مازلت لا اصدق رحيلك المفاجئ يا امير اللحن الدافئ والاحساس المرهف.... كلما استمعت لصوتك العزب ترانى اردد : وحات الريدة يا أسمر فراقك ثانية مابنقدر لكن غايتو نتصبر وكل ما ليك نتذكر كل مانحن نتذكر تنزل دمعة تتحدر نرجع تاني.. نغفر ليك قدمت لنا الكثير وتستحق ان نوفيك باكثر ولكننا لا نملك غير الكلمات ... ونرثيك بذات الكلمات التى كتبه خالك الاستاذ امين محمد الطاهر و تغنيت انت بها ، يرحمك الله ويغفر لك ولنا جمعيا. فى نادى المكتبة القبطية بالخرطوم فى عام 1990 و نحن طلاب بجامعة القاهرة فرع الخرطوم قبل ان تختطف و تسمى بجامعة النيلين, كنا على بضعة خطواط من النادى, وكان وقتها شعلة من النشاط الثقافى و الابداعى الاجتماعى, حيث كانت تقام معارض ثقافية و فنية من قبل روابط وا تحادات طلاب العاصمة و الولايات بالجامعة بمختلف اتجاهاتهم السياسية و الايديلوجية. وكنا نقضى معظم الاوقات فى هذه المعارض والايام الثقافية المختلفة. ونادرا بمكان ان تمر اسبوع او اثنين دون ان نسمع با علان بقيام اسبوع ثقافى لرابطة ابناء او اسرة منطقة ال .... بجامعة القاهرة... فقد كان جامعة القاهرة (الفرع) كما يحلو للناس تسميته, عبارة عن وعاء كبير للتمازج والاختلاط بين كيانات السودان المختلفة ومن كل اطراف السودان رغم المضايقات وصعوبة الحياة الذى كان يواجه ابناء الاطراف ... ولكن رغم ذلك كنا نشارك اخوتنا من ابناء الروابط الاخرى, وكان هناك الكثيرين من ابناء المركز يشاركوننا و يتداخلون ايضا مع روابط الاطراف دون اى تحفظات او حواجذ. من هذا المدخل استمعت واستمتعت لاول مرة لغناء محمود عبدالعزيز, فقد دعتنى احدى زميلاتى لحضور يوم ثقافى اقامها احدى جمعيات كلية القانون حيث كانت عضوا فيها فى نادى المكتة القبطية.. وكانت المحاضرات فى تلك اليوم اتذكر اللغة الفرنسية و كانت بالنسبة لى سهلة , واذكر ايضا مادة تاريخ القانون وكنت لا اطيق الاستاذ الذى يدرسه فعملت( دكوك) بالعامية يعنى فوته المحاضرات... ذهبت الى النادى و كانت فقرة غناء محمود وقفت مشدوها استمع الى هذا الصوت القوى باهتمام وتآثر, خاصة عند غنائه لفاصل من اغنيات الحقيبة الرائعة.. وما ادراك وما الحقيبة... فن وكلمة وايقاع ... استمتعت بدرر و روائع الحقيبة وظللت متالقا بها الى يومنا هذا. احب محمود الجنوب كما لم يحب مكانا غيرها, وبادله شعب جنوب السودان الحب نفسه, ولم يبخل محمود كذلك بل وجعل مدينة جوبا مسرحا كبيرا تغنى فيها محلقا فى شوارعها و نيلها وجبالها. واستطاع محمود عبد العزيز بحنجرته الذهبية هذا من توظيف موسيقاه ولحنه بايقاعات سحرية منقطع النزير. منذ ذلك الوقت كان تالقى وتالق معظم الشباب بصوت هذا الشاب وغنائه الظاهرة. فمهما كتبنا عنه اجمل الكلمات وسطرنا بقلمنا هذا مآثره فلا نستطيع ان نوفيه شياءا بقدر ما اعطانا و قدم لنا من درر الالحان و الغناء, و سيظل محمود أيقونة الغناء وشعلة الفن العظيم.