في يوم السبت الموافق 5 يناير 2013 و في عرض فريد من التنوع و الشمول، وقعت المعارضة السودانية ميثاق الفجر الجديد. ويحدد الميثاق رؤية للمستقبل ويضع أساس مفصل للاساليب و الاداوات لاسقاط النظام الحاكم ووضع السودان في طريق الحكم الرشيد والديمقراطية في المرحلة الانتقالية ما بعد حزب المؤتمر الوطني. الميثاق يحترم حق جميع الموقعين في استخدام الاساليب التي يرونها مناسبة لاسقاط النظام و لكن يعطي الافضلية لاساليب المقاومة السلمية والحراك الميداني اللاعنفي. كما يتناول مواضيع خلافية تسببت في عدم استقرار السودان منذ استقلاله، بما في ذلك: الهوية و التنوع، العلاقة بين الدين و الدولة، هيكل الحكم، المساءلة و العدالة الانتقالية، العنصرية، التنمية الاقتصادية و الخدمات الاساسية (التعليم، الصحة، صحة البيئة، الزراعة و الحق في الارض). وهذه المنصة المشتركة للتفاهم تكون بمثابة الأساس الذي تعتمد عليه كل الفصائل الموقعة و التي يمكنها تشجيع الناخبيين على ان يكونوا جزءاً من انتفاضة شعبية سلمية. لماذا الميثاق فريد من نوعه؟ المشاركة المتنوعة في هذا الميثاق جعلته مختلف عن الجهود الماضية للعمل من اجل التغيير.هذا الميثاق تم التوقيع عليه من قبل مجموعات من المجتمع المدني، حركات شبابية و نسوية، قطاعات و اتحادات مهنية، حركات مسلحة و احزاب سياسية. ميثاق الفجر الجديد كان نتيجة لجهود سودانية و لم يكون نتيجة جهود او تعاون من جهات اجنبية. اذا تم احترام و تنفيذ هذا الاتفاق المتعدد الاطارف سوف نبعد من تاريخ مليء بالاتفاقات الفاشلة و التي تفتقر تمثيل واسع و لها اجندة خفية. حركة قرفنا تعترف بأن هذا الميثاق ليس وثيقة مثالية، وإنما عمل رهن التحديث و مفتوح لمحاولات للتحسين. وتمت كتابته تحت الكثير من الضغوط نظراً للازمة التي تواجهها البلاد. ومع ذلك فإننا نعترف أيضاً بانه نجاح في حد ذاته ان تتمكن مجموعة متنوعة بهذا الشكل من الجلوس في غرفة واحدة و المناقشة و الاتفاق على مجموعة واسعة من المواضيع التي تعتبر حيوية بالنسبة لمستقبل السودان وشعبه. التحديات المقبلة في الأشهر القادمة يجب على جميع الكيانات التي وقعت على هذا الميثاق العمل من أجل إعطاء الشعب السوداني الملكية الكاملة لمحتويات الميثاق والمواضيع المطروحه فيه بتوزيعه على نطاق واسع وتسهيل النقاش حول محتوياته على المستوى الشعبي. قرفنا تقف الى جانب هذا الالتزام وبدات العمل في طرح الميثاق و الترويج له في الشارع. معظم عمل ونضالات قرفنا في الثلاثة سنوات الماضية توضح ان اكبر تحدي لحدوث ثورة شعبية في السودان هو ضعف التنسيق والاتصال بين الجماعات الأكثر حيوية ونشاطاً في المجتمع السوداني. تقف حركة قرفنا باقتناعها ان التغيير الوحيد الذي تريده هو المقاومة السلمية و المدنية الللاعنفية و العمل الشعبي. و توقيع هذا الميثاق لا يعني أننا نريد أن نكون حزباً سياسياً، وإنما نطمح و نطمع أن نظل جزءاً من المجتمع المدني وجهاز رقابي للحكومات في المستقبل حتى بعد سقوط حزب المؤتمر الوطني. قرفنا حركة مقاومة شعبية سلمية من أجل إسقاط المؤتمر الوطني