سيطرت الحركة الإسلامية علي مقاليد الحكم في السودان أدي الي ظهور العنصرية العرقية ما بين أصحاب البشرة السوداء، وأصحاب البشرة السمراء ، وهي إشكالية عادت الي الوجود بعد عشرة عقود لم يتخلص فيها "الأفارقة السود" من الشعور بالدونية ولم يتخلص فيها اصحاب البشرة السمراء والخضراء من نظرية الاستعلاء التي ترسخت في الأذهان بسبب تجارة الرق والعنصرية العرقية التي مارسها الاتراك لنهب ثروات البلاد واسترقاق العباد. لذلك، كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عنصرية عرب السودان علي أفارقة السودان الشئ الذي لم يكن معهوداً بهذا الشكل من حيث التركيز والارتجال بأقوال من هنا وهناك عن استعمار( العرب ل-الأفارقة) وهي أحاديث بعيدة عن الواقع ، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر باننا كما جاء في مقال الكاتبة المغربية اكرام عبدي.، ظللنا «عنصريين»، لكن بشكل أخف حدة ووطأة طبعا مما كان يحدث في أميركا وجنوب أفريقيا. لكن خطورة عنصريتنا أنها تحولت من سلوك واع إلى سلوك وتصريحات وتعابير لاواعية قد تختبئ أحيانا في جبة النكتة والتهكم والمثل الشعبي ، عنصريين ولكن نرفض الاعتراف ب« عنصريتنا »، لأننا لا نقبلها ولا نستسيغها، بل تربيتنا ووعينا الجمعي وبعض تاريخنا القديم هو من كرسها في لاوعينا...،. ويقول نيلسون مانديلا " إن العنصرية توصف في أغلب الاحيان بأنها مرض وهذه مشكلة بالنسبة لنا جميعا . وهي مرض في العقل والروح .، وهي تقتل أكثر بكثير مما يقتل أي مرض آخر".. وهذا ما هو واضح الآن في السودان ، لذلك فشلت مساعي كل الساعين لوحدة السودان وإيقاف الحروب الاهلية التي انتشرت في حميع ارجائة لأن الوحدة تتطلب أن نطوي صفحة عقود من حكم الديكتاتورية البائد الذى لا يؤمن بالحوار ولا بالرأى الآخر، وجعل المجتمع يعاني أغلبه من شظف العيش، وعجز التعليم، وفساد الإعلام، وغياب العلاج، وكثرة الفساد وما خفي أعظم. والحق يقال، المشكلة السودانية تفاقمت بعد الإسستقلال والي يوم الناس هذا، والسبب في ذلك كلة ، اصحاب الرؤوس المؤدلجة من العلمانيين والإسلاميين ونقلهم الخاطئ لتجارب الآخرين ، التي نرى ونلمس نتائجها الكارثية التي تشير إلى أن كافة الأطراف صارت على قناعة باستحالة توفر شروط قيام "دولة سودانية موحدة قابلة للحياة". واخيرا،السؤال هو ثم ماذا بعد هذا.!؟. ، إي بعدما أصبحتم كمّا مهملا وسوقا للسلاح..!؟.