هل سلم الرئيس البشير السلطة لنائبه الأول وفارق السودان فراق الطريفي لجمله ؟ هل ورم حنجرة الرئيس البشير ورمأ حميدأ ؟ [email protected] مقدمة ! نستعرض القصة ( الحقيقية ؟ ) لورم حنجرة البشير ، وتداعياتها في حلقتين من هذه المقالة . في هذه الحلقة الأولي نستعرض بعض ملاباسات وخلفيات وتداعيات اورام الحنجرة ، بصفة عامة ، لتنوير القارئ الكريم . ونركز في الحلقة الثانية علي ملحمة الرئيس البشير ، و نوع وتداعيات الورم في حنجرته وحباله الصوتية ! 1 – الإشاعات ؟ التعتيم على ، وعدم الشفافية في التعامل مع ، وعدم تنوير الرأي العام بتطورات ورم حنجرة الرئيس البشير من جانب رئاسة الجمهورية في الخرطوم ، أطلق من عقالها شياطين الإشاعات العشوائية ، والأخبار المغلوطة ، وحكايات ألف ليلة وليلة ! نورد أدناه كمثال لهذه الشائعات ، الخبر الذي أوردته بعض الصحف الإلكترونية ، والذي تناقله ، عميانا ، بعض المتابعين الذين يجيدون النسخ واللصق ، وتضخيم الحبة لتصير قبة ، حتى يصدق الحالمون أن زوال نظام البشير سوف يحدث اليوم وليس غدا . ونسي أو تناسي الحالمون أن زوال شخص الرئيس البشير لا يعني بالضرورة زوال نظام البشير ، كما كانت الحالة في نظامي عبود ونميري . الحالة الأنقاذية مختلفة تمامأ عن الحالة النوفمبرية ( عبود ) ، والحالة المايوية ( نميري ) . نظام عبود نظام ديكتاتوري ولكنه قومي ! نظام نميري نظام ديكتاتوري ولكنه قومي ! أما نظام البشير فهو نظام ديكتاتوري ، ونظام مؤدلج ( علي أساس ديني ) ؛ ونضع مائة خط أحمر تحت كلمات ( علي أساس ديني ) ! هو نظام مدابر للقومية ، عازل لأكثر من 95% من الشعب السوداني ! نجح نظام البشير في التخلص من المواطنين السودانيين العاملين في جميع مرافق الدولة ، واحالتهم ( للصالح العام ؟ ) ... كلمات الدلع ( لصالح الأخونجية ) ! خلال ال 23 عاما المنصرمة ، صارت أجهزة الدولة ، وبالأخص القوات المسلحة ، وقوات الأمن والشرطة والدفاع الشعبي ، وعشرات المليشيات الإنقاذية الجهادية المسلحة وغير النظامية ... باختصار ، صارت جميع أجهزة الدولة حكرا على الجماعة الأخوانية . إذن لن يزول نظام البشير بزوال رأسه ! ولذلك الإنتفاضة الشعبية المنشودة يجب أن تركز على اجتثاث الأخونجية من مفاصل ومرافق الدولة ، كما اجتث الثوار ( بعث صدام ) في العراق ، و( كرابولات بن علي ) في تونس ، ( وفلول مبارك ) في مصر ، ( وكتائب القدافي ) في ليبيا . نكرر أن الهدف لا ينبغي أن يكون اجتثاثهم من المجتمع السوداني ، ذلك أنه من المستحيل القضاء على فكرة أو جماعة تشترك في أنماط سلوكية معينة ، حتي وان كانت معيبة ! ولكن المطلوب هو عودتهم لصفوف الشعب ، ليمثلوا بعدها في الدولة السودانية ، حسب حجمهم الحقيقي ، بعد محاسبة المسئولين منهم عن الجرائم التي ارتكبت طوال فترة حكمهم . وعملية اصلاح الخدمة المدنية والعسكرية التي ستعقب التغيير في السودان ستكون أكثر تعقيدا ودموية من عمليات الإصلاح في باقي دول الربيع العربي ، لأن عصابات الإنقاذيين والعاملين في مرافق الدولة المختلفة هي جماعات تلبس مسوح الدين ، وتحب أن تؤمن بأنها تعمل من أجل الدين ورفع راياته ، رغم أنها تعمل لمصالحها الشخصية الضيقة ، وتكبير كومها السلطوي والمالي . إذن الطريق أمام الإنتفاضة الشعبية في السودان لن يكون معبدا ومفروشا بالورود والرياحين ! لذا لزم التنويه والتحذير . 