أحدث توقيع الدكتور يوسف الكودة ، رئيس حزب الوسط الإسلامي بيانا مشتركا مع القائد مالك عقار ، رئيس تحالف كاودا ( كمبالا – الخميس 31 يناير 2013 ) ورجغة في وسائط الإعلام في الخرطوم وفي الأسافير . أراد البعض أن يفهم وينشر أن الدكتور الكودة قد وقع على ميثاق الفجر الجديد ؛ وهذا ما لم يحدث . رفض الدكتور الكودة التوقيع على الميثاق لتحفظه على كثير من بنوده ، ووقع على بيان نقّط الحروف المنقطة ، لحفظ ماء الوجه . دعنا نبدأ القصة من طقطق ، لكي ننقط الحروف غير المنقطة ، لفائدة الحقيقة أولا وتحالف كاودا ثانيا ، والقارئ الكريم ثالثا . نرفض أن نحاكي النعامة ، ونرفض أن نمارس البغبغة ، ونرفض أن نكون كالذين لم يروا الفرعون العريان ، ولا كالذين لم يروا الفيل الموجود في الغرفة . ونرفض أن نغش أنفسنا ، ونغش غيرنا . ونفضل أن نواجه الحقيقة ، حتى ولو كانت في طعم الحنظل ، لأنها تبقى على الأرض وغيرها يذهب جفاء . ومن بعد ومن قبل ورغم احترامنا للدكتور الكودة ، فإن حزب الوسط الإسلامي حزب صغير في عضويته ، ولا يمثل رقما مهما في المسرح السياسي السوداني ، حتي يحدث توقيع رئيسه من عدمه كل هذه الورجغة. دعنا نبدأ المسلسل : + في يوم الأربعاء 4 يونيو 2012 ، وقعت 19 من الأحزاب والمنظمات المعارضة وتحالف قوى الإجماع الوطني المعارض على برنامج البديل الديمقراطي ، لما بعد سقوط نظام البشير ( اليوم التالي ) ... الفترة الإنتقالية ! + في يوم الجمعة 5 اكتوبر 2012 ، اعتمد تحالف كاودا الثوري وثيقة جديدة ومنفصلة لإعادة هيكلة الدولة السودانية ! + بعد الإعلان عن ميثاق هيكلة الدولة ، شن تحالف كاودا هجومأ ً عنيفاً على السيد الإمام لتحذيره ( السيد الأمام ) من اسقاط نظام الإنقاذ بالقوة كما جاء في وثيقة هيكلة الدولة ، ورفض التحالف ما أسماه ( وصاية ) السيد الإمام عليه وعلى خياراته ! + في يوم الجمعة 14 ديسمبر 2012 ، اتفق حزب الأمة وتحالف كاودا ، في لندن ، على تطوير الوثيقتين واعتماد برنامج مشترك يلبي الحد الأدنى والمشترك من أهداف المعارضة السياسية والمسلحة ، وتصورهم لسودان ما بعد الإنقاذ ، واعتماد وسائل اسقاط النظام . + في يوم السبت 5 يناير 2013 ، دعا تحالف كاودا فصائل قوى الإجماع لإجتماع في كمبالا ( لمناقشة ) هذا البرنامج المشترك . لم تتم دعوة الدكتور الكودة لهذا الإجتماع ، ولم يشارك فيه . + ولكن وبدلا من المناقشة والحوار ، قدم تحالف كاودا وثيقة جاهزة ( ميثاق الفجر الجديد ) ، التي وقع عليها ممثل تحالف قوى الإجماع الوطني ( دون الرجوع وأخذ موافقة التحالف ) وآخرين من داخل وخارج التحالف . + خلال يناير 2013 تحفظت مكونات تحالف قوى الإجماع على بعض ما ورد في وثيقة الفجر الجديد وطالبت بمناقشتها وتعديلها . وافق تحالف كاودا على الحوار مع قوى الإجماع لبلورة مسودة ثانية معدلة تستوعب تحفظات قوى الإجماع . + هذه المرة ، لم يشن تحالف كاودا أي هجوم ضد السيد الإمام وغيره من الذين تحفظوا على ميثاق الفجر الجديد ، ولسببين ؟ السبب الأول هيجان نظام البشير ضد ميثاق الفجر الجديد ورغبة تحالف كاودا في عدم استفزاز المعارضة السياسية حتى لا تبدو كمن يقف في خندق الحكومة ، والإستفادة بأكبر قدر من هلع الحكومة من اصطفاف المعارضة ضدها . السبب الثاني ادراك تحالف كاودا لخطيئته في التذاكي على مكونات قوى الإجماع وخداع مندوبيهم للتوقيع في كمبالا على ميثاق جاهز لم تتم مناقشته ، والتعليق عليه ، واعتماد نسخته النهائية بالبصم على كل ما ورد فيه دون أخذ ورد . + بدعوة من تحالف كاودا ، وصل الدكتور الكودة الى كمبالا لمناقشة ميثاق الفجر الجديد مع قادة تحالف كاودا ، وتعديله بما يتفق