بما ان المقولة السودانية الشهيرة تقول ( الله لاجاب يوم شكرك يا عتمان ) اي اليوم الذي تفيض فيه روح الانسان الي بار ئها كما ان حكمة المولي عز وجل و سنن الحياة التي لا تتبدل , ان الكثير من الاشياء لايدرك البشر قيمتها الا بالحرمان منها او فقدانها , وعلي سبيل المثال الصوم هو الذين يبرهن للانسان بيان بالعمل مدي اهمية الاكل والشرب , وبالتالي الكثير من الجوانب المشرقة في حياة الانسان لا تسلط اليها الضوء الا بعد ان يتوفاه الله , وبالا مس قبل ان يواري جثمان فقيد الوطن والفن الثري , بدت مأثره تظهر جليا , حيث اكدت ام لايتام , ان الفقيد يكفل ابنائها منذ عام 2007م وبواقع خمسمائة جنيه في الشهر , و أفضل الخلق , الرسول (ص) قال فيما معناه , انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين , مشيرا الي اصبعي الصبابة والوسطى , فأبشر بالجنة يا ايها المحمود . كما تواترت الانباء عن ايمان المرحوم بقضايا الهامش , و تكلل ذلك بانضمامه للحركة الشعبية , كما حدثت واقعة اخري بدارفور تدل علي ان المرحوم كان ينادي بتحقيق العدالة لاهل دارفور ومحاسبة مرتكبي جرائم الابادة الجماعية , وبما ان العدالة قيمة انسانية عظيمة , في تقديري لايدرك كنهها الانسان الا اذا ارتقي الي درجة من السمو والكمال , كالمرحوم طيب الله ثراه , فالواقعة المذكورة مسرحها مدينة الفاشر السلطان , وعلي خشبة المسرح وعلي الهواء , حيث ضاق المكان المذكور بما رحب من عشاق الفن ومحبي الحوت , وحينما اعتلي المسرح حيى بمشاعر دفاقة وبصورة هستيرية اكدت ان الفن لايعرف لون ولا قبيلة ولا جهة و لا يحزنون , وكما يقولون اذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها ,لحرارة الترحاب ربما احتار المرحوم في كيفية رد التحية , في البدء استحضر عبارة كان يرددها بجوبا ( الله لويا, الله لويا ) ثم استدرك انه بدارفور جرح السودان النازف , وباحساسيس الفنان الرقيقة , تحسس مشاعر اهل دارفور المتعطشين للعدالة , وبديهي انه كفنان يحس بمشاعر الاخرين ويعبر عنها , فصاح بلاخوف ( اوكامبو و ي ي ي اوكامبو وي ي ي ) فألهب مشاعر الجماهير المحتشدة , فردد معه الجميع بصوت داوي حتي كاد المسرح ان يتهدم . سلطات الانقاذ بالفاشر لم تتورع فسرعان ما احالت البهجة والطرب الي بوليس كيس , موضوع الاتهام الاساسي او السبب العبارة التي رددت ,و لكن بقدرة قادر عدل الي حد الشرب , عفوا عزيزي القارئ هذا ليس غريبا لقد دأبت الاجهزة العدلية علي ذلك تحت نير الانظمة الشمولية , فالاستاذ الشهيد / محمود محمد طه الذي نجتر ذكري استشهاده في هذه الايام القي القبض عليه وقدم للمحاكمة تحت طائلة المادة 96 ط ك من قانون العقوبات لسنة 1983 , اي جرائم موجهة ضد الدولة يعني سياسية , لكن من محكمة الاستئناف فما فوق الموضوع حرف و بدل الي حد الردة . ابوطالب حسن امام المحامي.