حذروا من أن التعامل مع إيران يزيد العزلة الدولية للحكومة السودانية الرياض / عبد النبي شاهين صحيفة الشرق القطرية عدد يوم 3 نوفمبر 2012م
حذر ناشطون ومحللون سياسيون وأكاديميون سودانيون مقيمون في المملكة العربية السعودية حكومة بلادهم من خطورة التعامل مع إيران على اعتبار أن ذلك من شأنه زيادة العزلة الدولية للحكومة السودانية ، لما لطهران من مشكلات في محيطها الاقليمي والدولي وما تمثله من تهديد لدول مجلس التعاون الخليجي التي للسودان معها مصالح سياسية واقتصادية اكبر بكثير مما له مع إيران .
وأكدوا في تصريحات ل ( الشرق ) أنه على الرغم من حق السودان الحق في إقامة علاقاته الدولية وفق مصالحه الوطنية مع إيران أو غيرها من الدول غير أن سلامة السودان ورعاية مصالحه تقتضي فحص وتقييم العلاقة مع ايران ومخاطر توظيف طهران لهذه العلاقة بصورة غير ايجابية .
ونددوا برسوء سفن حربية إيرانيه في ميناء بورتسودان خلال اليومين الماضيين ، مؤكدين أن ذلك رغم انه ربما قد يكون مرتبا له منذ فترة طويلة الا أن تزامنه مع القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك للأسلحه يثبت الاتهامات التي نقلتها وسائل الأنباء حول أسباب قصف والدور الإيراني في السودان .
وقال د. محمد نجيب عبد الله ان النظام الحاكم في السودان لديه من المشاكل الداخلية ما يكفيه، فاذا به يزيد من عزلته الخارجية بمثل هذه العلاقات مع ايران ويعطي القوى الدولية المزيد من الأسباب للتضيق على السودان، مشيرا الى أن هذا التضيق يدفع ثمنه الشعب السوداني دون مقابل من ممتلكاتهم وأرواحهم وأمنهم.
وأضاف نجيب وهو طبيب مقيم في الرياض أن رسو السفن الحربية الإيرانية بميناء السودان يؤكد علاقتها بالاعتداءات المتتالية، وهو ما تنفيه السلطات السودانية .
ووصف هذه الخطوة بأنها تشكل استفزازاً واضحا للجارة السعودية، صاحبة الايادي البيضاء على السودان شعبا وحكومة في السراء والضراء وعلى مر التاريخ ، وانه لا يجوز ولا يقبل ان يلعب السودان مثل هذا الدور، حتى وان كان بلا قصد أو وعي.
ومن جانبه وصف المحلل السياسي والأستاذ الجامعي بروفسور يوسف مختار الأمين خطوة رسو سفن حربية إيرانيه في ميناء بورتسودان بأنه حدث كبير وغير عادي بالنسبة للسودان نظرا لأوضاعه الداخلية المعقدة ، مشيرا الى أنه يحمل في طياته مخاطر حقيقية لجهة تداعياته السياسية والأمنية الإقليمية والعالمية.
وأوضح يوسف مختار أن الدفع بهذه القطع الحربية ربما يكون له صلة بالهجوم الجوي الذي تعرض له مجمع اليرموك للتصنيع الحربي في الخرطوم ، مشيرا الى انه وعلى الرغم من أن تفاصيل ذلك الهجوم وأسبابه غير معلنة حتى الان إلا أنه مؤشر خطير لدخول السودان في حلبة صراع إقليمي معقد لا تملك له من الأدوات ما يحمي البلاد وأهلها.
وقال مختار ( ان وصول القطع الحربية لميناء بورتسودان يدعم بلا شك اتهام السودان بالتحالف العسكري مع إيران وهي دولة تخوض صراعا محتدما مع جيرانها العرب ومع الدول الغربية ) .
وقال الناشط السياسي محمد حلا ان إستقبال القطع العسكرية الإيرانية في ميناء بورتسودان عمل مؤسف ومستفز ولا يعبر عن رؤيتنا الوطنية لقضايا محيطنا العربي والافريقي .
وأضاف قائلا ( برؤيتنا الوطنية الواضحة نرفض فتح الأراضي السودانية أمام المد الأيراني العسكري المهدد علنا لأمننا القومي وأمن دول مجلس التعاون الخليجي التي أمنها من أمن الشعب السوداني وسلامة أراضيه ) .
ومن جهته قال الاستاذ الجامعي د. محمد عثمان محجوب انه على الرغم من نفي الحكومة وجود أي علاقة لايران بقصف مصنع اليرموك إلا ان وصول القطع البحرية الإيرانية وفي هذا التوقيت جعل من الصعب تصديق الرواية الرسمية.
وأضاف قائلا ( يعكس هذا التطور قفزة في المجهول وربما يدشن انزلاق الحكم في السودان إلى أتون صراع إقليمي ضخم قد تشهده المنطقة في مقبل الأيام مما قد يجرنا غلى أمور لا مصلحة لنا فيها ) .
وقال محجوب ( لقد ادت السياسات المندفعة والتي تفتقر إلى استرتيجيات راسخة توفر الحد الدنى المطلوب لصيانة الامن القومي إلى حدوث انكسارت عميقة في امننا القومى ليس اقلها انفصال الجنوب او ما يجرى من تقطيع لأوصال الوطن وأخيراً تلك الاستباحة المتكررة من جانب اسرائيل )