مع اقتراحاته . تحفظ دكتور الكودة على خيار الكفاح المسلح للإطاحة بنظام البشير ، وطلب حذف كل المواد الخلافية ( هيكلة مؤوسسات الدولة ، علاقة الدين بالدولة ، ضمن مواد خلافية أخرى ) من ميثاق الفجر الجديد ، حتى يتسنى له التوقيع عليه . + اعتذر قادة تحالف كاودا عن تلبية طلب الدكتور الكودة ، لأنهم بصدد مناقشة المسودة الأولى من الميثاق مع مكونات تحالف قوى الإجماع ، ويمكن أخذ اقتراحاته في الإعتبار وقتها ، وليس منفصلة وبالقطاعي . + رفض دكتور الكودة توقيع الميثاق في مسودته الأولى ؟ لم يشأ الدكتور الكودة اعلان رفضه لوسائل الإعلام ، احتراما لمشاعر مضيفيه ! + وتم الإتفاق على توقيع بيان مشترك ( مذكرة تفاهم ) بين حزب الوسط الإسلامي وتحالف كاودا . + في يوم الخميس 31 يناير 2013 تم التوقيع على بيان مشترك من أربع نقاط بين الدكتور الكودة ( حزب الوسط الإسلامي ) والقائد مالك عقار ( تحالف كاودا ) . فسر البيان الماء بعد الجهد بالماء وكان تحصيل حاصل . المهم أن البيان في كل نقطة من نقاطه ، لم يشر لا من بعيد أو قريب لميثاق الفجر الجديد . + ذكر البيان أن حزب الوسط الإسلامي يعتمد فقط النضال السلمي الشعبي والحوار وسيلة للتغيير! أمّن البيان على التداول السلمي للسلطة ، وعلى دولة المواطنة ، واقترح إرجاء الفصل في القضايا المحورية الكبرى مثل نظام الحكم وعلاقة الدين بالدولة وغيرها الى المؤتمر الدستوري! نكرر لم يرد ذكر في البيان للميثاق . نقطة على السطر ! + ظهرت لافتة وراء منصة التوقيع مكتوب عليها العبارة الآتية : ( مراسم توقيع حزب الوسط الإسلامي على ميثاق الفجر الجديد ) . لم يلاحظ الدكتور الكودة هذه اللافتة ، ولا يعرف من أمر بكتابة هذه العبارة على اللافتة ، ولا الرسالة المناط ارسالها ، وأردف أنها غير صحيحة . + اعتمدت وسائط الإعلام في الخرطوم وفي الأسافير على هذه اللافتة ، وتجاهلت محتوى البيان المشترك الممهور بتوقيع الطرفين، وغردت بتوقيع دكتور الكودة على وثيقة الفجر الجديد ! نبح المنكفئون في الخرطوم بخروج دكتور الكودة من ملة محمد بتوقيعه على ميثاق ( الغروب القديم ) ، ولا يزال العرض مستمرا . + بث معلومات ناقصة ومغلوطة ومشوهة للإثارة لا تفيد بل تضر تحالف كاودا في اليوم التالي ، وتبذر بذور عدم الثقة بين تحالفي كاودا وقوى الإجماع . وتخصم من الوحدة الوطنية ، الشرط الأساسي للإطاحة بنظام البشير . + التدليس والتضليل والتذاكي لن يجدوا فتيلأ في العمل الثوري ! ربما تفاعل الإنقسام الحالي بين قوى المعارضة السياسية والمسلحة وتحول لإستقطاب ، يتبعه احتقان ، مما يصب في مصلحة نظام البشير . + في المحصلة ، لا يزال ميثاق الفجر الجديد معلقا في الهواء ، ويحتاج لمن ينزله الى أرض الواقع بادخال تعديلات عليه ، بحيث يكون مقبولا في نسخته المعدلة لجميع القوى المعارضة . + المطلوب الآن وبعد مرور حوالي شهر على اعلان الوثيقة : • توكيد سكرتارية تحالف كاودا التي اعدت الميثاق بأنه مسودة أولية قابلة للنقاش والتطوير قبل اجازتها من المعارضة السياسية والمسلحة . • اعداد مسودة ثانية ومعدلة تلبي الحد الأدنى المشترك بين مواقف التحالفين ، لتكون المرجعية الحصرية خلال الفترة الإنتقالية وترك البنود الخلافية ليتم حسمها عبر المؤتمر الدستوري لاحقا . + يجب الإسراع في اعداد المسودة الثانية ، حتى لا تأخذ القوم الأحداث على حين غرة ، إذا ما سقط نظام البشير بغتة كما سقط نظام زين العابدين ونظام مبارك من قبله ؛ خصوصا وأن مجريات الأحداث فى السودان جعلت الدائرة تضيق على نظام البشير المواجه بمشكلات اقتصادية وسياسية وأمنية بسبب سياساته البئيسة .؟ نواصل ... [email protected]