مشهد أول ..فقدت حياتها وهي فى طريقها لمستشفي دنقلا لإجراء عملية ( ولادة قيصرية ) مستعجلة .. لم يمهلها الموت الزمن الكافي لإنقاذ طفلها ..!! مشهد متكرر .. فقدت حياتها فى مستشفي الخرطوم بعد ثلاث أيام بعد أن أجري لها عملية قيصرية مستعجلة بمستشفي عبري .. وتركت للحياة توأم .. ليلاقي مصير مجهول ..!! مشهد مؤلم .. أغلق داره فى عبري وقام بإستإجار دار فى دنقلا .. ليكون قريباُ من مركز غسيل الكلى .. فهو يحتاج لغسلتين كل أسبوع ..!! مشهد مؤسف .. يفقد حياته بسبب تعطل الإسعاف الحكومي الوحيد فى المنطقة والغير مطابق للمواصفات .. على الطريق المؤدي للخرطوم .. لتلقي العلاج ..!! مشهد عادي .. مواطنو منطقة السكوت فى وضع إستعداد ليل نهار لبناء مركز صغير لغسيل الكلي فى منطقة عبري .. ولاحياة لمن تنادي .. فى الوقت الذى تتجه فيه الدولة لرفع يدها من دعم غسيل الكلي نسبة لإرتفاع التكاليف .. كل المشاهد التى تحدث فى منطقة حلفا ، السكوت والمحس .. بالنتيجة هي مشاهد مؤلمة ومؤسفة ومتكررة فى آن واحد .. وكيف لا تتكرر هذه المشاهد المؤسفة على طول المنطقة .. من أبو فاطمة شمالاً حتى دال .. مضافاً إليها وادي حلفا المفترى عليها .. والمنطقة خالية تماماً من إختراع إسمه ( كهرباء ) .. وبدون هذه الكهرباء حياة الآلاف هناك مهددة فى أي لحظة .. فالجميع هناك فى حالة حذر من المجهول .. المرأة الحامل فى حالة خوف من لحظة المخاض .. حيث لا إسعاف ولا غرف مجهزة .. مريض الفشل الكلوي فى حالة فزع من السفر إسبوعياً للخرطوم للغسيل .. مصابوا الحوادث لا مغيث لهم هناك .. هذا إذا أخذنا فقط الجانب الطبي .. اما الجانب الإقتصادي .. من زراعة وري فحدث ولا حرج .. بكل إختصار الجميع هجر الزراعة وإغترب ليعمل فى دول المهجر .. هرباً من هذا الواقع ..!! الجانب التعليمي .. تحدثنا عنه حتى جف مداد قلمنا .. !! وبعد كل هذا يأتي بعض من هم محسوبون على المنطقة ونصبوا أنفسهم قيادات ( على حين غفلة من أهلها ) كما قال الزميل الأستاذ صلاح الدين عووضة فى مقال الأمس (بمنطقه ) بعنوان ( شحادة وريل ) واصفا .. مايعرف بالمهرجان النوبي ومن يقومون على أمره .. وخيراً فعل مداده حين قال انهم ..لايحسنون قول (كلمتين على بعضيهم) ..( وحين سألته المزيعة عن الجرجار حسبته يتحدث عن الزار وحين سألته عن السياحة ظنته يتكلم عن المناحة ) ..وهذا هو مربط الفرس .. وآفة المنطقة انهم .. يتركون كل من هب ودب يتحدث بإسمهم متى يشاء وكيف يشاء .. ويتلقى التبرعات بالمليارات بإسمهم دون حساب ولا سائل .. وفى الآخر ينصب نفسه قائداً أعلى للحراك والعمل النوبي .. وحينها للأسف يجد بعض الهتيفة حوله .. للأسف .. وبحديث الأستاذ صلاح الدين عوضة نختم اليوم .. ولنا عودة .. ولكم ودي .. الجريدة