التاريخ:19 نوفمبر 2012 اشقاءنا في الانسانية و الجيرة و احلام الحرية و النماء و الكرامة تحية الشعوب الحرة الي الشعوب الحرة تحيتنا من سوداننا الحبيب الذي اكمل عامه الثالث و العشرين في اسار قوى الجهل و التخلف التي القت به في مهاوي التشرذم و اذاقت سكانه أمر العذاب، الي ثوراتكم المجيدة التي قامت من اجل الكرامة و الحقوق فانتصرت بوحدة فعلكم الجماعي الذي صارع الطغاة فصرعهم بقوةالحق ، و الحق يعلو ولا يعلى عليه. لقد هالتنا صدمة مشاركة قادة مصر وتونس ما بعد الثورة في مؤتمر ما يسمى بالحركة الاسلامية السودانية التي سامت بلادنا سوء العذاب فيما مضى من 23 عاماً لنفجع بمشاركة واشادة كل من السيد راشد الغنوشي (زعيم حزب النهضة بتونس) و السيد محمد بديع ( المرشد العام لحركة الاخوان المسلمين الحاكمة بمصر) اللذين حملتهما ثوراتكم المجيدة الى سدة السلطة فما كان منهما الا ان يتزودا بها في سوق انقلابيي السودان في تنكر لقيم الحرية و العدالة التي اضاءت بلادكم اثر نضالات نقف لها اجلالاآ و احترامآ. ان نظام الحركة الاسلامية الحاكم في السودان الذي منحه السيدان الغنوشي و بديع صكوك مباركتهما قد قفز الي سدة الحكم اثر انقلاب عسكري في ليلة الثلاثين من يونيو 1989، منهياً تجربة نظام حكم ديموقراطي برلماني حققه السودانيون اثر ثورة شعبية دكت عرش الطاغية جعفر نميري في السادس من ابريل 1985 و في آناء سعينا الدؤوب آنذاك لتوطيد دعائم نظام ديمقراطي يكفل الحرية و السلم و العدالة لبني السودان اذا بالحركة الاسلامية السودانية تنقض على الحكم بمعاونة بعض العسكر قاطعةً الطريق على ترتيبات لمؤتمر دستوري شامل لحل مشاكل السودان و على رأسها مشكلة جنوب البلاد في ذاك الحين. و كان حصاد الاعوام الثلاثة و العشرين من حكمهم : مقتل قرابة الاثنين مليون روح سودانية على يد اجهزتهم القمعية ، و انفجار الازمات المسلحة في كل اطراف السودان حتى دخلوا كتاب التاريخ بوصفهم اول حكومة تقصف شعبها بالطائرات الحربية كعادة ثابتة في دارفور و جبال النوبة و جنوب كردفان، و افتتاح بيوت التعذيب السرية و انشاء منظومة القمع الامني فيما سماه ببيوت الأشباح، و تشريد السودانيين في انحاء الدنيا و امتهان كرامتهم و حرياتهم الشخصية داخل بلادهم بقوانينهم الشائهة حتى بلغ عدد السياط التي تحكم بها المحاكم على نساء السودان مليون و نصف سوط سنوياً، و كل ذلك غير تقسيم الوطن و انفصال ابناء جنوب السودان هرباً بنفسهم من جحيم الحركة الاسلامية. اما سادة النظام فقد ظلوا في طغيانهم و فسادهم يسرقون قوت الشعب السوداني و يهربونه الي بنوك ماليزيا و سويسرا واهمين ان لن تدركهم يد العدالة ابدا. و كل هذا غيض من فيض...فهل هذا ما يصفه السيد الغنوشي بفاتحة ثورات الشعوب العربية ؟؟ او يصفه السيد بديع بأنه كالحج يأتيه الناس ؟؟ ان مثل هذه الاوصاف التي القاها زعماء التنظيمات الحاكمة في بلادكم ترقى لأن تكون اعلان حرب على شعب السودان و اهله و تمثل انحياز كامل للجلاد الذي ظل يسومنا سوء العذاب على مدى العقدين و نصف الاخيرين. و لأننا ندرك أن العلائق بين الشعب اهم و ابقى مما يقوله السياسيون فنحن نرفع صوتنا عالياً بالقول بان هذا النظام الذي يحكم السودان اليوم هو أبعد ما يكون عن الشعارات و المطالب التي رفعت رايتها ثوراتكم و قامت من اجلها ، و ان شعبنا يؤمن بأن تغييرهذا النظام الان هو حق له و واجب عليه و ضرورة لا غنى عنها لبقاء الوطن. وان محاولة جماعات الاسلام السياسي تزوير ثورات الشعوب و نسبتها لتنظيماتها هي تجارة رخيصة و قبيحة بنضالات الثوار الحقيقيين و شهدائهم في الشارع ... ان الظلم هو الظلم اياً كانت بلاده و بأي رداء تسربل. المقاومة مستمرة و ستنتصر