[email protected] 1- الانصار ! يقيم حزب الامة ، بداره بأمدرمان ، ليلة سياسية مساء اليوم الاربعاء 5 ديسمبر 2012 بعنوان ( السودان ؟ الي أين ؟ ) . كما تستنفر هيئة شئون الانصار جماهير الشعب السوداني والانصار لنصرة السيد الامام في كفاحه السلمي للأطاحة بنظام البشير ، أبتداء من صلاة الجمعة 7 ديسمبر 2012 ، في مسجد السيد عبدالرحمن في ودنوباوي . هل يكتب السيد الامام مانفستو هبة ديسمبر 2012 ، كما كتب مانفستو ثورة أكتوبر 1964 ، وميثاق أنتفاضة أبريل 1985 ؟ قال انصاري من نواحي ودنوباوي : الخير قرب ! دعاش الانتفاضة الشعبية السلمية يملأ الجو . تبدأ جمع الانتفاضة حتي زوال نظام البشير ! الأنصار متحزمون ومتلزمون وجاهزون ! فهل تجاوزت باقي جماهير الشعب السوداني نقطة الاشتعال ؟ أم لا يزالون سكاري وما هم بسكاري ، بفعل اللامبالاة وحاجز الخوف ؟ الحق من ربك ، فلا تكونن من الممترين ! ( 147 – البقرة ) 2- قوش والسيد الامام ؟ دعنا نستعرض في تسلسل تاريخي اتصالات ( ولا نقول علاقات ، لإنتفاء وجود هكذا علاقات ) قوش بالسيد الإمام ، من طقطق ، في عدة نقاط أدناه : أولا : خلال فترة اعتقال ( المائة يوم ويوم ) ، من مايو إلى سبتمبر 1995 ، تعرض السيد الإمام لشتى صنوف التنكيل والتعذيب في بيوت الأشباح ، التي أسسها وأشرف عليها قوش ، رئيس شعبة العمليات في جهاز الإستخبارات والأمن الوطني وقتها ، تحت إمرة رئيسه الدكتور نافع ، رئيس الجهاز وقتها . كان يحلو لقوش استجواب السيد الإمام ، من آن لآخر ، للتسلية باذلاله ، لإرضاء نفسيته المشوهة ! كان يتلذذ بتوجيه أسئلة استفزازية للسيد الإمام ؛ وكان الإمام يرفض الإجابة ، في إباء وشمم ، فالإمام يعرف حق المعرفة جبن قوش ( إن تحمل عليه يلهث ، وإن تتركه يلهث ) ، رغم جنده وصولجانه ! أرغم السيد الإمام قوش ، وهو تحت قبضته ، على أمر أحد عساكره للإعتذار للسيد الإمام ، بعد أن أساء معاملته ؟ تصرفات السيد الإمام أمام الصغار من أمثال قوش ، والجبابرة من أمثال صدام حسين واحدة ... فهو ينطق بالحق دوما ، لأنه يعرف ويقدر أن الوزن يؤمئذ الحق ! في احدى جلسات الإستجواب هذه، اعترف قوش للسيد الإمام بأنه يحتفظ به كرهينة ، ليعوق أعمال التجمع الوطني الديمقراطي ضد نظام الإنقاذ في الخارج . لكل هذه الأسباب من تضييق وحصار ، وبالأخص استخدام النظام له كرهينة ، هاجر السيد الإمام ، سرا ، فجر الأثنين الموافق 9 ديسمبر 1996 قاصدا إرتريا ، في عملية تهتدون. كان السبب الأساسي للهجرة هو رفض السيد الإمام أن يكون معوقا لنشاطات التجمع الوطني الديمقراطي المعارضة للنظام الذئبي . إذن تمت أول الإتصالات بين قوش والسيد الإمام خلال فترة اعتقال ( المائة يوم ويوم ) ، من مايو إلى سبتمبر 1995 ! تبع قوش السيد الإمام الى البحر ، وعاد عطشانا ! ثانيا : في أغسطس 2009 ( خمسة شهور بعد صدور أمر القبض ) أقال الرئيس البشير قوش من منصبه كرئيس للجهاز ، وعينه مستشارا رئاسيا لشئون الأمن ، نتيجة ، من بين أسباب أخرى ، قوالة بين قوش والسيد دينق ألور ( يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2008 ) ، أربعة شهور قبل صدور أمر القبض . كانت القوالة مبنية وقتها على ( افتراض ) صدور أمر قبض ضد الرئيس البشير ، وعدم قبول قوش ( احتمال ) أن تصير بلاد السودان رهينة في أيادي الرئيس البشير في حالة