تتسارع وتيرة الأحداث في العالم العربي والأسلامي حيث كانت في الماضي تنحصر في القضية الفلسطينية , أما حاليا فقد ظهرت المشاكل المتعددة في الدول العربية فشملت تونس ومصر وليبيا والعراق وسوريا والسودان , وصارت كل دولة مشغوله بأحوالها الداخلية وتصب كل جهودها في حلحلة تلك المشاكل التي تخصها بحيث تعود الحياة كما كانت من قبل . إذا ما رجعنا القهقري لمشكلة جنوب السودان نجد أن مجمل أهداف التمرد كانت تتلخص في المطالبه بالحكم الذاتي وكان هذا ما يطمح أليه أهل الجنوب وليس الأستقلال عبر دوله قائمة بذاتها , وكانت ثمة بعض المتطرفون ينادون بالإنفصال ولكن علي إستحياء لأنهم يدرون موقف بلدهم الأقتصادي وعدم وجود البنية التحتية التي تسمح بإقامة دوله خاصة بهم لا سيما وإن الدولة ليست لها منفذ بحري يسمح لها بالتفاعل التجاري والأقتصادي مع العالم . كانت الحروب مستعرة في مدن الجنوب وحينما شعر المتمردون أن لا طائل من حربهم في هذا الأقليم توجهوا لأغواء سكان مناطق النيل الأزرق والأقليم الشرقي ومناطق جبال النوبة ونجحوا في أغواء البعض منهم لينضموا لهم في حربهم ضد الشمال الذي همش كل تلك المناطق ولم يقم فيها البنية التحتية القوية وفق رؤيتهم . حينما فقد بعض الساسة في السودان الأمل في قيادة الدولة السودانية خرج الكثير منهم لمعاضدة التمرد الجنوبي ضد الدولة السودانية ومن أوائل هؤلاء الثوري المرفوع للقوة مائة " فاروق أبوعيسي " والذي حرض أهل الجنوب علي طلب حق الأنفصال في إعلان أسمرا, حتي إن بعض قواد التمرد تفأجاوا بمثل هذا الطلب والذي لم يك أبدا في أجندتهم المرفوعة .
وحاليا نشط هؤلاء الخونة " خونة الوطن " في إبداء حراك خارجي مساندين المتمردون في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان في إعلان أسموه " الفجر الجديد" معلنين الكفاح المسلح ضد حكومة السودان , نعم من إستحي مات , نحن شعب إنتخبنا من يمثلنا ولقد كانت تلك الأنتخابات غاية في النزاهة وفق رأي الرئيس السابق لأمريكا " كارتر " وحاليا يطلق أبو عيسي آراءه وينادي بالكفاح المسلح ضد هذه الحكومة , أما كفاك يا أبوعيسي نجاحا في فصل الجنوب ؟ أم تريد أيضا أن تككل مساعيك المستقبلية بفصل تلك النواحي والبقاع العزيزة لبلادنا ونحن نقف ننظر إليك ونستمع لكلامك الفارغ من المضامين و الأهداف !! إنني كشخص عادي ممثل لأبناء الشعب السوداني أخجل لأن أردد مثل هذا الحديث لكائن من كان من شعب السودان الأبي العزيز , الشعب ا لذي هزم الأمبراطورية البريطانية حينما كانت الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في العالم !! وهذا الشعب الكريم الأبي حينما يكون متسامحا يا أبو عيسي هذا لا يعني إنه لا يدري ما يجب أن يكون من أمر جلل عزمت عليه للمرة الثانية , فالكريم قد يسمح للمرة الأولي ولكنه لن ولن يسمح لك بالتلاعب بمقدرات الأمة وأهلها . وكما عضد أبو عيسي التمرد سابقا ممثلا في إعلان أسمرا حاليا يذهب أبوعيسي وأذنابه لكمبالا ليمهروا " إعلان كمبالا " , وبالتالي كما لعبوا بالنار من قبل فأنهم يلعبون بها للمرة الثانية , وبما إنني من عامة الشعب السوداني الحر الكريم أطالب بمحاكمة كل من سولت له نفسه بالقيام بهذا العمل القبيح والمثول أمام المحكمة ليحاكم علي قضية الخيانة الكبري للسودان وأهله . عاش السودان وعاش أهله كرماء أعزاء ولا نامت أعين الجبناء الخونة .