سعدت كثيرا بالتعليقات التي وردت حول موضوع (الزبير باشا رحمه في الذكرى المئوية لوفاته) ورغماً عن أن العديد من التعليقات حفلت بالكثير من المهاترات إلا أنني سأرد على ما ورد بعيداً عن التجريح والإسفاف. 1. لا يمكن لأي مؤرخ أن يكتب عن (الزبير باشا) دون التطرق لموضوع تجارة الرقيق وقد كان المقال المذكور عبارة عن رد لسيرة حياته وسأوافي الجميع بمقال منفصل بعنوان (الزبير وتجارة الرقيق) مدعوماً بالأسانيد التاريخية متمنياً أن ينال حظه من النقاش وصولاً للحقيقة فهي أجدى وأنفع لشعبنا. 2. الحديث عن انتساب الجعليين لجدهم جعل العباسي حقيقة وردت في كل كتب الأنساب السودانية والعربية ويمكن الرجوع إليها للتأكد. ونذكر بعض المراجع على سبيل المثال لا الحصر: من المكتبة السودانية: · كتاب الجعليون والعباسيون في السودان، تأليف: أبو سفيان المرضي البشير · دليل الأنساب في السودان، تأليف: عثمان حمدالله الحاج. · تاريخ وأصول العرب في السودان، تأليف: الفحل الفكي الطاهر ومن المكتبة العربية: · كتاب الأساس في انساب بني العباس للكاتب السعودي الأستاذ حسني أحمد علي. ويمكن لمن اراد الاستيثاق الرجوع لمثل هذه المصادر بدلاً من لغة التهكم والتجريح بدون سند تاريخي. 3. ورد في أحد التعليقات أن الزبير والدته (ضوه) وللحقيقة والتاريخ نذكر نسب الزبير لأمه، فأمه (شمه) وقد سميت على اسمها العديد من النساء بمنطقة الجيلي، وهي شمه بنت ولد النيل الكبير ووالدتها جعلية نقعابية من آل (أبو دريع بسيال كريم الدين) بالمتمة غرب شندي، وأجدادها ملوك المتمة، ومنهم جدها الملك (إدريس ابو دريع) وجدها الملك عبدالله ود سعد. ومن أقربائها المشهورين (عبدالرحمن النجومي) أمير أمراء المهدية والقائد السابق في جيش الزبير باشا، ومن أقربائها المعاصرين (البكباشى عبدالحفيظ شنان) وشقيقه (اليوزباشى عبدالرحيم شنان). 4. بعيدا عن حديث النسب والأنساب فإننا نؤمن بأن الأصل والنسب لا يعني شيئاً، ويبقى عمل الانسان وتعامله هو الفيصل. فكلنا لآدم (وآدم من تراب) كما نعتز كثيراً بأصولنا الزنجية فنحن أبناء هذا التمازج. أما الانتساب إلى (العباس بن عبدالمطلب) فإن كان تهمة فإننا لا ننكرها، وإن كان شرف فإننا لا ندعيه. 5. رداً على ما أورده (sese) فكل ما ذكره يجافي الحقيقة تماما ولست أدري من أين جاء بهذه المعلومة المغلوطة، فالزبير ذهب الى مصر طوعاً لعرض الخلاف بينه وبين (إسماعيل باشا أيوب) على خديوي مصر، فهو لم يعتقل بواسطة غوردون كما ذكر الكاتب، كما أن الزبير لم يلتق (بغوردون باشا) بالسودان على الاطلاق، بل التقى به في مصر حينما عرض عليه الذهاب للخرطوم للقضاء على الثورة المهدية، وقد كان لقاء عاصفا رفض فيه الزبير عرض غوردون، كما ورد في مقالي مثار النقاش، وكل الكتب والمصادر التاريخية تؤكد ذلك، كما أن فيلم الخرطوم) وهو فيلم انجليزي صوّر هذا المشهد التاريخي. أما ما ذكره الكاتب عن وفاة الزبير بمصر. فالزبير لم يتوفى بمصر بل توفي في بالجيلي، وما زال قبره شاهداً على ذلك بمقابر الأسرة بالجيلي. ولمزيد من التأكد يمكن الرجوع الى المصادر التالية على سبيل المثال لا الحصر: من الكتبة السودانية: · تاريخ وجغرافية السودان، تأليف: نعوم شقير. · تاريخ السودان الحديث، تأليف: ضرار صالح ضرار · السودان في قرن، تأليف: مكي شبيكة ومن المراجع الأجنبية: · كتابي تأليف ه. س جاكسون · العاج الأسود · ما وراء السودان الحديث. ومن المكتبة العربية: · في شأن الله أو تاريخ السودان كما يرويه أهله للكاتب المصري محمد أحمد الجابري · كتاب الزبير باشا ودوره في السودان في الحكم المصري للدكتور عز الدين إسماعيل. 