صدور أمر القبض ، حسبما أوردت فيما بعد ويكيليكس . لم تشر القوالة لأي تحركات ( عملية ) قام أو يزمع قوش القيام بها ضد الرئيس البشير . ولذلك كان عقاب الرئيس البشير لقوش لينا ... فقط التنحية ونقله الى موقع زخرفي . ثالثا : أوغر قرار تنحيته من رئاسة الجهاز صدر قوش ضد الرئيس البشير ، وشعر بغبن وظلم مبين . خاصة بعد أن عين الرئيس البشير مكانه واحد من تلاميذه ، الذين رباهم على يديه . بدأ قوش يحفر ويغوص للرئيس البشير ويعمل له عملا دون ذلك ؟ رابعا : خلال فترة العشرين شهرا ( من أغسطس 2009 الى أبريل 2011 ) التي أمضاها قوش مستشارا رئاسيا لشئون الأمن الوطني ، قام باجراء حوارات مع قوى متنفذة في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ، وفي المعارضة السياسية والحاملة السلاح ، وفي الحركة الشعبية الجنوبية . حوار ظاهره التوافق والمصالحة مع نظام البشير ، وباطنه الإنقلاب على الرئيس البشير ، لغبائن شخصية محضة ، كون الرئيس البشير أهان وأذل قوش بطرده من موقعه السلطوي المتميز في رئاسة الجهاز ! طفق قوش يقول لكل من يود السماع أن الرئيس البشير أصبح يمثل سبة في جبين بلاد السودان ( بعد صدور أمر القبض ) ، ويمثل حجر عثرة في طريق التصالح مع المجتمع الدولي ، ويجب العمل على ازاحته لمصلحة بلاد السودان ! شعر الأستاذ علي عثمان محمد طه بأن الرئيس البشير قد طلع في الكفر إثر مظاهرات التأييد له في الشارع السوداني بعد صدور أمرالقبض . قرر الأستاذ علي عثمان أن يردف نفسه على بسكليت الرئيس البشير ، وأن يسبح بحمده ، بعد أن عاتبه الرئيس البشير على قوالته مع دينق ألور ( الثلاثاء 11 نوفمبر 2008 ) ، كما ذكرنا في مقالة سابقة . زجر الأستاذ علي عثمان صديقه قوش عندما اقترح عليه الإحلال مكان الرئيس البشير في انقلاب قصر ناعم ، وطلب من قوش طاعة الرئيس . لم يرعوي قوش واستمر في حواراته العميقة ( ذات الوجهين ) مع المتمردين في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ، ومع حركة العدل والمساواة ، ومع باقان أموم ، ومع السيد الإمام ، ضمن آخرين . وقف قوش خلف بعض المذكرات التي بعث بها بعض المتململين في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني يطالبون فيها بحقهم في كيكة الإنقاذ ؟ أكدت حركة العدل والمساوة لقوش أنهم مستعدون للتعاون مع الشيطان الرجيم في سبيل الإطاحة بنظام البشير ، وهم جاهزون ؟ أوقعت اتصالات قوش باقان أموم في محنة ( تحفظ منزلي ) من منتصف مايو الى مطلع يوليو 2011 . بعدها قدم باقان أموم فروض الولاء والطاعة للرئيس سلفاكير ؛ الذي غفر له اتصالاته المريبة مع قوش ، حسب ما أخبره بها شقيقه الرئيس البشير . ولكن استمرت الشراكة التجارية بين قوش وباقان ، الى يومنا هذا . خامسا : أجرى قوش عدة حوارات مع السيد الإمام خلال الفترة ( من أغسطس 2009 الى أبريل 2011 ) التي أمضاها قوش مستشارا رئاسيا لشئون الأمن الوطني ! يرحب السيد الإمام بالإستماع . يخبرك السيد الإمام بأن القرآن قد حثنا على الإستماع قبل الرؤية . وحتى عندما يتحدث الله عز وجل عن ذاته الإلهية يقول : ( السميع البصير) . في آية أخرى، أثنى الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان يستمع إلى الآخرين، ولهذا، وصفه المشركون بلفظ ( أضينة ) ، أو أذن ؟ ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ! قل أذن خير لكم ! يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ! ورحمة للذين امنوا منكم ، والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) . ( 61 – التوبة ). السيد الإمام يستمع حتى لقوش ، الذي أذاه وعذبه عندما كان في السلطة . ولكن سادة الإنقاذ قوم لا يستمعون ، بل هم قوم يجهلون ! سادة الإنقاذ يطلبون من المعارضة قبول دستورهم وافكارهم وسياساتهم ، من منطلق أنهم على الحق ، والمعارضة على الباطل . هذه هي نهاية الحوار الهادف ! إنه مونولوج . وفي المونولوج، يكون هناك شخص واحد فقط يتحدث، ويكون على الآخرين الإستماع إليه. هذه هي فكرة الطغيان والإستبداد. يطلب السيد الإمام من الإنقاذيين الإستماع إليه ولكن للأسف في آذانهم وقر ! سادسا : في يوم الثلاثاء 26 أبريل 2011 ، تناول قوش طعام الغداء مع السيد الإمام في منزله . كرر السيد الإمام لقوش مقولاته التي جهر بها في كافة المنابر لتغيير نظام البشير منطلقا من الأجندة الوطنية وبرنامج الإصلاح الوطني ؛ لأنه يؤمن بأن الأفكار كالمادة ، تتعفن إذا تم حجب الشمس والضوء عنها . فلذلك أفكار السيد الإمام كتب مفتوحة للكافة ، لقوش ولغيره من البشر . أمّن قوش على برنامج الإمام للإصلاح الوطني ، وناشده قائلا : ( النظام بلا رأس ، تعال قودنا )! في مساء نفس اليوم ، صدر قرار اعفاء قوش من مستشارية الأمن ، وتوقفت اتصالات السيد الإمام به نهائيا . كان السيد الإمام يحاور قوش بصفته الممثل الرسمي لنظام البشير ، كونه المستشار الرئاسي الأمني للنظام ؛ بينما لقوش رأي آخر . لم يحاور قوش السيد الإمام بخصوص انقلاب عسكري ، لأنه يعرف موقفه المبدئي من الإنقلابات ، ورفضه القاطع لها ، وايمانه الثابت بأنها لا تقود إلا الى مزيد من التشظي والإستبداد والفساد . أفتى السيد الإمام بحُرمة الإنقلابات العسكرية مهما كانت الأسباب والمبررات. نقطة على السطر . يسعى الدكتور نافع ولاعقو أحذيته من الإعلاميين المأجورين لإشاعة البلبلة بالكذب الأشر ،وهم يعلمون . ألم يسمع القوم الأستاذ علي عثمان محمد طه ( يوم السبت أول ديسمبر 2012 ) ، وهو العارف لما بداخل حلة الإنقاذ ، يؤكد على رؤوس الأشهاد أن مدبري المحاولة الإنقلابية كانوا جميعهم من عناصر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ، الذين خرجوا عن البيعة للرئيس البشير والعهد له ! قمة الوقاحة أن يدعي مكابر من الصغار أن عراب الثورات السلمية الذي سطر بيده مانفستو ثورة أكتوبر 1964 ضد نظام عبود العسكري ، ومانفستو انتفاضة أبريل 1985 ضد نظام نميري العسكري ، وحامي حمى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، يمكن أن يشارك قوش ، رمز الإستبداد والفساد ، في انقلاب عسكري ، يُصادم مفاهيمه ، ويتناقض مع مرجعياته ، ويخالف فكره الذي ظل وفيّاً له طوال عمره ؟ لن يسمح السيد الإمام لقوش أن يفاتحه في أمر كهذا ، حتى يلج الجمل في سم الخياط ؟ هل ينكث السيد الإمام غزله من بعد قوة أنكاثا ؟ يرفض السيد الامام التعيين في البرلمان او السلطة التنفيذية ( حتي لو كانت ثورية كما في اكتوبر وابريل ) ، ويصر علي أنتخابه بواسطة الشعب في أنتخابات حرة ونزيهة ! لن نصدق أن السيد الإمام يسمح لقوش بمفاتحته ، دعك من تجنيده ، في محاولة انقلاب عسكري ، إلا لو صدقنا أن الإمام مالك يعاقر الخمر ؟