مائتان من ابناء السودان يرزخون في سجن برج العرب بمصر بعد أن قضوا فترات احكامهم المختلفة.. أي أنهم ارتكبوا مخالفات قضت بهم إلى اتون السجون ولكنهم بعد انقضاء فترات احكامهم ظلوا في الحبس لعدم مقدرتهم على دفع نفقات ترحيلهم إلى السودان..وهذه ليست الحالة الوحيدة للسودانيين بالدول العربية ففي سوريا عدد ليس بالقليل وكذلك في الأردن وعدد من الدول العربية..وازاء هذه الحالة نتساءل من المسئول عن هؤلاء؟؟ أليس واجب الدولة عبر اجهزتها العدلية والقانونية اجراء تفاهمات مع هذه الدول الشقيقة لإطلاق سراح هؤلاء؟ أليست هناك صيغ تمكن اعادة هؤلاء ليعيشوا اعزاء على أرض بلادهم أليس في الامكان أن تقوم الحكومة بمثلما نقلت السودانيين من ليبيا أبان الثورة أن تنقل هؤلاء الذين ظلوا في السجن بعد أن قضوا فترات الأحكام وصار في حل من السجون. أين منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان في معالجة أحوال بعض ابناء السودان الذين هاجروا بطرق مختلفة وقذفت بهم الأقدار في سجون بعض الدول- وفق قوانينها- وظلوا في السجون لسنوات خاصة أولئك الذين كانوا في العراق وفروا إلى الأردن وسوريا واقاموا بهاتين الدولتين دون التماس الطرق القانونية للإقامة فوضعوا في خانة المخالفين سواء بقوانين الإقامة.. أو تأخر الرسوم المقرر وتراكمها لدرجة تعجزهم على الوفاء بها.. تقديري أن اوضاع السودانيين في العديد من الدول العربية الشقيقة متردية ومعظمهم يواجهون ظروفاً مأساوية تستدعي تحرك الحكومة ازاءهم واسرهم ومعالجة تلك الأوضاع..واقرب مثال هو حالة المحكومين الذين قضوا الاحكام وظلوا في السجون لعدم قدرتهم على توفير قيمة تذكرة السفر مع اصرار السلطات المصرية على ضمان سفرهم مباشرة من السجن إلى الطائرة. رئيس الجالية السودانية بالقاهرة الدكتور حسين محمد عثمان طلب إلي إثارة هذه المأساة التي تستدعي التحرك السريع لترحيل هؤلاء المائتين من ابناء السودان بالقاهرة.. غير أن هناك صور مماثلة في بلدان عربية أخرى تستدعي الدراسة والتحرك لأن هؤلاء ومهما كانت اسباب ودواعي خروجهم من البلاد وكيفية خروجهم..فإن الضرورة تقتضي معالجة اوضاعهم..والإنسان لا يترك بلده إلا في ظل مصاعب ومتاعب حياتية تدفعه للمغامرة..وكذا تطلعات وتفاؤل بتحسين أوضاعهم المعيشية أو بريحة الجنة التي ترتسم في مخيلاتهم..وكل هذا امر مباح حتى يصطدموا بالواقع وتقودهم الظروف أو الجهل بقوانين تلك البلدان إلى ظلمات السجون وأتونها..ولكل ذلك يتوجب علينا حكومة ومنظمات انسانية الاسراع بدراسة هذه الحالة وبقية الحالات وايجاد الحلول لها خاصة وأن شعبنا مستهدف..وبلادنا مستهدفة وهناك مؤامرات كثيرة تحاك ضدنا.. وعلى رأسها الهجرة.. هجرة العقول وهجرة الخيرات بل وهجرة الأطفال الذين تتم سرقتهم بانتظام لكي يعيدوهم وقد تم شحنهم ضد بلادهم وتحريضهم عنصرياً ودينياً.. ليعودوا أو يعملوا على زعزعة الاستقرار في البلاد.. ألا هل بلغت..اللهم فاشهد..