6. ما ورد في تعليق (حفيد الزبير) تعليق سخيف لا يستحق المناقشة ولا يعبر عن راي أحد فهو متطرف لا معنى له. 7. ورد في تعليق (ود الحاجة) أن معركة منواشي 1874م حسمها الجيش المصري بمساعدة الزبير. وهذا يجافي الحقيقة فالزبير بجيشه وحده هو الذي هزم جيوش سلطنة الفور بقيادة السلطان (إبراهيم قرض) ودخل الزبير وجنوده الفاشر في 3/11/1874م بينما وصل الجيش المصري بقيادة (اسماعيل باشا أيوب) في 11/11/1874م ونتيجة لذلك دفعت الحكومة المصرية التعويضات للزبير باشا واستمرت كمعاشات لأبنائه تصرف بالسودان من السفارة المصرية بالخرطوم. 8. ورد في أحد التعليقات تشكيك في قيمة ثروة الزبير باشا وهي لا تهمنا كثيراً كثروة. ولمن اراد التأكد نشير إلى وجود الاعلام الشرعي لورثة الزبير باشا وقيمة الثروة بغازيتة جمهورية السودان وهي متاحة لمن أراد الاطلاع، كما أننا كأسرة نمتلك هذه الوثائق. وتعرضت ثروة الزبير باشا للمصادرة: · صادر غوردون باشا (5 ألف جنيه استرليني) بعد اغتيال سليمان الزبير باشا 1879م. · صادر الحكم الثنائي المصري الانجليزي اراضي الزبير واقيم على جزء منها مشروع الجزيرة في عام 1927م وقد رفعت أسرة الزبير قضية تعرف في الصحف بتعويضات ملاك اراضي مشروع الجزيرة ورغم صدور حكم لصالح المتضررين إلا ان القضية ما زالت تراوح مكانها فقدت دفعت تعويضات لبعض الملاك من اسرة الزبير باشا وبعض الأسر الأخرى وما زال البقية في انتظار التنفيذ. · صادرت حكومة الفريق عبود اراضي الزبير باشا بالجنيد ومن بينها الأرض المقام عليها مصنع سكر الجنيد الحالي. · صادرت حكومة جعفر نميري اراضي الزبير باشا بود رملي واقيم عليها مشروع ود رملي التعاوني وبعد عدة قضايا تم تعويض الأسرة في عهد الديمقراطية الثالثة بحواشة في نفس المشروع لكل أسرة من أبناء الزبير باشا. 9. ورد في بعض التعليقات أن الزبير كان عميلاً للأتراك والبريطانيين ولنا أن نتساءل: 1. كيف يكون عميلاً للأتراك والمصريين ومن ثم احتجازه بمصر لكي لا يعود إلى السودان؟ 2. وإذا كان عميلاً للانجليز لماذا تم نفيه إلى جبل طارق تحت الحراسة؟ 3. وكيف يكون عميلاً للانجليز وقد رفض عرضهم بأن ينصب ملكا على السودان؟ 4. وكيف يكون عميلاً للانجليز من رفض المشاركة في حملة (الجنرال بيكر) للقضاء على عثمان دقنة؟ وهذه الحقائق موجودة في كل كتب التاريخ السودانية والأجنبية التي تعرضت لتلك الفترة والوثائق موجودة بدار الوثائق المركزية بالخرطوم ودور الوثائق بمصر وتركيا وبريطانيا وتمت بعض مداولاتها في مجلس العموم البريطاني وما زالت موجودة وقد اطلعنا عليها في فترة من الفترات. ختاماً معذرة للإطالة فقد كان الوقت ضيقاً لا يكفي للإيجاز متمنياً أن يكون فيما ورد رداً لجميع التعليقات مع شكري وتقديري لجميع من أدلى برأيه في هذا المقال.