! منح قانون الانتخابات السوداني لعام 1953م المرأة السودانية حق التصويت بشرط إكمال المرحلة الثانوية ، وبعد ثورة اكتوبر 1964م حصلت المرأة السودانية على حق التصويت والترشيح ودخلت اول امرأة سودانية البرلمان عام 1965م عبر دوائر الخريجين وهي الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم ثم ازداد عدد النساء السودانيات البرلمانيات بشكل مضطرد، والآن يُوجد في المجلس الوطني عدد كبير من البرلمانيات السودانيات ، أما في السعودية ، فقد تم الاعلان في يوم 11/1/2013 عن صدور مرسوم ملكي يسمح للمرأة السعودية بدخول مجلس الشوري لأول مرة في تاريخ المملكة بعد أن خصصت للنساء السعوديات نسبة مشاركة قدرها 20% في مجلس الشوري، وبهذا فإن الفاصل الزمني بين أول مشاركة برلمانية سودانية وأول مشاركة سعودية هو 60 عاماً بالتمام والكمال مع ملاحظ أن المرأة السودانية ، وبخلاف السعودية ، كانت وما تزال تملك حق الترشيح ، وهناك عدة وزيرات سودانيات والله وحده يعلم متى تصل المرأة السعودية إلى درجة وزير أو حتى وكيل وزارة ، لكن كما يقولون العافية درجات والجايات أكتر من الرايحات! دخلت آمنة عطية التاريخ الاجتماعي السوداني من أوسع الأبواب فهي أول إمرأة سودانية قادت سيارة وكان ذلك في عام 1945 إبان حقبة الاستعمار الانجليزي ومن ثم فتحت الباب أمام قيادة المرأة للسيارة في السودان حيث يكفل قانون المرور السوداني القديم والجديد حق قيادة السيارة للرجال والنساء على حد سواء منذ أجيال ومافيش حد أحسن من حد كما تقول السائقات السودانيات خصوصاً أن كل الاحصائيات الجنائية السودانية تثبت أن نسبة الرجال الذين يتسببون في حوادث المرور أكبر بكثير من نسبة النساء اللائي يقدن بحرص وحذر حسب طبيعتهن المتأنية ولا يدخلن في مهاوشات وسباقات متهورة مع الآخرين بأي حال من الأحوال، ولم تقتصر قيادة المرأة السودانية على السيارات الخاصة ، ففي مشروع الجزيرة ، كانت زينب بت شيخ الأمين تقود مختلف الجرارات الثقيلة من تراكتورات وحاصدات بحكم أنها كانت متفرغة لفلاحة حواشة والدها، أما في السعودية، فالمرأة ما زالت ممنوعة من قيادة السيارة حتى تاريخ اليوم، والمرجح أن النساء السعوديات اللائي تم تعينهن من قبل العاهل السعودي وعددهن 30 إمرأة سوف يذهبن إلى مجلس الشورى في سيارات يقودها رجال بنغاليون وهنود ، والله وحده يعلم متى يسمح القانون السعودي للمرأة السعودية بقيادة السيارة علماً بأن إحدى النساء السعوديات قد قادت سيارة تحت ظرف إضطراري لانقاذ زوجها المريض ومع ذلك تمت معاقبتها لخرقها لقانون حظر القيادة على النساء، وبذلك يكون الفاصل الزمني بين قيادة المرأة السودانية وقيادة المرأة السعودية ، التي لم تتحقق رسمياً بعد ، 68 عاماً قابلة للزيادة لأجل غير مسمى! فيصل الدابي/المحامي