كلام الناس * تذكرت مقولة أهلنا البسطاء التي كانت منتشرة في أيام (الإنقاذ) الأولى التي تقول أن أما طلبت من إبنها ( أن لا يكون ختمي ويخنق رقبته ولا أنصاري ويجدع عزبته وأن يبقى لها جبهه ينفعه وينفع رقبته) وكأنها كانت تتنبأ فقد حولت الإنقاذ (أنسانهم) إلى إنسان مادي نفعي إنتهازي بدلاً من أن تجعله إنسانا رسالياً. * لذلك كنا ومازلنا نرى ضرورة الفصل بين اجتهاد البشر خاصة في شؤون دنياهم من نظام حكم وسياسة واقتصاد وبين العبادة التي لابد أن تكون خالصة لوجه الله، وظللنا ننبه الى أخطاء الممارسات السياسية التي تسببت في كل الاختناقات القائمة و التي أدت الى غلبة خيار إنفصال الجنوب. * لذلك نجد أنفسنا أقرب للطرح الذي ظل الإمام الصادق المهدي يبشر به منذ سنوات الإنقاذ الأولى وهو يتبنى نهج الصحوة الإسلامية بلا إفراط او تفريط ، كما ظل متمسكا بأمر الجهاد المدني لأحداث التغيير السياسي الذي يحقق تطلعات المواطنين. * هذا ما أكده الإمام في مؤتمره الصحفي الذي عقده قبل أيام عندما دعا الى ضرورة تلبية تطلعات المواطنين بما يحافظ على أمن الوطن مع المحافظةعلى الحريات وكفالة النهج الديمقراطي، والتوفيق بين المرجعية الدينية ومتطلبات التحديث، وأشاد الإمام الصادق بوثيقة الازهر الشريف الداعية لتأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة. * أشاد الإمام في ذات المؤتمر بإعلان تونس لتحقيق المساواة في المواطنة في ظل التعددية الثقافية، وأكد مجدداً موقفه من خطأ الإنقلاب العسكري وإستبداد الحزب الواحد وما صحب ذلك من تمكين للموالين وإقصاء الآخرين، وإلى خطل تصفية دولة الرعاية الاجتماعية إمتثالا لسياسة صندوق النقد الدولي على حساب الفقراء، وإلى ماسببته الرؤية الآحادية في الحكم من تقسيم للوطن وأن استمرار هذه الرؤية يهدد السودان الباقي بالتشظي. * هذا يستوجب - كما يرى غالب أهل السودان- ضرورة وضع دستور يقبلونه بعد أن يشاركوا في الإتفاق عليه وأن يجاز من جمعية تأسيسية منتخبة في ظل حكومة قومية إنتقالية تكون مهمتها الأساسية إجراء الإنتخابات لقيام الجمعية التأسيسية و.... لم ينس الإمام الصادق المهدي أن يقول : العاقل من اتعظ بغيره.