2 – الصحف الإلكترونية ؟ نورد أدناه بعض الشائعات المغلوطة التي غذاها تعتيم وعدم شفافية رئاسة الجمهورية في الخرطوم في تنوير الرأي العام بخصوص تطورات ورم حنجرة الرئيس البشير . نقلت بعض الصحف الإلكترونية ، بعض الشائعات بأن الرئيس البشير ، وعلى غير العادة ، قد سلم مقاليد الحكم لنائبه الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه ، أثناء فترة غيابه عن الخرطوم مستشفيا في الرياض ! وزادت بأن أكدت بأن الرئيس البشير سوف لن يعود مرة أخرى للخرطوم ، إما طواعية بغرض اللجوء ، كما فعل شقيقه زين العابدين بن علي وعيدي أمين دادا في زمن غابر ، أو بفعل السماء ، فالأقدار بيد الله ، ولكل أجل كتاب ! تفقد المواقع الإلكترونية مصداقيتها بايراد هذه الشائعات ، التي تعرف أي عنقالية في سوق جرجيرة في دارفور أنها غير صحيحة . نعم ... هذه الشائعات غير صحيحة لعدة أسباب نذكر منها ثلاثة : أولا : + لن يسلم الرئيس البشير السلطة ( طواعية بصفة مؤقتة أو دائمة ) لأي كائن ! ببساطة لأن أمر القبض لا يزال متدليا من عنقه ، ولن يضمن أن لا تسلمه الدولة المضيفة أو خليفه في الحكم الى لاهاي ، تحت الضغوط الدولية ! تذكر أن اللاجئ زين العابدين بن علي لا يحمل أمر قبض دولي على عنقه . وتذكر أن رئيس ليبريا السابق تشارلس تيلور ، قد تم القبض عليه في نيجريا تفعيلا لأمر قبض صادر من محكمة الجنايات الدولية ، رغم تعهدات ليبريا ودول غرب افريقيا ( الأكواس ) بعدم تسليمه ، إذا ترك الحكم طواعية ، والتجأ الى نيجريا ؟ لن يترك الرئيس البشير السلطة ولو لساعة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، وحتى تظهر العنقاء في زقاقات حوش بانقا ... سيتركها فقط عندما يسترد صاحب الوديعة وديعته أو يقول الشعب السوداني كلمته ؟ نقطة على السطر ! أقلب الصفحة ! زرع المرحوم اوكامبو خازوقا كبيرا في بلاد السودان ؟ ثانيا : + الرئيس البشير رمانة الميزان التي تحافظ على التوازن بين مراكز القوي الأنقاذية المتشاكسة ! يتسم الوضع السياسي في السودان بالميوعة ، لإنعدام المؤسسية ، واعتماد سياسة رد الفعل ورزق اليوم باليوم ؛ والأهم مرجعية المصالح الشخصية البحتة بين سادة الإنقاذ ! مصالح مراكز القوى الشخصية ، وخوفهم من فتح ملفاتهم المنتنة ، سوف تجعلها تكنكش في الرئيس البشير ودعمه ليستمر فرعونا على بلاد السودان . بعد مفاصلة رمضان 1999 ، أصبح الرئيس البشير عمودا يحفظ استقامة خيمة الأنقاذ . لن يسمح سادة الانقاذ للرئيس البشير سحب عمود الخيمة ، حتي لا تسقط الخيمة علي رؤوسهم ، وتقذف بهم الي التوج البراني ! فالخيمة مثقلة بالأبادات الجماعية وجرائم ضد الأنسانية وجرائم الحرب وملفات الفساد بانواعه العشر ! زوال الرئيس البشير سوف يزيل الغطاء من قمقم الانقاذ ، وتخرج الجراعين السامة ، والأفاعي ، والعقارب ، والصراصير ، والقمل ، والضفادع ، والدم ! لن يسمح سادة الأنقاذ بزوال الرئيس البشير ، الأ بامر سماوي من صاحب الوديعة ! ثالثا : + اوباما 1 ، وحتى اشعار آخر من اوباما 2 ، لن يسمح للرئيس البشير بترك السلطة ، لأنه خير من يمرر الأجندة الأمريكية في دولتي السودان ، لقوته داخليا وضعفه خارجيا ! أذن الذي يشيع بأن الرئيس البشير سوف لن يكنكش في كرسي السلطة ( حتي يأخذ صاحب الوديعة وديعته ) ، وسوف لن يرجع للسودان ، يحاكي الجيعان الذي يحلم بالعيش ، ويحاكي الظمأن الذي يحسب السراب بقيعة ماءأ ؟ نموذج أقتلاع صدام واقتلاع القذافي واقتلاع بشار سوف يكون النموذج الهادي في حالة الرئيس البشير ... بل أشد وبيلأ من كل حالة من هذه الحالات الثلاث لمرجعياته الدينية العمياء ؟ نموذج أزاحة بن علي ، وأزاحة مبارك ، وأزاحة علي عبدالله صالح لا يمكن تطبيقه في حالة الرئيس البشير ! نقطة أخيرة ! رغم أن أقتلاع شخص الرئيس البشير ، بطريقة أو أخري ، لا يعني تفكيك نظامه أتوماتيكيأ ، كما يدعي بعض الحالمين ؛ ولكنها خطوة قبلية لازمة للأطاحة بنظام البشير ؟ 3 – الورم الحميد والخبيث ؟ هنالك عوامل خطرة Risk factors تساعد بشكل أو آخر في التمهيد للإصابة بالأورام الخبيثة في الحنجرة ! والأشخاص الذين يوفون هذه العوامل أكثر عرضة للإصابة من الآخرين ، نذكر منها عشرة : + يصيب عادة الذكور أكثر من الإناث ؛ + الفئة العمرية فوق ال 55 عاما ؛ + التدخين ؛ + تناول الكحول ؛ + سوء استخدام الحبال الصوتية ( الكواريك) ؛ + أصحاب البشرة الغامقة وذوي الأصول الإثنية الأفريقية ؛ + ضعف الجهاز المناعي ؛ + الإرتجاع المعدي - المريئي ؛ + التعرض لبعض المواد السامة والملوثة ؛ + الإصابة بفيروس HPV Human Papilloma Virus ( فيروس ينتقل عادة بواسطة الجنس عن طريق الفم ) ! نلاحظ أن الرئيس البشير يوفي أكثر من أربعة عوامل من المذكورة أعلاه . 4 – الفرق بين الورم الحميد والخبيث ؟ أعراض الورم الحميد في الحنجرة والحبال الصوتية لا تختلف عن أعراض الورم الخبيث كثيرا. فهذه الأورام بشقيها تتنتج : + بحة في الصوت ؛ + الآم قد تكون مبرحة في الحلق أو الأذن؛ + صعوبة في البلع ؛ + صعوبة في التنفس؛ + تورم بالرقبة ؛ ولكن تتميز الأورام الخبيثة في الحنجرة والحبال الصوتية عن الحميدة بالآتي : + يمكن ازالة الورم الحميد بعملية جراحية ، وتنتهي المشكلة نهائيا . بعكس الورم الخبيث الذي ربما عاد مجددا بعد ازالته جراحيا ؛ أذن وبدون لف ودوران ، لو كان ورم حنجرة الرئيس البشير حميدأ ، لما أحتاج أن يزور الرياض بعد زيارته للدوحة ؟ + بعكس الورم الحميد ، يتمدد وينتشر الورم الخبيث في الحنجرة ويصيب الأماكن الحساسة المجاورة ( المرئ ، الحبال الصوتية ، القصبة الهوائية ، مؤخرة اللسان ، سقف الفم ، اللثة ) ، بالإضافة لإنتشاره للرئتين ، والعظام ، والكبد . + الورم الخبيث قاتل ماكر ومتخفي وسريع الإنتشار ، وينتهي بالقضاء على المصاب ، إذا لم يتم تلافيه ، سريعا وفي أطواره الأولى . 5 - ملحمة الرئيس البشير ؟