمصنع من الحكومة بمواطنيها . فقد كان التوقيت مختارا بدقة في الواحدة والنصف صباحا حتي لايكون بالمصنع انسان وكان القصف بالدقة المتناهية بحيث لم تخرج من محيط المصنع ولولا تطاير الشظايا لما مات المواطنين الاثنين , والذي كاناحدهما خارج بيته لحظة القصف , فلو التزم بيته ربما نجا. ويقال بان هناك رغوة صاحبت القصف القاها القاصف حتي تحصر الحريق وتمنع تطاير الشظايا والغازات السامة الناتجة من احتراق المواد التي تُصنع منها الذخائر وربما اسلحة الدمار الشامل الجرثومية منها والذرية , فقد سبق وان استعملت الحكومة اسلحة محرمة في دارفور. اما طائرات الحكومة التي تقصف قري وبلدات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق , فانها بعكس هذا الذي قصف مصنع اليرموك , فانها تلقي بقنابلها البرميلية منها والمباشرة والحارقة والعنقودية , تلقي بها عمدا علي منازل المواطنين العزل وتحرقهم فيها ومعهم ماشيتهم ومخازن حبوبهم . وهي ثقصفهم نهارا جهارا بل وفي الاوقات التي هم داخل بيوتهم في اوقات حتي رب العالمين نهي الاطفال والذين لم يبلغوا الحلم من الطواف فيها علي ذويهم , قبل طلوع الفجر وبعد صلاة العشاء وحين يضعون ثيابهم من الظهيرة . وهذه هي الاوقات المفضلة لطائرات الانتنوف والميج والسوخوي لتقصف فيها المواطنين العزل. وكمواطن سوداني غيور علي البلاد مهما جار السلطان فيها , فانا مثلي مثل غيري من السودانيين علي احر من الجمر في انتظار الرد الذي وعدت به الحكومة واوعدت به علي لسان الناطق الرسمي لها وزير الاعلام وذاك الصوارمي , حيث قالا في المؤتمر الصحفي الذي ظهروا فيه والهلع والخوف يعلو وجوههم والارتباك يتخلل كلماتهم , قالا( ونحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان الذي نختاره!!؟؟) الله اكبر. ونحن ايضا في انتظار اراقة دماء القاصفين ودماء المؤتمر الوطني او كل الدماء.!!