لا اقل ان الحرب في جنوب كردفان كان دافعها الانتقام او تاديب من خالف الراي السيادي, لان مجلس السياده نفسه يعلم ان هذا التاديب ليست فيه منتصر ومهزوم . وبما ان طرفا النزاع كل يلوم الاخر في اشعال الحرب لم يفطن الاثنان انهم بداؤا من الباب الاخير. ولم يجد الشعب في جنوب كردفان غير هذا الباب, للتعبير عن رايه في صراع الموارد, و المصالح . وبذا صارت الساحه مفتوحه ليدخل منها تحالفات قتاليه, ولا اظنها ستنتهي بالفجر الجديد. بل ستشرق لجبال النوبه, شمس قتال جديد بضوء هذا الفجر. فالموت في جنوب كردفان, ليست له تعويض. فالمنطقه مقفوله, ولا يمكنها انتاج جيل او شباب جديد. فالفجر الجديد ,ان لم يشارك فيه الشعب السوداني قاطبه, سيكون وباله على ابناء جنوب كردفان, وابناء النوبه على وجه الخصوص ,لانهم لا يمتلكون الديل على انضمامهم للفجر الجديد بل كل الذي اكتفو به من هذا الكوم هو قبض الذناد وترك سياستهم لاسيادهم السابقون الذين يسومونهم بابخس اثمان الحروب بل ابن النوبه قد يكتفي باعطاءه رتبه عسكريه للتفاخر وكلمه ( كمرد ) فاضيه لا تعني غير الهوان الاهبل . ان ابناء النوبه بالخارج يمكنهم دفع المبالغ من اجل استمرار الحرب, ولكنهم لا يملكون الكفاءه للجلوس على مائده التفاوض.ولا يملكون المقدره على حسم المعركه لان القائمون على الامر فرضت عليهم الوصايا. فالحركه الشعبيه التي فصلت الجنوب, تختلف عن حركه قطاع الشمال. فالتعليم في الجنوب كان هو الدينمو المحرك للحرب والدعم والتفاوض, اما في جبال النوبهو فالحرب معدومه الثقافه, والدعم, لذلك من السهل ان يتسلق عليها طفيليو المصالح الخاصه. ويكون شباب جبال النوبه هو الوقود لهذه الطفيليه . فالذي يقاتل بجانب الحكومه ,كان غرضه كسب العيش. والذي يقاتل بجانب التمرد, كان هدفه ان يجد طريقه للحكم, او اي وسيله تساعده للخروج عن هذا الوطن . فالذين خرجو الى دول المهجر والجوار صاروا ليست لهم وجود في واقع المشكله. ولكنهم رجعوا ليدخلو عليها بافرازات سلبيه, تدعو الى تحريض الغافلون من اهليهم الى القتال, وحمل السلاح فمن المستفيد من هذه العتمه الفكريه التي اضاعت الوطن.